الفَصلُ الثامِن عشَر "خَلفِيَّاتُ الزيجات المُختَلَطَة"
(1كُورنثُوس 7: 17- 24)
لقد قسمتُ هذا الإصحاح العَظيم عن الزواج إلى أقسام، لأنَّني أُؤمِنُ أنَّ كُلَّ قِسمٍ يُشيرُ إلى إلى أجوِبَةِ بُولُس على الأسئِلة التي طرحَها عليهِ هؤُلاء الكُورنثُوسيُّون في رِسالتِهم. بينما ندرُسُ أجوِبَة بُولُس على هذه الأسئِلة، بإمكانِنا أن نُحدِّدَ أسئِلتهُم.
إستِناداً إلى هذا المبدَأ، في هذا المقطَع بإمكانِنا أن نَفهَمَ بِحَدسِنا أنَّ بُولُس كانَ يُجيبُ على سُؤالٍ طُرِحَ من قِبَل أشخاصٍ كانُوا مُتزوِّجينَ أو عنهم أكثَر من مرَّة. فكَّرُوا بِحضارَة كُورنثُوس هذه، وكيفَ كانت حياةُ الناس الذين كانُوا ينتَمُونَ إلى هذه الكَنيسة، قبلَ أن يختَبِرُوا التجديد. تذكَّرُوا أنَّ بُولُس قالَ في الإصحاحِ السادِس أنَّ هؤلاء كانُوا مُتورِّطينَ في شتَّى أنواعِ الخَطايا التي تخطُرُ بالبال. في هذا المقطَع، يُعالِجُ بُولُس الزِّيجات الغَريبة ذات الخَلفِيَّات المُختَلَطَة، بينَ بعضِ الأزواج في كنيسةِ كُورنثُوس.
لاحِظوا في هذا المقطع، كيفَ أنَّ الأعداد 17، 20، و24 تُقدِّمُ المبدَأَ نفسَهُ. "غيرَ أنَّهُ كما قسمَ اللهُ لكُلِّ واحدٍ كما دَعا الرَّبُّ كُلَّ واحدٍ هكذا لِيَسلُكْ وهكذا أنا آمُرُ في جَميعِ الكَنائِس." (17) "الدَّعوَةُ التي دُعِيَ فيها كُلُّ واحِدٍ فليَلبَث فيها." (20) "ما دُعِيَ كُلُّ واحِدٍ فيه أيُّها الإخوة فليَلبَث في ذلكَ معَ الله." (24)
دَعوني أُوضِحُ لكُم هذا الوضع من خِلالِ قصَّةِ زوجَينِ أعرِفُهما، وهُما مُتَقدِّمَينِ في العمُر. فعلى مدارِ سنتَين تعرَّفتُ على هذين الزَّوجين عن كَثَب. وذاتَ ليلَة سألاني إذا كُنتُ أقبَلُ أن أبقى عندَهما بعدَ إنتِهاءِ إجتِماعِ درسِ الكتاب المقدَّس الذي إستضافاهُ في منزِلِهما، لأنَّهُما أرادي أن يُخبِراني بِقصَّتِهما.
كانت المرأَةُ لاعِبَةً بهلوانِيَّةً في السيرك قبلَ أن تتجدَّدَ. وكانت أيضاً تعيشُ حياةً لا أخلاقِيَّة، وكانت قد تزوَّجَت تِباعاً ثلاث أو أربَع مرَّات. ومن ثمَّ إلتَقَت بِزوجِها الحالِيّ. وكانَ هُوَ مُجرِماً، وقد سبقَ لهُ وتزوَّجَ ثلاث أو أربَع مرَّات. وفي إحدَى المُناسَبات في مدينَةٍ كَبيرة، سمِعا واعِظاً يكرِزُ بالإنجيل في حملَةٍ تبشيريَّةٍ كبيرة في تلكَ المدينة. فاخَتَبَرا الخلاص، وإذ بدأا قِراءَة الكتاب المقدَّس، أخذا يتساءَلان، "ماذا ينبَغي أن نعمَلَ حِيالَ زواجِنا؟" فوجدا قسِّيساً وجَّهَ لهُما النصيحَةَ التالية: "إرجِعا كُلٌّ منكُما إلى الشريكِ الأوَّل، وإذا كانَ هذا الشريكُ لا يزالُ على قَيدِ الحياة ولم يكُن مُتزوِّجاً، بإمكانِكَ أو بإمكانِكِ أن تتزوجي به. ولكنَّ علاقَتَكُم كما هي عليهِ الآن هي زِنى، وينبَغي إنهاء هذا الزواج الآن."
