الأصحاح الثالث عشر
العدد الأول من هذا القسم يذكرنا مرة أخرى بأن الحكيم هو الذي يتقبل النصح والعون قبولاً حسناً وأن الأحمق المستهزئ يأبى التوبيخ.
1 الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه والمستهزئ لا يسمع انتهاراً.
من الحكمة الحقة أن أُقرّ بأن من هو أكثر مني خبرة يقدر أن يخلصني كثيراً، إذ يعلمني من اختباراته خلال الطريق التي طرقها طويلاً، والتي هي بالنسبة لنا شيء جديد. أما الساخر الواثق في نفسه فإنه يستهين بأقوال الحكماء ولا يكترث بها، فيضطر أن يتعلم بنفسه من واقع اختباره المرير، فيسقط في شراك كان في الإمكان أن ينجو منها لو أنه أظهر القدر الكافي من التواضع، بحيث يتقبل النصح من أولئك الكفاة أن يعلموا آخرين. وازن بين اسحق (تك26) وشمعون ولاوي (تك25:34-31).
2. من ثمرة فمه يأكل الإنسان خيرا ومرام الغادرين ظلم 3. من يحفظ فمه يحفظ نفسه، من يشحر شفتيه فله هلاك.
الناطق بالشر إنما يذخر لمستقبله ضيقاً وحزناً. أما الذي له نعمة على شفتيه فإنه يقيناً سيجد لنفسه نعمة وقت الحاجة. ثم إن ضبط الشفتين صون الحياة. وما الرجل الكامل إلا من يضبط لسانه (يع2:3). لكن المفتقر إلى الحكمة من هذه الناحية فإنه يجلب الهلاك على نفسه بكل تأكيد. وخير مثل لذلك هو شمعي بن جيرا الذي نقرأ فيه تحذيراً خطيراً (2صم5:16-14؛ 1مل8:2،9،36-40). أما داود الذي ضبط شفتيه، وسكت عن الدفاع عن نفسه، فهو صورة للجانب الحلو (1صم28:17،29).
4. نفس الكسلان تشتهي ولا شيء لها. ونفس المجتهدين تسمن.
يردد العهد الجديد المبدأ الذي يرسمه هذا العدد «إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل أيضاً» (2تس10:3). وهو مبدأ ينطبق على الأمور الروحية، كما على الأمور الطبيعية أيضاً. فالقديس، النشيط الذي يسعى وراء الحقائق الثمينة المذخّرة في كلمة الله، هو الذي يعطيه الروح القدس أن يفرح بالكلمة كمن وجد غنيمة. أما نصيب الكسلان فهو هزال النفس وعدم الشبع. قارن عزرا مع الراجعين من السبي (عز10:7، حج2:1-6).
5. الصديق يبغض كلام كذب والشرير يُخزى ويُخجل 6. البر يحفظ الكامل طريقه والشر يقلب الخاطئ.
إن الحق في الباطن هو سِرّ كل بر عملي. والضلال والزيف هما بالضرورة شيء بغيض لدى السالك في طريق القداسة، لأنه يدين الإثم في نفسه، وكل همه أن يسلك سراً وجهراً قدام الله لكي يمجد اسمه في هذا العالم الذي يهان فيه بصورة مرعبة. أما المتمرد فيجعل نفسه كريهاً، تهدمه خطيته، ويناله الهوان هنا، وفى المستقبل يكون نصيبه الطرح في الظلمة الخارجية إلى الأبد. قارن بين يهوياداع وعثليا (2مل11).
7. يوجد من يتغانى ولا شيء عنده ومن يتفاقر وعنده غنى جزيل.
النفاق هو طبيعة الإنسان الساقط. فذو الفقر العميق يدّعي الثراء؛ وذو الميسرة يدّعي الفقر. الخاوي اليدين يرنو إلى التوقير والاعتبار الذي يلقاه الغني؛ كما أن صاحب الثراء العريض، قد يرى سلامته في أن يعتبره الآخرين شخصاً فقيراً أو مُعدما. الأول متعجرف وخاوٍ، والأخير وضيع وبائس. أحدهما يمثل روح لاودكية (رؤ17:3)؛ والآخر يتمثل في أولئك الجبعونيين الخبثاء الذين حاولوا أن يخدعوا يشوع ورجال جيش إسرائيل (يش9).
