Skip to main content

الفصلُ السابِع مصادِرُ الحُلُول

كانَ يعقُوبُ يُخبِرُنا عن مصادِرِ وعواقِب الخطيَّة والخلاص. والآن يُريدُ أن يُخبِرَنا عن مصادِر التقديس – أي الحَلّ النِّهائِيّ لمُشكِلة الخطيَّة. لقد كانَ موضُوعُ التقديسِ على قَلبِ يعقُوب بينما كانَ يكتُبُ الإصحاحَين الثالِث والرابِع من رِسالتِه.

هذا الجزءُ من الرسالة مملووءٌ بالتطبيقات. لاحِظُوا الأشياء التي يقُولُ لنا يعقُوبُ أن نعمَلَها. إخضَعُوا لله. وإذا أردتُم أن تفهَمُوا مِفتاحَ التقديس، الذي هُوَ الحلُّ لإغراءاتِ وفِخاخِ الخطيَّة، فاخضَعُوا لله. الخُضُوعُ لله هُوَ سترايجيَّةُ هُجُومِكُم الرُّوحِيّ.

ثُمَّ، أصغُوا لِيعقُوب بينما يَصِفُ ستراتيجيَّة الهجُوم الرُّوحِيَّة عندَكُم، عندما يُجرِّبُكُم الشيطانُ بالخَطيَّة. يقُولُ يعقُوب بِوُضُوح، "قاوِمُوا إبليسَ فيَهرُب منكُم. إقتَرِبُوا من الله فيقتَرِبَ إليكُم." (يعقُوب 4: 7).

عندما يُعطينا يعقُوبُ هذا التطبيق العمليّ لتعليمِهِ، فإنَّهُ يتَّفِقُ من جديد بمُوازاةِ تعاليمِ يسُوع، أخيهِ في الجسد. لقد علَّمَ يسُوعُ بالمثل العظيم عن الإبنِ الضَّالّ، الذي صوَّرَ الله ومحبَّةَ الله كرَجُلٍ عجُوز يركُضُ ليُعانِقَ إبنَهُ الراجِع إلى بيتِهِ بعدَ أن عاشَ في الخطيَّة في الكُورَةِ البعيدة.

عندما كانَ الإبنُ الضالُّ في الكُورَةِ البعيدة، سمحَ الأبُ أن يختَبِرَ الإبنُ الضالُّ العواقِبَ الوَخيمة لِخياراتِهِ الخاطئة. ولكن، عندما خطا ذلكَ الإبنُ الخُطَوَةَ الأُولى بإتِّجاهِ العَودَةِ إلى بيتِ أبيه، ركضَ ذلكَ الأبُ الشيخُ ليُلاقِيَ إبنَهُ، مِمَّا يُقدِّمُ صُورَةً عن محبَّةِ الله.

ليسَ هُنالِكَ من أمرٍ مُهِينٍ لِرَجُلٍ عجُوزٍ من أن يركُضَ، ولكن هذه هي الطريقَة التي بها صوَّرَ يسُوعُ محبَّةَ الله للإبنِ الضَّالِّ الذي قرَّرَ أن يرجِعَ إلى بيتِ الآب. لِهذا، فإنَّ تحريضات يعقُوب، التي يُوافِقُ بها معَ يسوع، هي: "إقتَرِبُوا من الله فيقتَرِبَ إليكُم." يُخبِرُنا يعقُوبُ أنَّنا عندما نخطُو خُطوَةً واحِدَةً نحوَ الله، سوفَ يأتي اللهُ إلينا راكِضاً. هذا ما علَّمَهُ يسُوعُ بالمبدَأ عندما علَّمَ مَثَلَ الإبن الضَّالّ.

هل تُؤمِنُ حقَّاً بأنَّ اللهَ يُحِبُّكَ؟ بعضُنا لدَيهِ فكرَةٌ وَضِيعَة عن نفسِه؛ لدينا صُعُوبَةٌ بأن نُصدِّقَ أن أيَّاً كان مُمكِن أن يُحِبَّنا، ولا سيَّما الله، الذي يعرِفُ عنَّا كُلَّ أمرٍ لا يعرِفُهُ الآخرون. فعندما نُضيفُ خطيئةً رديئة إلى هذا المزيج، يُصبِحُ من المُستَحيلِ علينا تقريباً أن نُؤمِنَ بمحبَّةِ اللهِ لنا.

بناءً على سُلطَةِ كلمةِ الله أَقُولُ لكَ أنَّ اللهَ يُحِبُّكَ. محبَّةُ اللهِ لكَ هي مثلُ رَجُلٍ عجُوزٍ يركُضُ ليُؤكِّدَ محبَّتَهُ لإبنِهِ. مَهما تشعُرُ حِيالَ نفسِكَ، فاللهُ يُحِبُّكَ على أيَّةِ حال.

في الإصحاحِ الرَّابِع من رسالتِه، يُقدِّمُ يعقُوبُ بِفَصَاحَةٍ تحريضاتِهِ وتطبيقاتِهِ وتعاليمِهِ المُتوازِيَة معَ يسُوع. وكأنَّ ذلكَ هُوَ تفسيرٌ مُتَتالٍ لتعاليمِ يسُوع.