ولكنَّهُما كانا يُحِبَّانِ بعضُهما البعض لدرجة لم تسمَحْ لهُما أن يتطلَّقا، خاصَّةً أنَّهُما كانا كِلاهُما قد آمنا بالمسيح الذي خلَّصَهُما، فأتَّبَعاهُ. ولكن فِي كُلِّ مرَّةٍ تذكَّرا فيها علاقتَهُما الجسديَّة، أعتَقَدا أنَّهُما كانَا يُمارِسانِ الزِّنى. لقد كانَ شُعُورُهما بالذَّنبِ لا يُحتَمَل. في دراستِنا للكتابِ المقدَّس، كُنَّا قد سبقنا ودرسنا لتَوِّنا إصحاحَ الزواجِ هذا، فسألاني، "ماذا كانَ سيقُولُ بُولُس لنا؟" فأشرتُ لهُما إلى هذا المقطَع حيثُ قالَ بُولُس ثلاثَ مرَّاتٍ أن يبقَيا في زواجِهما، أي كما كانت حالتَهُما الزوجِيَّة عندما تعرَّفا بالمسيح.
لقد أحبَّ بُولُس أن يستَخدِمَ كلمة دعوة ليَصِفَ إختِبار الخلاص، كما يُظهِرُ لنا هذا المقطَع وغيرُهُ. أعتَقِدُ أنَّ بُولُس كانَ يُخاطِبُ أزواجاً، تماماً مثل هذين الزَّوجَين اللذين تعاملتُ معَهُما، فقالَ لَهُما ما معناهُ: "عندما وجدَكُما يسُوع، ماذا كانت حالتُكُما الزَّوجِيَّة؟ مهما كانت عليهِ حالتُكُما، إبقَيا في زواجِكُما." هذا ما نصحتُ بهِ هذين الزوجَين المُتقدِّمَينِ بالعمر. ولقد قُمنا بإحتِفالٍ زواجٍ لهُما، أي بإحتِفالٍ رُوحِيٍّ طلبا فيهِ منا لله أن يُبارِكَ ويُقدِّسَ إتِّحادَهُما معاً، منذُ أن أصبَحا تلميذَين ليسُوع المسيح.
عندما يخلُصُ الخُطاة، يتبرَّرُون. وكُلُّ خطاياهُم لا تُغفَرُ فقط، بل يُصبِحُونَ وكأنَّهُم لم يُخطِئوا أصلاً. فالآن، دَعُونا نُطبِّقُ مبدَأَ التبرير على الزيجات ذات الخَلفِيَّات المُختَلَطة. فهل هُم يتَبَرَّرُونَ فقط عن زيجاتِهم السابِقة؟ كلا! فنصيحَةُ بُولُس المُوحَى بها من الله في هذه الأعداد، هِي مُنسَجِمَةٌ معَ الإنجيل. فالشخصُ الذي تكُونُ معَهُ كشَريكٍ زَوجِيٍّ عندما تلتَقي بالرَّبّ، عليكَ أن تبقَى معها أو تبقِينَ معَهُ، وأن تطلُبا بركةَ الربِّ على زواجِكما. فماضيكَ هُو تحتَ دمِ يسوع المسيح، بما في ذلكَ زيجاتِكَ.
- عدد الزيارات: 2930