Skip to main content

الفصلُ الخامِس رابِطُ الإنسِجام - القُبُول

الصفحة 2 من 6: القُبُول

القُبُول

إنَّ فهْمَنا للإنسِجام أو التلاؤُم ينبَغي أن يشمَلَ مفهوم القُبُول. هُناكَ أمُورٌ كثيرة في الزواج عليكَ بمُجرَّدِ قُبُولِها في الشريكِ الآخر. فالشريكُ الآخرُ لن يتغيَّر. ولكنَّ الكثير من الناسِ سُذَّجٌ لدرجةِ أنَّهُم يظُنُّونَ أنَّهُم بعدَ الزواج، سيستطِيعونَ تغييرَ الخصائص الشخصيَّة التي لا يُحِبُّونَها في شُرَكاءِ حياتِهم. النساءُ بشكلٍ خاص هنَّ اللواتي يقعنَ في هذا الشرَك. إنَّهُن ساذِجاتٌ لدَرَجة أنَّهُنَّ يقُلنَ كلٌّ عن الشاب الذي ستتزوج منهُ، "بعدَ أن أتزوَّجَهُ، سأغيِّره وأجعل منهُ الشاب الذي أُريد." إنَّ الرجُل بعدَ أن يتزوَّج، سوفَ يبقَى تماماً كما هو قبلَ الزواج ولن يتغيَّر.

الكتابُ المقدَّس يهزأُ من الناس الذين يقولونَ أنَّهم سيتغيَّرُون. اسمعْ ما يقولُهُ النبيُّ إرميا ، "هل يُغيِّرُ الكُوشِيُّ جِلدَهُ أوِ النَّمِرُ رُقَطَهُ. فأنتُم أيضاً تقدِرُونَ أن تصنَعُوا خيراً أيُّها المُتعلِّمُونَ الشرَّ" (إرميا 13: 23). الكِتابَ المُقدَّس واقِعيٌّ لدَرَجَة أنَّهُ لا يأمرُنا أن نتغيَّر.

ولكن الكتابَ المقدَّس يُخبِرُنا بأنَّهُ علينا أن نُطبِّقَ بعضَ الشُّروط، وعندها يُغيِّرُنا الله. فإن كُنتَ راغِباً بالتغييرِ بِشدَّة، أو إن كُنتَ مُقتَنِعاً أن شريكَةَ حياتِكَ ينبَغي أن تتغيَّر، الأملُ الوحيدُ لهذا التغيير هو إذا إختَبَرتَ أنتَ وشريكَةُ حياتِك الولادَة الجديدة. فمن خِلالِ الولادةِ الجديدة يُغيِّرُنا الله ويعمَل منَّا خلائِقَ جديدة بالمسيح (2كورنثُوس 5: 17).

فبإستثناءِ الوِلادَةِ الجديدة، الناسُ لا يتغيَّرُون. ومن غيرِ النُّضجِ أن تظُنَّ أنَّكَ تستَطيعُ أن تُغيِّرَ شريكةَ حياتِكَ، ومن غيرِ النُّضجِ أكثَر أن تظُنَّ أنَّكَ إذا أبدَلتَ شريكَةَ حياتِكَ أو شريكَ حياتِكِ بآخر، فسوفَ تحُلُّ المُشكلة. سوفَ تكتَشِفُ سريعاً أنَّكَ وحَّدتَ نفسَكَ مع مجمُوعَةٍ أُخرى من السلبيَّاتِ والإيجابِيَّات. من النُّضجِ أن تطلُبَ من الله أن يُعطيَكَ نِعمَةً أن تقبَلَ السلبِيَّات والإيجابِيَّات التي يتحلَّى بها شريكُكَ الآخر طيلَةَ حياتِك.

عندما تتأمَّلُ في انسجامِكما كزوجين، لا تُركِّز على السلبِيَّات أو مناطِقِ عدمِ الانسجام. إنَّ هكذا نوع من السلبيَّة كفيلٌ بأن يُدمِّرَ زواجَكُما. ولكن إذا ركَّزتَ على إيجابِيَّات الانسجام، فهذا سيُساعِدُ كثيراً. أصبحَ شابٌّ مُؤمِناً بالمَسِيح عندما كانَ في التاسِعَة عشرة من عُمرِه. وعندما أخبَرَ راعي كنيستِهِ الحكيم والذي قادَهُ للمسيح، أنَّهُ سوفَ يُواجِهُ صُعُوبَةً في الحفاظِ على نقاوتِهِ الأخلاقيَّة، أعطاهُ الراعي نصيحةً جيِّدَة. قال، "اللهُ لديهِ امرأة خاصَّة لكَ. هذا هو الحلُّ لكُلِّ هذه المشاعِر التي تنتابُكَ."