8. فدية نفس رجل غناه. أما الفقير فلا يسمع انتهاراً.
من المعترف به أن هذا العدد غامض. على أنه يبدو أن الفكرة فيه أن الغِنى مُتكَل أصحابه. ومن ثم فإن صاحب الثروة يستطيع أن يسخر متعجرفاً من الشخص الذي قد يوبخه. لكن الفقير يسحقه الانتهار، إذ لا تبقى فيه روح بعد لكي يتحدى الانتهار. وواضح أن كلا الشخصين من أهل العالم.
9. نور الصديقين يفرح وسراج الأشرار ينطفئ.
إن شعلة الشهادة تضيء بأكثر إشراق كلما تغذت بزيت النعمة الذي لا يقتنيه سوى الأبرار. قد يظهر من سراج الأثمة بعض الومضات إلى لحيظة، ولكن حقيقة حالهم سرعان ما تنكشف في جلاء إذ ينقصهم الزيت، ومن هنا لابد أن يخبو نورهم. راجع مثل العشر العذارى (مت25).
10. الخصام إنما يصير بالكبرياء ومع المتشاورين حكمة.
إن أقوى دليل على وجود الكبرياء الماكرة في كل النواحي، هو الخصومات العديدة المُرّة بين القديسين أفراداً، وبين الجماعات التي تجتمع باسم المسيح ؟؟؟؟!! ذلك أنه بالكبرياء فقط تقع الخصومات والمنازعات. فمن الخير أن نحفظ في بالنا هذه الكلمة الخطيرة. فلو حكمنا على الكبرياء واعترفنا بخطيتها قدام الله بصراحة، لكُنا نرى الكثير من أسباب الخصام على حقيقتها، كأشياء مخالفة للكتاب ومضادة لروح يسوع المسيح! إنه حينما تتغلب الرغبة في التمسك بالكرامة الحمقاء، وحينما يقود الطمع قلب الإنسان لكي يشتهي ما للآخرين، عندئذ ينشط الخصام. أما إذا قوبل الخصام بالاتضاع والنعمة من جانب المذنَب إليه، فما أسرع ما يبطل الخصام! إذ عند المتشاورين تلك الحكمة التي تعينهم على الجواب اللين الذي يصرف الغضب. وفي حادث المخاصمة التي وقعت بين رعاة مواشي ابراهيم ورعاة مواشي لوط، نرى كيف كانت الكبرياء السبب الأساسي في المخاصمة. غير أن أبرام واجه المخاصمة بأسلوب قاطع حين عرض فرصة الاختيار الأولى على الرجل الذي لم يكن له ذرة من الحق في الأرض التي كان الرب قد وهبها لأبرام (تك13).
11. غنى البطل يقل والجامع بيده يزداد.
ما يأتي بسهولة، يذهب بسهولة. أما الكنـز الذي يتعب الإنسان في جمعه فهو الشيء الذي يقدّره بحق، ويعنى باستخدامه استخداماً حسناً. ونفس المبدأ ينطبق في دائرة الغنى الحقيقي، أي حق الله الثمين. فهناك أشخاص مثل قطعة الإسفنج، سرعان ما تمتص، ولكنها سرعان ما تصرف تحت الضغط. أما الشيء الذي نقدره فهو الذي نتعب فيه ونكسبه بالعرق. يقول الرسول «اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى عاملاً لا يخزى مفصلا كلمة الحق بالاستقامة» (2تي15:2). إن ثروة كهذه جديرة بالتضحية والتكريس للحصول عليها، وإذ نفوز بها فإنها تبقى وتزداد. انظر صيبا (2صم4:16،19،29) بالمباينة مع كالب (يش6:14-14).
12. الرجاء المماطل يمرض القلب والشهوة المتمَمة شجرة حياة.
