Skip to main content

الأديان والمذاهب المتناقضة، لماذا؟

إذا كان الله واحدا، فلماذا تعدّد الأديان والطوائف والجماعات! ان وجود الجماعات الدينية المختلفة هو أمر محزن يرفضه المنطق والإيمان!. وليتنا نعرف أن الدّين هو أمر محدود جداً أمام الإيمان الحرّ  بالله. والدّين يضع الله في إطار محدود، والمتدينون هم أكبر معطّل للايمان بالله. كما قال المسيح للمتدينين"تغلقون الملكوت قدام الناس فلا تدخلون أنتم ولا تدعون الداخلين يدخلون". إذا نظر عدة أشخاص الى بناية جميلة وضخمة، البعض من بعيد جداً والبعض عن قرب، البعض بمنظار ملوّن والبعض بزجاجات ملوّثة وآخرون بنظّارات بيضاء، البعض في الليل والبعض في النهار، والبعض وهو مسرع أو غاضب أو جائع. والسؤال الان: هل يراها الجميع بنفس المنظر؟.

لو كتب كل واحد منهم وصفاً وقدّمه لأشخاص لم يروها، فهل نستلم ذات الوصف والتعابير؟ لا أعتقد. وماذا يكتب الذين لم يروها البتّة بل سمعوا عنها؟. هذا ما حدث مع الدّين! بسبب النزعة الطبيعية الى معرفة الخالق، تخيّل كل واحد الله بمنظاره الخاص وبأهداف متنوّعة وبدوافع مختلفة،لهذا نجد الكتب الدينية بلا عدد حتى يُصوّر لنا البعض البناية الجميلة أنها بشعة ولا حاجة لزيارتها لأنها لم تُعجبه شخصياً. أ ليسَ هذا ما حدث!

ما هو الحلّ؟! الحلّ هو الذهاب مباشرةً بحريّة وبساطة الى الخالق وبما أنه موجود وحكيم وقدير فالمنطق والواقع يقولان أن مَن يذهب إليه بقلبه وبدافع نقي وباخلاص، فلا بُدّ أن يُعلن الله ذاته لهذا الشخص مهما كان! "إن الله لا يقبل الوجوه بل في كل أمّة الذي يتّقيه ويصنع البرّ  مقبول عنده"(الإنجيل-اعمال10: 34 ). هل سمعنا عن شخص أتى الى الله شخصياً وبصدق ولم يجبه الله! لا يمكن. أن الأمر المحزن هو الدوافع الخبيثة لدى الكثيرين والمكاسب والطمع والرياء والنفاق لإشباع شهواتهم من الحقد والحسد والقتل، يظنون أنهم سينجون من دينونة الله العادلة وغضبه .هؤلاء لا يُمكن أن يجدوا الله. ان الدين شيء والله شيءٌ  آخر.الدين محدود وجامد وجاف وصارم أما الله فمُحبّ وغير محدود رحوم وعاقل. ما أصعب التقيّد بالدين وإتّباعه وما أسهل الذهاب الى الله بارتياح القلب لمعرفته وليس السير بحسب أفكار الناس ووصاياهم لأنهم مثلنا قد فشلوا ويحتاجون الى قوة الله وحكمته غير المحدودة. ان الله لا يرى أدياناً وجماعات وشعوب بل أفراداً ويميّز مَن يطلبه بكل قلبه ومَن لا يطلبه بل يتظاهر. والمنطق يؤكد أن مَن يطلب الله شخصياً باخلاص وبدافع نقية يمكنه أن يميّز الطريق الصحيح والكتاب الصحيح أما مَن هو ضيّق الفكر محدود بدينه وجماعته ولا يفكر بحرية بل بدوافع شخصية وأهواء ساقطة فلا يمكن ان يصل الى الله، مع أنه يخدع سلماء القلوب. هل الفكر المسيحي منطقي؟