فأجابَ الشابُّ المُؤمِن، "ولكن كيفَ أعرِفُ متَى ألتَقِي بتلكَ المرأة." فقال الراعي، "دعنِي أُخبِرُك. خُذ ورقةً بيضاء واكتُبْ عليها لائحةً بكُلِّ  الصفات التي تُريدُ أن تجِدَها في المرأة. إكتُب هذه الصفات سواءٌ أكانت روحيَّةً أم فكريَّةً أم جمالِيَّة…والآن، أُكتُبْ لائحةً أُخرَى عن الصفات التي تظنُّ أن المرأةَ تبحثُ عنها في الرجُل الذي تُريد. ثُمَّ انظُرْ إلى هذه اللائحة بتمعُّن، واسألْ نفسَكَ، "هل أنا هذا الرجُل؟" وإن لم تكُنْ هذا الرجُل، تعلَمُ ما تحتاجُ أن تعملَهُ بينما تنتظِرُ أن تكونَ على مُستَوَى المثال الذي وضعتَهُ لنَفسِك."

إذا وضعتَ هكذا لوائِح، سوفَ تعرِفُ شريكَةَ حياتِكَ حالَما تلتَقي بها، لأنَّكَ تعرِفُ عمَّا تُفتِّش. بالنسبَةِ لي، هذا ما حدَثَ معي. وهكذا كتبتُ هاتَينِ اللائِحَتَين، ورسَّختُهُما في ذاكِرَتِي. عندما التَقَيتُ بِزوجَتِي، كانَ بإمكانِي أن أطلُبَ يدَها في نفس الساعة التي التقَيتُها بها. ولكنَّنِي انتظرتُ حتَّى المَوعِدَ الثانِي الذي خرجنا فيهِ معاً، لأنَّنِي لم أكُن أُريدُها أن تظُنَّ أنَّني مُتسرِّعٌ. بالرُّغمِ من أنَّكَ لم تكُنْ تحمِل حرفيَّاً هاتَين اللائِحَتين في يدِكَ عندما إلتَقيتَ بِشريكَةِ حياتِكَ، أو بِشريكِ حياتِكِ، لا بُدَّ أنَّكَ تصرَّفتَ بهذا المبدأ.

فعندَما تتزوَّج، اسأل نفسَكَ، ما هي الميزات التي جذَبَتكَ في زوجَتِك في البِداية، وجعلتَكَ تختارُها، أو جعلتكِ تختارينَهُ، شريكَ حياة؟ لأنَّهُ أحياناً قد يمضِي على زواجِ البعض وقتٌ طويلٌ جداً لدَرجَة أنَّهم ينسونَ ما جذبَ واحِدُهُما للآخَر. وماذا كانت لائحةُ الميزات التي كُنتَ تُفتِّشُ عنها؟ وكم من هذه الميزات لا يزالُ الشريكُ الآخرُ يتمتّعُ بها؟ ثُمَّ إسألْ نفسَكَ، ما هي الميزاتُ في حياتِكَ التي جذبَت شريكَ حياتِكَ إليك؟ وكم من تلكَ الميزات لا تزالُ لديكَ حتَّى اليوم؟ ثُمَّ اكتُبْ لائِحَةً بكُل الصِّفات التي تُعجِبُكَ وتُحبُّها وتحتَرِمُها في شريكةِ حياتِك. ثُمَّ اكتُبْ لائحةً بالصفات التي تُعجِبُ شريكَة حياتِكَ وتحتَرِمُها فيك.

لدى مُؤلِّفُ هذا الكُتيِّب، الدكتُور دِكْ وُودوُورد، قطعةٌ صخريَّة تُستَخدَمُ كَثقَّالٍ على أوراقِ المكتَب، وكانت إبنتُهُ قد أعطَتهُ إيَّاها، وقد كُتِبَ على وجهِها الأوّل، "إن لم تعُدْ قريباً من الله كما كُنتَ سابِقاً،" وعلى الوجهِ الثاني تجدُ السؤال التالي، "فمن هو الذي ابتعَدَ عن الآخر؟"

والآن طبِّقْ هذا السؤال على نفسِكَ وعلى زوجتِكَ. فإن لم تعُدْ قريباً من زوجَتِكَ كما كُنتَ سابِقاً، فمن منكُما هو الذي ابتَعَدَ عنِ الآخر؟ هل أنتَ من ابتعَدتَ؟ أم زوجَتُكَ هي التي إبتَعدَت؟ لا تنسى أبداً الميزات التي جمَعتكُما في البِدايَة.

مناطِقُ الإنسجِام
الصفحة
  • عدد الزيارات: 10912