الفصلُ السادِس عشَر "الحياةُ الجِنسيَّة عندَ المُتَزَوِّجِينَ المُؤمِنين"
(1كُورنثُوس 7: 1- 6)
عبرَ تاريخِ الكنيسة، إحتارَ أتباعُ المَسيحِ الأتقِياء أمامَ السؤالِ التالي: ما هُوَ القصدُ من العلاقَةِ الجِنسيَّة في حياةِ شَرِيكَينِ مُتَزوِّجَين؟ هل هُوَ بِبَساطَة التكاثُر؟ وهل هذا هُوَ الهدَفُ الوَحيد؟ في الأعداد 3 إلى 5 يُعطِي بُولُس نصيحةَ الزواج المُوحَى بها من الله عن العلاقَةِ الجَسَديَّةِ الحَميمة عندَ الأزواجِ المُؤمِنينَ المُقدَّسِينَ في كُورنثُوس.
كتبَ بُولُس يقُول: "لِيُوفِ الرَّجُل المَرأَةَ حقَّها الواجِبَ وكَذَلِكَ المَرأَةُ أيضاً الرَّجُلَ. ليسَ للمرأةِ تسلُّطٌ على جسدِها بَل للرَّجُل. وكذلكَ الرَّجُلُ ليسَ لهُ تسلُّطٌ على جسدِهِ بَل لِلمرأَة. لا يسلُبُ أحدُكُم الآخر إلا أن يكُونَ على مُوافَقة إلى حِينٍ لكَي تتفرَّغُوا لِلصَّومِ والصلاة ثُمَّ تجتَمِعُوا أيضاً معاً لكَي لا يُجرِّبَكُم الشَّيطانُ لِسببِ عدَمِ نزاهَتِكُم." (3- 5)
السببُ الوَحيد الذي لأجلِهِ يُمكِنُ أن تحرُمَ شَريكَةَ حياتِكَ أو أن تحرُمِي شَريكَ حياتِكِ من حقِّ العلاقَةِ الجِنسيَّةِ الحَميمة، هو بهدَفِ الإنفِصالِ المُؤقَّت للصَّومِ والصلاة. وينبَغي أن لا ترفُضَا بعضُكُما بعضاً إلا على أساس الإتِّفاق المُتَبادَل بأن تتفرَّغا للصَّومِ والصلاة. ومن ثمَّ تجتَمِعانِ معاً، لئلا يُجرِّبكما الشيطان.
هُناكَ بضعةُ مبادئ هامَّة بإمكانِنا جمعُها من هذه الأعداد. المبدَأُ الأوَّلُ هُو: الإثنانِ هُما جَسَدٌ واحِد. فجسدُ المرأةِ يَخُصُّ زوجَها، وجسدُ الرَّجُلِ يَخُصُّ زوجتَهُ. فليسَ للزَّوجِ تسلُّطٌ على جسدِهِ بَلْ للمرأة. وليسَ للمرأَةِ تسلُّطٌ على جسدِها بَل للرَّجُل.
مبدَأٌ آخَر هو أنَّ أفضَلَ دِفاعٍ ضدَّ تجرِبَةِ الزنى هُوَ هُجُومٍ جَيِّد – أي أن يكُونَ لدَيكَ علاقة جسديَّة جَيِّدة وكافِية في زواجِكَ. بهذه الطريقة، عندما تخرُجُ إلى العالم وتتعامَلُ معَ الآخرين، لن تكُونَ ضَعيفاً أمامَ التجربَة، لأنَّكَ قد سبقَ وأرضيتَ نفسَكَ في المنزِل. يُعطي العهد القديم نصيحَةً للشُّبَّانِ المُتَزوِّجِين، في سِفرِ أمثال 5: 15- 20.
مبدَأٌ ثالِث هُوَ أنَّ الكلمة المِفتاحِيَّة في العلاقَةِ الجسديَّةِ الحَميمة داخِل العلاقة الزَوجِيَّة، هي كلمة "مُتبادَلة." تُطرَحُ الأسئِلة عمَّا هُوَ صوابٌ وعمَّا هُوَ خَطَأٌ، عمَّا هُوَ طَبيعيٌّ وعمَّا هُوَ غَيرُ طَبِيعيّ. وعمَّا هُوَ المُعدَّلُ الوَسَطِي للعلاقةِ الجِنسيَّةِ بينَ الزوجَين أُسبُوعِيَّاً؟ الجوابُ على كُلِّ هذه الأسئلة هُوَ أنَّ على الزَّوجَين أن يسألا: "ما هُوَ المُتبادَل؟"
مبدَأٌ هامٌّ آخَر هُوَ أنَّ العلاقَةَ التي يتمتَّعُ بها كُلُّ واحِدٍ منهُم معَ الله، تستَمِرُّ بأن تكُونَ فَردِيَّةً وشخصيَّة، حتَّى ولو كانت هذه العلاقَة حيويَّة لزواجِهم، وأنَّهم يتمتَّعُونَ معاً بهذه العلاقة معَ الله.
علَّمَ يسُوعُ أنَّ العلاقَة بينَ الزَّوجَين ليست فقط علاقَةً جسديَّة. فعندما صمَّمَ اللهُ الزواج، خطَّطَ للشَّرِيكَينِ الزَّوجِيَّين أن يكُونُوا واحِداً في الرُّوح وواحِداً في الفكر، ومن ثمَّ تكُونُ العلاقَةُ الجسديَّةُ الحميمة بهجة التعبير عن هذه المُستويات العميقة في علاقتِهما. يبني بُولُس على مبدأِ الزواج هذا الذي قدَّمَهُ يسُوع، بإضافَةِ الفِكرة أنَّ علاقَة الزَّوجَين معَ الله تستَمِرُّ بكونِها فَردِيَّةً وشَخصِيَّة، رُغمَ أنَّها تُصبِحُ أيضاً علاقَةً مُتَبادَلة. الرَّابِطُ الرُّوحِيُّ الذي يجعَلُ المُتزوِّجينَ واحِداً، ليسَ بِبَساطَة كونَهُما يُصَلِّيانِ معاً، أو يذهَبا إلى الكَنيسةِ معاً. فالرَّجُلُ وزَوجَتُهُ عليهِما أن يتمتَّعا، كُلٌّ منهُما بمُفرَدِهِ، بإتِّحادٍ رُوحِيٍّ معَ المسيح.
إذا وجدتَ أنَّ علاقتَكَ الزَّوجِيَّة تُصبحُ ضَعيفَةً، وإن لم يكُن فيها إتِّحادٌ عَميقٌ كما ينبَغي أن يكُون، ماذا ستفعَلُ حِيالَ ذلكَ؟ عليكُما كِلَيكما أن تسعَيا نحو علاقَةٍ أعمَق معَ الله. فالرَّابِطُ الرُّوحِيُّ الذي يُوحِّدُ الزَّوجَين رُوحِيَّاً، يكُونُ قويَّاً أو ضَعيفاً بمقدارِ ما تكُونُ علاقتُهُما الفَردِيَّة معَ المسيح قويَّةً أو ضعيفة. فإذا أردتَ أن تُقَوِّي علاقَتَكَ الزَّوجِيَّة، إقتَرِبْ من المسيح أكثَر فأكثَر.
- عدد الزيارات: 3136