Skip to main content

الإصحاح الثالث والأربعون: عــاقبة الـرب - العودة للنجاح والرخاء

الصفحة 4 من 6: العودة للنجاح والرخاء

(ع 12- 15) العودة للنجاح والرخاء.

"وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه". تماماً ضعف ما كان عنده قبلاً. وهذا، أو ما يقابله، هو عين ما سيتم هنا على الأرض.

إن هذه ليست مجازاة سماوية على الإطلاق، ولكنها صورة لما سيتم مع الإنسان على الأرض، إن العهد الجديد لا ينقلنا أبداً من دائرة هذا المبدأ وحتى في أيوب الذي لم يكن يهودياً ترى نفس الشيء. وعندما يأتي الوقت ليتبارك شعب الله الأرضي سيتبارك معهم بقية شعوب الأرض، ولكن ذلك الوقت لم يأت بعد، وعندما سيأتي سيكون علة نقيض الوقت الحاضر على خط مستقيم. ذلك فيما يتعلق بالأرض وشعوبها أما مركزنا نحن في المسيح، تماماً وبصورة رمزية كما كان البشر في آدم باعتباره الأب لجميعهم. ولكن هناك الآن رأس آخر هو المسيح. ونحن يشار إلينا دائماً باعتبارنا فيه – في المسيح وهذا هو الحق العظيم الذي تعالجه رسالتا أفسس وكولوسي، ففي أفسس نحن في المسيح للتمتع بكل بركاتنا، وفي كولوسي المسيح فينا لتتميم مسؤوليتنا الخاصة بإعلان حياته فينا. حتى أنه إذا كان الحق الأول هو التعزية الكبرى للمسيحي فإن الحق الثاني هو المنذر الخطير له "أنتم فيّ" – هناك كان الله مباركاً. ثم "أنا فيكم" – لكي يمكنكم الاعتماد عليّ لتتميم مسؤوليتكم هنا على الأرض. هذا هو الوضع الإلهي فيما يتعلق بنا – أما الممتلكات الأرضية وما إليها فليس لنا منها نصيب على الإطلاق وإن كان لنا في الواقع كل ما يمكن أن يتوق إليه قلب المسيحي تحت الشمس، أما أيوب فقد صار رجلاً أعظم بكثير من ذي قبل وإذا كانت العظمة تقاس بمقدار الممتلكات والمقتنيات الواسعة التي أصبحت في حوزته. يضاف إلى هذا أنه بورك في أسرته بصفة خاصة.

الآن نرى الصورة الكاملة لهذا الرجوع. فليس أن مقتنياته فقط قد ضوعفت، بل أعطاه الرب سبعة بنين وثلاث بنات. وهل في هذا استثناء لمبدأ مضاعفة الهبات؟ أو فيه إشارة أن أولئك الأولاد، أي السبعة بنين والثلاث بنات، لم يهلكوا وأن أيوب سوف يستردهم في يوم ما، وفي القيامة سيجد أن كل شيء قد أعيد إليه ضعفين.

ولاشك أن لأسماء البنات دلالات إلهية. اسم إحداهن "يميمة" ومهناها "حمامة" والأخرى "قصيعة" ومعناها "سليخة" والأخيرة "قرن هفوك" ومعناها "قرن الدهان" أو الزينة، هؤلاء هن ثمر تجارب أيوب، فالحمامة توحي بالرقة والمحبة اللتين يتصف بهما عصفور الألم والحزن، وزهر السليخة يحدثنا عن العطر الذكي الذي تضوّع من انسحاقه. أما قرن المساج فيحدثنا عن "جمال عوضاً عن الرماد" – الأمر الذي من حصته الآن. انظر أخي: المحبة، والعطر الفوّاح، والجمال: كل هاتيك تخرج من أحزاننا حقاً لا توجد بنات جميلات كهؤلاء! ولقد طالما أحاط بنوهن حول ركبتي أيوب ليمنحوه بهجة حتى في سني الشيخوخة.

هكذا كانت النتائج المباركة لتجربة أيوب معبرة بهذه الأسماء تقية ومتواضعة مثل الحمامة والسليخة وهي الأريج والسجود والتعبد ولمعان سناء المجد.

العاقبة أو النهاية
الصفحة
  • عدد الزيارات: 16540