Skip to main content

الفَصلُ الخامِس عشَر سفرُ الرُّؤيا - المِفتاحُ الرَّابِع

الصفحة 9 من 19: المِفتاحُ الرَّابِع

المِفتاحُ الرَّابِع

الجزءُ الرَّابِع من المُهِمَّةِ المُعطاة ليُوحنَّا يبدأُ في بدايَةِ الإصحاحِ الرَّابِع: "أُكتُب ما هُوَ عَتيدٌ أن يكُونَ بعدَ هذا." الجزءُ الأكبَر من الرُّؤيا مُتعلِّقٌ بالأُمُور التي ستحدُثُ في المُستَقبل.

لكي تُركِّزَ على المِفتاح رقم 4، عليكَ أن تفهَمَ الترتيبِ الزمني للإصحاحات السادِس حتى التاسِع من سفرِ الرُّؤيا. الإصحاحان الرَّابِع والخامِس جميلانِ جداً على صعيدِ اللُّغَةِ الرمزيَّة التي تَصِفُ العبادة التي ستحدُثُ في السماء. ولكن عندما تَصِلُ إلى الإصحاحِ السادِس من سفرِ الرُّؤيا، يتغيَّرُ النمَطُ ويُصبِحُ من الصعبِ جداً فهمَ ما تقرأ.

إنَّ سِلسِلَةَ الأحداث المعرُوفَة بمجيء يسُوع المسيح ثانِيَةً تُغطِّي حقبَةً طويلَةً من الزمن. فهُناكَ الكَثيرُ من الوقتِ الذي يَمُرُّ بينَ بِدايَةِ الحَدَثِ الأوَّل وإلى أن ينتَهيَ الحدَثُ الأخير. إنَّ مِقدار الوقتِ اللازِم لهذه الأحداث يرتَبِطُ تماماً بِكَيفيَّةِ تفسيرِكَ لهذه الأحداث وبِكيفيَّةِ ترتيبِكَ لها زمَنيَّاً. أحد أقصَر الأحداث هُوَ مرحلَة السبع سنوات المعروفة "بالضيقَةِ العُظمى." ولقد وصفَها يسُوعُ في موعِظَتِهِ على جَبَلِ الزَّيتُون. (متَّى 24: 21- 29).

يعتَقدُ الكثيرُ من المُفسِّرينَ أنَّ الضِّيقَةَ العُظمى ستكُونُ حقبَةً من سبعِ سنوات. هذه الضيقة العُظمى هِي ما تصِفُهُ الإصحاحات 6 إلى 19 من سفرِ الرُّؤيا. كُلُّ هذه الإصحاحات، إبتداءً من الإصحاحِ السادِس، عندما تظهَرُ الأحصِنة، وحتَّى مُنتَصَفِ الإصحاحِ التاسِع عشر، تُركِّزُ على حقبَةٍ قصيرَةٍ مُؤلَّفة من سبعِ سنوات، من بينِ كُلِّ هذه الأحداث التي تُسمَّى "مجيء يسُوع المسيح ثانِيَةً."

تُصوَّرُ الضِّيقَةُ العُظمى في هذا الجزء من سفرِ الرُّؤيا كسِلسِلَةٍ من الدينُونات. وبينما أنتَ تقرَأُ إعلانَ يُوحنَّا لهذه الدينُونات، تُفَكُّ سبعَةُ أختام. وفي كُلِّ مرَّةٍ يُفَكُّ ختمٌ، تحدُثُ دينُونَةٌ رهيبَةٌ مُرعِبة. ثُمَّ تَقرَأُ عن الأبواقِ السبعة. وفي كُلِّ مرَّةٍ يُبوَّقُ بكُلٍّ من الأبواقِ السبعة، تجدُ دينُونَةً رهيبة.

تُفَكُّ الأختامُ في الإصحاحِ السادِس، ويُبوَّقُ بالأبواق في الأصحاحَين الثامِن والتاسِع. ثُمَّ، في الإصحاح 16، تقرَأُ عن الجامات السبعة. وتُسكَبُ هذه الجاماتُ، وفي كُلِّ مرَّةٍ يُسكَبُ جامٌ منها، تحدُثُ دينُونَةٌ.

يعتَقدُ البعضُ أنَّ دينونات الأختام والأبواق والجامات هذه، هي دينُوناتٌ مُتعاقِبَة. ويعتَقِدُ آخرونَ أنَّ مرحَلَةً واحِدَةً من الدينُونات يتِمُّ وصفُها بِثلاثِ طُرُقٍ مُختَلِفة. بينَ هذه الدينُونات الثلاث، تجدُ معلُوماتٍ تبدو وكأنَّها تعليقاتٌ إضافِيَّةٌ على الدينُونات. ولكنَّ التعليقاتُ أو التفسيراتُ، في الإصحاحات السابع، والعاشِر إلى الخامِس عشر، والسابِع عشر إلى التاسِع عشر، هي بالطبع ليسَت مُرتَّبَةً بالتسلسُلِ الزَّمَنيّ.

المِفتاحُ الخامِس
  • عدد الزيارات: 26739