إحدى التحريضات الجميلة هي حَيثُ يُذكِّرُنا أنَّنا في يَدَي الله؛ أوقاتُنا في يديهِ؛ كُلُّ ما يخصُّنا هُو في يديهِ. علينا أن نُدرِكَ أنَّهُ إذا لم يُعطِنا النِّعمة، الصحَّة، والحَياة، فقد لا نقدِرُ أن نعمَلَ شيئاً في السنين القادمة.

في الجزءِ المُتَبَقِّي من هذه الرِّسالة، يُعطِينا يعقُوبُ ما يُمكِنُ أن نُسمِّيَهُ "نتائجَ حُلول الله." ثُمَّ يُعالِجُ يعقُوبُ موضُوعَ مجيء المسيح ثانِيَةً. ومثل الرُّسُل، يُخبِرُنا أنَّهُ سيكُونُ الحَلَّ النِّهائِيَّ لكُلِّ المشاكل التي نُعاني منها هُنا على الأرض. ففي كُلِّ مرَّةٍ يُخبِرُنا فيها أنبِياءُ أو كُتَّابُ العهدِ الجديد عن مجيءِ المسيح ثانِيَةً، يكُونُ التطبيقُ عَمَلِيَّاً للِغايَة. فأيَّ نوعٍ من الأشخاص ينبَغي أن نكُونَ الآن، على ضوءِ أنَّ المسيحَ آتٍ ثانِيَةً؟

في نِهايَةِ الرِّسالَة، يكتُبُ يعقُوبُ مقطَعَاً جَميلاً عمَّا يُمكِنُ أن نُسمِّيَهُ "حياة جسد الكنيسة." هكذا نُسمِّيهِ اليوم، ونقصُدُ بهِ حياةَ الجسد، الكنيسة. في العهدِ الجديد، كُلُّ أعضاءِ الجسد عليهم خدمة باقي أعضاء الجسد. كُلُّ مواهِب الرُّوح هي لبُنيانِ الكنيسة.

هذا الإصحاحُ الخِتامِيُّ يُعطينا أيضاً مقطَعاً عظيماً عن الشِّفاء. يُعلِّمنا يعقُوبُ أنَّ الشِّفاءَ ينبَغي أن يحدُثَ عندما يجتَمِعُ أعضاءُ الجسدِ معاً. هذا ما ينبَغي أن يُقالَ اليوم، وبِصوتٍ عالٍ وواضِح. أنا أُؤمِنُ بالشِّفاءِ بالإيمان. وأُؤمِنُ أنَّ اللهَ قادِرٌ أن يَشفِيَ. ولكنِّي لا أُؤمِنُ أنَّ إرادَةَ اللهِ هي دائماً أن يشفِيَ، ولكنِّي أُؤمِنُ أنَّ اللهَ يقدِرُ أن يشفِيَ وهُوَ بالفعل يشفي. الشفاءُ الذي يَصِفُهُ يعقُوبُ وينصحُ بهِ هُنا، لا يحصلُ في إطارِ إجتِماعٍ كبيرٍ بحُضُورِ شافٍ بالإيمان يقودُ عمليَّةَ الشِّفاء. بل يحصُلُ الشِّفاءُ في إطارِ كنيسةِ المنزِل.

فعلى المريض أن يكُون لَدَيهِ الإيمان الكافِي ليَدعُوَ شُيُوخَ الكنيسة. ثُمَّ ينبَغي أن يكُونَ لدى شيُوخ الكنيسة الإيمان الكافي ليأتوا عندما يُدعَون. عندما يأتي شيُوخ الكنيسة، يُطلَبُ منهُم أن يضعُوا أيدِيَهُم على الشخصِ المريض، وأن يمسَحُوهُ أو يمسَحُوها بِزيَت. بِالنسبَةِ ليعقوب، ليسَ الزَّيتُ هُوَ الذي يشفي المريض. يقُولُ يعقُوب، "وصلاةُ الإيمان تَشفي المريض." (من المُثيرِ للإهتِمامِ أن نُلاحِظَ أنَّ الكلمة المُستَخدَمَة للزَّيت هي الكلمة التي تُطلَقُ على الزَّيتِ الطِّبِّي. فبإمكانِنا القول: خُذْ دواءَكَ وصَلِّ.)

يُتابِعُ يعقُوبُ ليُخبِرَنا أنَّه إذا إقتَرَفَ الشخصُ المريضُ خطايا، ينبَغي أن يعتَرِفَ بخطاياهُ، وينبَغي أن يقتَنِعَ الشخصُ المَريضُ أنَّ خطاياهُ غُفِرَت. أحياناً، ذَنبُ الخطيَّة غير المُعتَرَف بها ولم تُغفَر قد يكُونُ لهُ تأثيرٌ عميقٌ على المَرَض.

هُناكَ الكثيرُ من المبادِئ العمليَّة في رسالة يعقُوب الصغيرة هذه. إقرأْها، إدرسْها، واطلُبْ من الله أن يُمكِّنَكَ من تطبيقِها على حياتِكَ وعلى حياةِ الكنيسة.

  • عدد الزيارات: 3251