Skip to main content

الفصلُ الثالِث عشَر الهمساتُ السبع - إلتِزاماتُ الزواج المُحطَّمة

الصفحة 4 من 7: إلتِزاماتُ الزواج المُحطَّمة

الهمسَةُ الرَّابِعة: إلتِزاماتُ الزواج المُحطَّمة (2: 10- 16)

سُرعانَ ما تخلَّى الكهنَةُ ورِجالُ يهُوَّذا عن إلتِزامِهم العامُودي تجاهَ الله القُدُّوس، لم تَعُد القضيَّة إلاّ قضيَّة وقت حتى تخلُّوا عن إلتزاماتِهم الأُفُقيَّة تجاهَ شُركائِهم الزوجِيِّين. حاوِل أن تتبَعَ التسلسُلَ المنطِقي لهمسات القلب هذه. فعندما يُصبِحُ الإلتِزامُ تجاهَ الله مزغُولاً بالشوائِب، سُرعانَ ما تُصبِحُ الإلتِزاماتُ الأفُقيَّة تجاهَ الناس هشَّةً وقابِلَةً للكَسر.

يُواجِهُ ملاخي الآن مُشكِلَةَ الزواج. وهُوَ يضُمُّ صوتَهُ إلى صوتِ نحميا في قلقِهِ على أطفالِ الزيجات التي تنتَهي في محاكِمِ الطلاق (نحميا 13: 23 – 25). فهُوَ يُذكِّرُ الكهنة ورِجالَ يهُوَّذا أنَّ الزواجَ هوَ خُطَّةُ الله لإعطاءِ الأولاد عشرينَ سنةً من العِنايَةِ في العائِلة قبلَ أن يخرُجوا إلى العالم ليَعِيشُوا حياتَهُم الخاصَّة. لهذا يكرَهُ اللهُ الطلاق (15).

أخبَرنا سُليمانُ أنَّ الأهلَ هُم مثل القَوس والأطفالَ هم مثل السِّهام. والطريقَةُ التي يدخُلُ بها الأطفالُ إلى الحياة تتعلَّقُ بالزخَم والإتِّجاه اللذينَ يأخُذُونَهما من والديهم. فلو كنتَ أنتَ مكانَ إبليس، وعرفتَ أنَّ الصورَةَ المجازيَّة التي إستَخدَمَها سُليمانُ تُمثِّلُ الحقيقَةَ عن كيفَ يتحضَّرُ الأولادُ ويُؤهَّلُونَ لكي يحيُوا حياتَهُم، ماذا كُنتَ ستفعَل؟ كُنتَ ستقطَعُ وترَ ذلكَ القوس. هذا ما كانَ إبليسَ يعمَلُهُ في أيَّامِ حياةِ وكِرازَةِ ملاخي. ومن الواضِح أنَّهُ يعمَلُ الشيءَ نفسَهُ في حضاراتِنا اليوم.

تَذَكَّرْ أن ملاخي يستَعرِضُ همسات القلب الذي تبرُدُ محبَّتُهُ تجاهَ الله. فهُوَ يُحذِّرُ شعبَ يهُوَّذا بأنَّهُ عندما يُكسَرُ إلتزامُهم تجاهَ الله، فإن إلتزامَهم تجاهَ الناس سيُكسَرُ كذلك.

إنَّهُ يتعامَلُ معَ الدَّرَجات التي بها أصبَحَت قُلوبُ الكهنة بارِدةً تجاهَ الله، وقادتهُم إلى مرحَلَةٍ يتعامَلونَ فيها معَ الطلاق وكأنَّهُ شيءٌ عادِيّ، وذلكَ بقُبُولِهم تقدِمات المُطلَّقِين. لقد إتَّهَمَ ملاخي بفصاحَةٍ هؤلاء المُطلَّقِين بأنَّهُم يُغطُّونَ المذبَحَ بالدُّمُوع، وهُم يتذمَّرُونَ لكَونِ اللهِ قد حبسَ بركاتِهِ من حياتِهم. ثُمَّ يشرَحُ ملاخي أنَّ اللهَ حبسَ بركاتِهِ عن رِجالِ يهُوَّذا لأنَّهُم تعامَلُوا بِالغَدرِ معَ زوجاتِهم بطلاقِهم إيَّاهُنّ. لقد كانت زوجاتُهم أمينات لهم في أيَّامِ الشباب. كانُوا قد قطعوا عهداً أمامَ الله وأمامَ زوجاتِهم بأن يعيشُوا معهُنَّ، في السرَّاءِ والضرَّاء، إلى أن يُفرِّقَ بينَهُما المَوت. فكسرُ هذا العهد هو غَدرٌ، بالنسبَةِ لملاخي.

نِسبِيَّةُ الأخلاق
الصفحة
  • عدد الزيارات: 14024