إن شهوة النفس الجائعة غير المتمَمة تؤدي إلى خوار الروح ومرض القلب. ومن هذا النوع؛ الرجاء الباطل الذي عند المسيحي بالاسم، وما أعظم المباينة بينه وبين المسيحي الحقيقي! على أنه يُعبَّر بالمرض أحياناً عن الحنين والشوق؛ الحنين لرؤية من تحبه النفس (نش8:5)، ولكن قريباً جداً يتحقق الرجاء، وكشجرة حياة هكذا يكون إتمامه كريماً غالياً. مرة مرض داود برغبة عارمة، يوم اشتهى أن يشرب ماء من بئر بيت لحم الذي شرب منه في طفولته، ولكن بعد ما نفّذ له أصحابه تلك الرغبة وأحضروا له الماء، كان الماء في عينيه أكرم وأثمن من أن يتذوقه، فسكبه قدام الرب (1أى15:11-19).
13. من ازدرى بالكلمة يخرب نفسه ومن خشى الوصية يكافأ 14. شريعة الحكيم ينبوع حياة للحيدان عن أشراك الموت. 15. الفطنة الجيدة تمنح نعمة أما طرق الغادرين فأوعر.
إن ازدراء كلمة التأديب، التي هي شريعة الحكيم، الشريعة التي تهب نعمة عند الله والناس، كما اختبرها يوسف ودانيال وكثيرون غيرهما؛ هذا الزدراء معناه تعريض الإنسان للهوان الآن، والخزي الأبدي في المستقبل. لكن الذي يخشى الوصية، إذ يجد فيها ينبوع الحياة، يُحفظ من الأوجاع التي تتخلف عن طرق الغدر والظلام، الذي يتبعها أخيراً. لقد ازدرى فرعون بالكلمة فوقع صريعاً تحت يد الرب القوية (خر14)، وشاول أيضاً ازدرى بها فاحتمل الأحزان والهوان على مرأى من الفلسطينيين (1صم31)، وملوك يهوذا الأربعة الأخيرون، ازدروا بالكلمة، فأدركوا الغلطة الشنيعة التي ارتكبوها؛ ولكن بعد فوات الوقت. وليت الأمثلة التي نراها في هؤلاء، وفي كثيرين غيرهم، ممن تدونت سيرهم في كل من التاريخ المقدس والعلمانى، ترن في آذان أولئك الذين يعكفونعلى رسم طريقهم الخاص، متجاهلين وصية الرب الذي قال «إلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامي» (إش2:66).
16. كل ذكي يعمل بالمعرفة والجاهل ينشر حمقاً.
من خصائص الذكاء، التمسك بالحقائق التي تناولناها. فالأغبياء هم وحدهم الذين يرفضونها، وبذلك يظهرون حماقتهم. ومن أسف أن مجموعة كبيرة من الأشخاص المعتبرين حكماء في هذا العالم سيكونون أغبياء حمقى من حيث المستقبل! على أنه رغم ذلك، فالحكمة الحقيقية بالنسبة للحياة الحاضرة تتجلى في الخضوع لله، والتصرف بالمعرفة التي تمنحها كلمته. فالخاطئ الأحمق هو الذي يعطي أذناً صماء لصوت الحق. وازن بين موسى وهارون من جهة، وقورح وجماعته وداثان من جهة أخرى (عد16).
17. الرسول الشرير يقع في الشر. والسفير الأمين شفاء.
إن الرسول الذي يذهب من تلقاء ذاته، ولا ينتظر أمر إرساليته من سيده، إنما يسقط في الشر ويجلب الشر على نفسه. أما الذي يمضي في أمانة كسفير مبعوث من غيره، فإنه يحمل الشفاء والبركة (يو18:7)؛ وهذا مبدأ هام في خدمة الإنجيل. ذلك أننا نعيش في أيام تتميز بالتسرع والاندفاع، ولكن قليلون هم الخدام الذين ينتظرون فكر الرب كما هو معلن في كلمته. ونتيجة هذا التسرع أخطاء تعليمية تضر وتحير السامعين. ولكن كم هي كريمة إرسالية السفير الأمين وهو يعظ الناس أن يتصالحوا مع الله (2كو20:5).
18. فقر وهوان لمن يرفض التأديب. ومن يلاحظ التوبيخ يُكرم.
