إصحاح 5، آية 3
3-"قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. قد غسلت رجليّ فكيف أوسخهما".
أه من قلوبنا، وآسفاه عليها، فان محبة العريس صابرة عجيبة والتي لا حد لها، تقابلها العروس النائمة بعدم اكتراث، وتقدم أمامها هذه المعاذير التافهة السخيفة "قد خلعت ثوبي فكيف ألبسه. . . " لقد انعدم إحساس العروس بمطاليب مسيحها _ سيدها وعريسها الكريم، وذلك لسكوتها ولتركها محبتها الأولى، هذه هي الخطية، وما أرداها وما أردأ نتائجها! فإذا ما تهاون المؤمن وأبتعد عن حضرة الرب، فهل نستطيع ان نتصور إلى أي حد يكون الانحراف عنه؟ ان مجرد التأمل في هذا المسلك الضال وفي نتائجه يملئ النفس حزنا ورعبا.
وكم هو مذل لنفوسنا ان نرى كيف ان مطالبنا الذاتية كثيرا ما تطغي علينا وتسودنا أكثر من المسيح ومطاليبه، فان احتفاظنا بالشركة مع المسيح والعمل على إرضائه وإتمام مطاليبه وتحقيق غايته فينا يتطلب منا كلفة ليست هينة. أنه يستلزم التضحية بالكثير من مطاليب الذات. أنه يحتم علينا إنكار النفس وحمل الصليب، ولكن عندما نفضل الحياة المسترخية والعيشة المريحة لذواتنا، حتى ان كنا لا نفعل شرا ظاهرا، فأنه قد يزعجنا كثيرا الفكر بأننا لسنا نعطي المسيح المكان الذي يريده في حياتنا، وإذا ما وصلت النفس إلى هذه الحالة التعيسة فان الرب له المجد لا يكون له مكان في قلب المؤمن.
ولكن بقدر ما تكون محبتنا لرب قوية، وبقدر إدراكنا الروحي لهذا الخطأ _ خطأ عدم إعطاء الرب مكانه اللائق به في القلب، بهذا القدر عينه يكون حزنا حينما ننحرف أو نحن أو يضل واحد من أخوتنا المؤمنين عن مركز القرب من الرب الالتصاق به. من منا لا يتألم حين يرى نفسه أو يرى قديسا أخر فترت همته وتوقف نشاطه بعد ان كان قبلا حارا في روحه، حازما ونشيطا في عواطفه وفي نضارة المحبة للمسيح؟ قديسا كان يرى مبكرا في كل اجتماع المؤمنين، متهلل الروح وكل كلام عن المسيح يقطر في أعماق قلبه كزيت الابتهاج، وإذا ما عاد من الاجتماع فإنما لكي يتأمل في الحقائق الروحية التي تعلمها، ولكي يتمتع بشركة عميقة مع الرب. ليتنا نوجد في هذه الحالة السامية وليتنا لا نتحول عنها بل نبقى فيه لمجد السيد ولبركة نفوسنا.
* * *
- عدد الزيارات: 2937