كل المذاهب والمعتقدات تقترح أن الصالحين يقبلهم الله أما الأشرار فلا يقبلهم أي أن هنالك أُناس أبرار وصالحون بطبيعتهم والجميع يتناقلون هذه الأفكار، مع أن المنطق السليم النزيه غير المتحيّز وغير المقيّد، بالإضافة الى الواقع وداخل الإنسان، كل هذا يظهر العكس! أنه لا إنسان صالح! لماذا، هل الصالح هو مَن يساعد الغير ويعمل الصدقات والصلوات، ليس بالضرورة …لنفرض أنك ألصقتَ بعض حبّات من التفاح على شجرة سنديان، فهل تقول أن هذه شجرة تفاح؟،لا  طبعاً،لأن الإنسان الصالح هو الذي معدنه وداخله وطبيعته صالحة ومقاصده نقية وأفكاره ونيّاته طاهرة، خالية من الحسد والمذمة والشر والكبرياء والعصيان والشهوة الرديئة! فهل يوجد انسان كهذا؟! حتى الأنبياء والقديسون والشرفاء والأغنياء والعلماء والطيبون ليسوا كذلك كما يُثبت المنطق والواقع!.فما هو الحل إذن؟ هل نخدع أنفسنا وغيرنا لأننا لم نجد الحل والطريق؟! لا يمكن أن نخدع الله، العارف القلوب! ونحن نعرف أننا نخدع أنفسنا والآخرين. كيف إذاً يقبل الله الإنسان؟! كيف يلتقي الله العادل القدوس الذي لا يحتمل الخطأ مع الإنسان المليء بالشرور حتى ولو عمل صالحاً؟. كيف يلتقي الضدّان؟ المحبة والبغضة الصدق والكذب؟. إذا سامح الله الإنسان فيكون الله رحوماً ولكن لا يكون عادلاً، واذا لم يسامحه وتركه لا يكون رحوماً ولا محباً. لنفرض أن شخصاً قتل أو سرق وكان الحاكم رحوماً وسامحه، فأين العدالة! وإن حكمَ عليه، أفلا يكون قاسياً جافاً! فما الحل؟. كيف يقترب المذنب الى الله العادل القادر على كل شيء؟.كيف ينجو مذنباً محكوماً عليه بالموت، من العدالة!؟ وكيف يحكم الحاكم بالعدل وبالرحمة معاً؟! ألا يوجد إمكانية أن يتبرّع أحدهم طوعاً ليقبل الحُكم على نفسه بدل المذنب!!. هذا بشرط ان يكون هو غير مذنب وليس مطلوب للعدالة، وماذا لو أن الحاكم حكم بعدل على المتهم ثم قبِلَ بمحبة أن يموت بدلاً عن المذنب!. هذا هو الصليب. الحل الإلهي للبشرية.

أولاً المسيح المعصوم عن الخطأ والطاهر وهو الدّيَّان  قد حكمَ بعدل على الإنسان ثم قبلَ الحُكم القاسي على نفسه مواجِهاً أقسى عقاب، محبةً بالإنسان،أنها محبة عجيبة ونعمة لا يُمكننا إدراكها "الرحمة والحق إلتقيا"(مزمور 85: 10 ).  ولكن كثير من الشهداء تعذبوا وصلبوا مثل المسيح بل بعضهم بشكل أقسى، فلماذا تخصيص المسيح وانفراده؟. لنفرض أن شخصين ضُربا على وجهيهما، فهل وقْع الصفعتين متماثلتين؟! لا  طبعاً، لماذا؟، لأن صفْعَ الرئيس أصعب بما لا يُقاس من صفع ولد أو عاملٍ بسيط ثم صفع البريء أقسى من صفع المذنب الشرير. أيضاً الصفع أمام الناس أصعب من الصفع على انفراد وهكذا نجد موت المسيح فريداً جداً. أولاً لأنه السيّد والرب والعظيم وليس العبد والخادم. ثانياً هو بلا خطية أو ذنب أو أذى بل لم يعمل الا خيراً مع الجميع وأثره حتى اليوم باقياً. ثالثاً أهين وعذّب أمام الجميع، أمام الرومان واليهود واليونانيين وليس على انفراد!، لذا فعمله غير محدود، يكفي للتكفير عن خطايا الجميع والأهم أنه هو الديّان والحاكم بنفسه!.هل يقبل الإنسان هذا الفكر العجيب كحلّ لمشاكله؟ الإنسان بكبريائه لا  يقبل نعمة الله لأنها لا تعطيه أي إفتخار ولا يريد ان يعترف بفساده وعجزه."فرأى الرب أنه ليس انسان (صالح) فتحيّر من انه ليس شفيع فخلّصت ذراعه"(اشعيا 56  :16 )فهل تقبل موت المسيح بديلاً عنك ؟.    "وليس بأحد (أي بيسوع) غيره الخلاص"(أعمال الرسل 4: 12).  "أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة. ولا يأتون الى النور لئلا توبَّخ أعمالهم"(يوحنا3: 19).     

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  • عدد الزيارات: 4909