مركز المرأة حسب المكتوب
لقد أعطى الله المرأة مكاناً مكرماً. فحواء هي "أم كل حي" (تك3: 20، 1كو11: 12). وامرأة أيضاً هي التي تمتعت بالامتياز العجيب أن تظللها قوة العلي لتصير "أم يسوع" الذي هو ابن الله. وامرأة هي التي دهنت قدمي الرب يسوع ورأسه بالطيب، وامرأة هي التي رأت الرب المقام أولاً وقد أعطاها الرب في تلك المناسبة إعلاناً عن أسمى وأمجد نتائج عمله على الصليب. إذ قال لها "إني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم" ويا لها من حقيقة تجعلنا نسجد له متعجبين. ومع ذلك فليس في مقاصد الله أن تأخذ المرأة مركزاً عاماً في المقدمة، إذ هي رمز للكنيسة عروس المسيح في خضوعها له (أف5: 32). ولذلك فمركزها اللائق بها هو الخضوع للرجل الذي هو رمز للمسيح عريس الكنيسة، كما تخضع الكنيسة للمسيح في كل شيء.
وفي كل طرق الله مع الإنسان نجد للمرأة هذا المركز. وهناك أمثلة كثيرة لذلك:
1-جميع كتبة الوحي الذين كتبوا الأسفار المقدسة بالروح القدس (أي كتبة الستة والستين سفراً) كانوا جميعهم رجالاً.
2-سلاسل الأنساب لا تذكر لنا إلا الرجال فقط.
3-عندما قصد الله أن يبدأ تدبيراً جديداً ويعطي شهادة جديدة فإنه دعا رجالاً نظير نوح وابراهيم وموسى... الخ.
4-التلاميذ الذين اختارهم الرب ليكونوا رسلاً كانوا جميعهم رجالاً (الاثنا عشر وكذلك السبعين).
الخدام السبعة (الشمامسة) المذكورون في (أع6) الذين اختارهم الأخوة للخدمة اليومية بناء على طلب الرسل الاثني عشر كانوا جميعهم رجالاً "انتخبوا أيها الأخوة سبعة رجال...." (أع6: 3).
6-شهود قيامة الرب من بين الأموات المذكورون في (1كو15) جميعهم كانوا رجالاً ولا تُذكر امرأة واحدة رغم حقيقة كون مريم المجدلية هي أول من ظهر لها الرب بعد القيامة وهي التي أخبرت الرسل بقيامته.
7-كلما جاء ذكر للشيوخ أو الأساقفة (النظار) فالمقصود دائماً هم الرجال. والشاهدان في (رؤ11) هما رجلان أيضاً. وعلى هذا المنوال يسير خط الكتاب كله.
ونرى هذا أيضاً في التوجيهات التي أعطيت بخصوص اجتماعات المؤمنين، وسلوك المرأة العام وشهادتها الجهارية. ففي 1كورنثوس11 يذكر الرسول بوضوح أنه إذا شاركت المرأة في خدمة تجعلها تأخذ مكانها إلى جانب الرجل، فإنه يجب عليها أن تغطي رأسها، كعلامة على أنها تدرك مركزها في الخضوع له. ولكي لا يدع الوحي أدنى مجال للشك بأنه لا يجوز للمرأة أن تصلي أو تتنبأ إلا إذا لم يكن في المكان رجل قادر على القيام بهذه المهمة، فإن الرسول قدم بوضوح، بعد ذلك بثلاثة إصحاحات، هذا الأمر القاطع "لتصمت نساؤكم في الكنائس" (1كو14: 34- 38)، وهذه هي بكل تأكيد أقل الحالات التي تأخذ الشهادة فيها طابع الجهارية. وفي 1تيموثاوس2: 11- 15 يؤكد الرسول بأنه لا يجوز- تحت أية ظروف- أن تأخذ المرأة مركز المعلم أو أن تعلم. ويعطي الكتاب السبب لذلك وهو أن المرأة في أول مرة فعلت ذلك، جرّت رجلها، ومعه الجنس البشري كله، للسقوط والخراب.
قد يقول البعض أن الكلمة الواردة في (1كو14: 34، 35) "تتكلم" تعني "تثرثر"، ولكن هذا تشويه مفضوح للحقيقة لأن نفس الكلمة موجودة 25 مرة في هذا الإصحاح وحده. وفي أجزاء أخرى من كلمة الله أيضاً. وفي (ا21) تستخدم نفس الكلمة عن الرب "أنه يكلم بألسنة أخرى شعب إسرائيل" ولذلك لا يمكن ترجمتها ثرثرة في أية عبارة من هذا الفصل.
من المعروف أنه في تلك الجماعات المدعوة بالجماعات الخمسينية، والجماعات الأخرى التي تمارس التكلم بألسنة، عادة ما تلعب المرأة دوراً قيادياً، فتصلي علانية وتتكلم في الاجتماعات، أليست هذه علامات واضحة تجعلنا نميز الأرواح العاملة في هذه الاجتماعات؟ أليس ذلك احتقاراً علنياً ورفضاً لكلمة الله؟
بك الحكمة مخافة الرب
ومعرفة القدوس فهمٌ
- عدد الزيارات: 3103