Skip to main content

الفصل السادس - سدوا أفواه أسود - قوة الإيمان

الصفحة 5 من 7: قوة الإيمان

قوة الإيمان

"ثم قام الملك باكراً عند الفجر وذهب مسرعاً إلى جب الأسود. فلما اقترب إلى الجب نادى دانيال بصوت أسيف. أجاب الملك وقال لدانيال يا دانيال يا عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود. فتكلم دانيال مع الملك يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني لأني وجدت بريئاً قدامه وقدامك أيضاً أيها الملك لم أفعل ذنباً. حينئذ فرح الملك به وأمر بأن يصعد دانيال من الجب فأصعد دانيال من الجب ولم يوجد فيه ضرر لأنه آمن بإلهه" (دانيال 6: 19 - 23)

على عكس الملك نبوخذ نصر كان الملك داريوس. فالملك نبوخذ نصر حين تحداه الرجال الثلاثة شدرخ وميشخ وعبدنغو قال لهم "ومن هو الإله الذي ينقذكم من يدي" (دانيال 3: 15) فهو رغم الحلم الذي رآه، ورغم تعبير دانيال لحلمه، ورغم اعترافه بأن إله دانيال وشدرخ وميشخ وعبدنغو هو إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار (دانيال 2: 47) إلا أنه لم يؤمن بقدرة الله على كل شيء.. أما الملك داريوس فقال لدانيال "إن إلهك الذي تعبده دائماً هو ينجيك" (دانيال 6: 16)

وكلمات الملك داريوس لدانيال ترينا أن دانيال اشتهر بعبادته الدائمة لله. بثبات حياته الروحية وعلاقته بإلهه ووصلت شهرته في هذه الدائرة إلى الملك نفسه.

وقد تنازع الملك عاملان، عامل الإيمان في أن دانيال يقدر على أن ينجيه، وعامل الخوف على دانيال من أن تفترسه الأسود.

لقد قضى الملك ليلة سوداء وهو يلوم نفسه على غفلته، وعلى أنه كان السبب في طرح دانيال في جب الأسود، بينما قضى دانيال ليلة مضيئة مع الملاك الذي جاء لسد أفواه الأسود.

والملائكة هم خدام الله، والكتاب المقدس من تكوينه إلى رؤياه ملآن بحركة الملائكة ومتابعة حركة الملائكة تملأ قلب المؤمن بالاطمئنان.

"لأنك قلت أنت يا رب ملجأي. جعلت العلى مسكنك. لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك" (مزمور 91: 9 - 12)

"ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مزمور 34: 7)

"باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوة الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه" (مزمور 103: 20)

"الملائكة.. جميعهم أرواحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص" (عبرانيين 1: 13 و 14)

"الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار" (مزمور 104: 4)

مع ملاك أرسله الله من السماء لسد أفواه الأسود قضى دانيال ليلته..

هل نام عاجلاً من أحد الأسود وسادة ومن الآخر غطاء في الجب البارد؟

أو قضى ليلته يتحدث إلى الزائر السماوي الذي أضاء الجب المظلم بنوره الملائكي؟

الذي ندريه أن الملاك سد أفواه الأسود.

ويسجل كاتب الرسالة إلى العبرانيين هذا الحادث، مؤكداً أن الإيمان كان هو السر في نجاة دانيال فيقول "وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن.. الأنبياء الذي بالإيمان سدوا أفواه الأسود" (عبرانيين 11: 32 و 33)

جاء الملك داريوس باكراً عند الفجر إلى جب الأسود، ولما اقترب من الجب قال "يا دانيال عبد الله الحي هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر أن ينجيك من الأسود" (دانيال 6: 20)

لقد كان تبديد اليهود عقاباً لهم بسبب كثرة خطاياهم، لكن الأمناء منهم كانوا شهوداً لله، أعلنوا اسمه للأمم البعيدة، وهكذا عرف الملك المادي داريوس الله الحي، وعرف دانيال عبده الذي يعبده دائماً.

"أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بي وتفهموا أني أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غيري مخلص" (أشعياء 43: 10 و 11)

لكن الملك داريوس كان آسفاً لأنه لم يختبر شخصياً قدرة إله دانيال في الإنقاذ فسأل دانيال "هل إلهك الذي تعبده دائماً قدر على أن ينجيك من الأسود؟"

وقد رد دانيال على الملك من داخل الجب "يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود فلم تضرني" ويجدر بنا هنا ملاحظة أن الملك يقول لدانيال "هل إلهك.. قدر أن ينجيك؟" لقد عرف عن الله ولكنه لم يتخذه إلهاً له، أما دانيال فأجاب "إلهي" وطوبى للإنسان الذي الله إلهه، والذي له ارتباط شخصي، ومعرفة قلبية حقيقية لهذا الإله. قال داود مخاطباً الله "يا الله إلهي أنت" (مزمور 63: 1)

لقد أنقذ الله دانيال من أفواه الأسود لأنه كان بريئاً قدامه، وكان بريئاً قدام الملك فهو لم يرتكب أية خيانة ضد الملك أو ضد الدولة، ولم يوجد في دانيال ضرر "لأنه آمن بإلهه".. وكما أن النار لم تأت رائحتها على الرجال الثلاثة حين ألقاهم رجال نبوخذ نصر الأشداء في الأتون المتقد، كذلك لم تمس الأسود المفترسة الجائعة جسد دانيال. مبارك اسم الرب إلى الأبد.

أمر الملك وقد غمره الفرح بإصعاد دانيال من الجب وتأكد كل من رآه بعد خروجه من الجب أن الأسود المتوحشة لم تمسه.

عقاب المتآمرين
الصفحة
  • عدد الزيارات: 24769