الوعد الصادق
"ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوّى بالإيمان معطيا مجدا لله. وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله ايضا" (رومية 20:4). من السهل جدا أن تطلق الوعود للغير ولكن من الصعب جدا أن تلتزم بهذه الوعود، لأن الثمن سيكون كبيرا ومكلفا جدا، فمهما بلغت أهمية الإنسان من حيث المركز أو المال أو السلطة هو دائما نجده يفشل في تتميم الوعود التي أطلقها من فمه، ولكن المسيح وحده إذا قال فعل فهو دوما ملتزم بكل ما يطرحه وكل وعوده صادقة وأمينة وثابتة عبر العصور التي دخلت ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ومن هذه الوعود التي لا تعد:
ها أنا معكم: ما أجمل هذا الوعد الصادق الذي نختبره كل يوم في حياتنا، فالمسيح ملتزم بنا إلى النهاية، هو حمل خطايانا ونحن أخذنا بره، فأينما كنا نجد لمساته تعزينا، وأينما ذهبنا نجد يده القديرة تحمينا "أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني، معونتي من عند الرب صانع السموات والأرض" (مزمور 1:121)، وأينما انطلقنا هو يجعلنا تحت ذراعيه لكي يمنع عنا الشرور ولكي يظلل علينا بنعمته الفائقة التي لا مثيل لنا، نعم هو معنا في كل الأيام الصعبة والحلوة، فما من أحد غيره يستطيع أن يحقق ما يقول، فهذا الوعد المميز قد ابتدأ معنا الرحلة وسوف يستمر بمجيء المسيح للإختطاف الكنيسة، فتعال وتمتع بهذا الوعد الصادق.
لا تخف: لقد ذكر هذا الوعد في الكتاب المقدس 365 مرة، هذا الوعد هو الغذاء المميز الذي يستطيع كل مؤمن بالمسيح أن يحمله طيلة أيام السنة، ففي وسط الأتون هو المعزي الوحيد وفي خضم الأحزان هو الذي الذي يفرح قلوبنا عندما تكون هذه القلوب مجروحة من أخينا الإنسان "إن أخذت جناحي الصبح وسكنت في أقاصي البحر. فهناك أيضا تهديني يدك وتمسكني يمينك" (مزمور 9:139)، فما أروع هذه التعزية الخارجة من قلب الله التي لا تقارن بشيء.
هذه ليست سوى حفنة صغيرة من وعود الله الواسعة التي لا يحدها شيء لا بالطول ولا بالعرض، لهذا يا صديقي القارىء ومن كل قلبي أدعوك للتمتع بوعود الله الصادقة التي تجعلك تختبر محبة شديدة ونعمة غنية وتعزية كبيرة، فلا تحرم قلبك وفكرك من هذا الإختبار الرائع تعال للمسيح وستجد وعدا صادقا لا مثيل له.
- عدد الزيارات: 10301