يعتبر الناس أن الخضوع للتأديب، والتعلم ممن هم كفاة للتعليم، أمر يُنقص من قدرهم. ولكن الكرامة الحقة، هي نصيب الشخص الذي لديه من التواضع ما يكفي لأن يجعله يتلقى المعونة من إنسان في مقدوره أن يهب المعرفة الحقة والتوجيه الصحيح. بينما الفقر والهوان هما من نصيب النفس المكتفية بذاتها. انظر يوحانان ورؤساء الجيش (إر 42). قارن ص1:12.
19. الشهوة الحاصلة تلذ النفس. أما كراهة الجهال فهي الحيدان عن الشر 20. المساير الحكماء يصير حكيما ورفيق الجهال يُضَرُ.
حينما تصل النفس إلى شهوة القلب تفرح. بيد أن الشهوة الوحيدة التي تسيطر على الجهال هي إشباع مشاعرهم الجامحة. هم يأبون أن يتأملوا في هذه الحقيقة، وهي ضرورة الحيدان عن الشر. «المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة ». أما مرافقة الحكماء فتقود إلى الحكمة. بينما معاشرة الجهال تقود إلى البطل والضرر، إذ تؤدي إلى الخراب الأدبي والروحي. وازن بين رحبعام وبين يوشيا الملك الفتى (1مل12، 2مل22).
21. الشر يتبع الخاطئين. والصديقون يجازون خيراً. 22. الصالح يورث بني البنين وثروة الخاطئ تُذخر للصديق.
في طول هذا السفر وعرضه نراه ينبّر على مبدأ المجازاة العادلة. إن الخاطئ يواصل الشر، والنتيجة أنه سيرى الشر يتبعه، بينما الصدّيق الذي يمتد خيره وصلاحه إلى الآخرين، يجازَى من نوع زرعه. ويوم يغادر هذا العالم، وسواء ترك خلفه حظاً من الماديات أو لم يترك، فإنه يورث خلفائه وذريته اسماً مكرَّماً وقدوة مقدسة ميراثاً لا تقدَر قيمته. أما ما يكتنـزه الشرير، فسرعان ما يتبدد وينتقل إلى أيدي أكثر أمانة، قادرة أن تحسن استخدامه. وازن بين يوناداب الركابي (إر6:35-11) وبين يهوياقيم (إر24:22-30).
23. في حرث الفقراء طعام كثير. ويوجد هالك من عدم الحق.
إن الفلاح الفقير النشيط يستطيع أن يستغل كل شبر في أرضه القليلة، وأن ينتج غلة وفيرة وتشكيلة من الطعام، مما يكون في الغالب مثار دهشة عند جاره الأوفر ثراء، ومن الآخرين أصحاب الأراضي الأكبر مساحة، التي يتركون الكثير منها قاحلاً، ومن غيرهم ممن تتلف محاصيله بسبب الإهمال. إن الرجل الذي لديه فرص صغيرة هو الذي يستطيع في الغالب أن يستفيد مما له، بينما صاحب الامتيازات الضخمة، يتكاسل ويهمل.
ألسنا نجد في هذا درساً يعوزنا فيما يتصل بالأمور الروحية؟! ألسنا نرى في كثير من الأوقات أخاً أو أختاً، تتوفر لهما أوقات الفراغ للدرس والصلاة، والفرص الكثيرة للتمتع بالخدمة الشفاهية والمكتوبة، ولهما قدر من المواهب، ومع ذلك نراهما يصرفان أوقات الفراغ بروح العبث والتكاسل، ولذلك فإنهما قلما يحصلان على طعام حقيقي لحياتهما اليومية، وقلّما يقدمان شيئا للآخرين؟ ومن الناحية الأخرى كم نجد أخاً له من عمله اليومي ما يشغل حيز اليوم وجانباً من الليل، ومواهبه وثقافته من رتبة ثانوية، ومع ذلك يكرس نفسه بجد واهتمام لاستغلال ما بين يديه، وقلّما يدع لحظة تفلت من غير عمل جدّي، وهكذا يجمع بانتظام طعاماً كثيراً لنفسه، ويوزع انتعاشاً وبركة على إخوته!
إن نقص الروحانية ليس سببه انعدام الفرص لزرع ما لله، لكنه يكشف عن الفشل في استغلال الفرص المقدَمة له. لقد سمعنا عن حدّاد يستخدم المنفاخ، ويضع على الحائط قصاصات من الورق مكتوباً عليها كلمة الله، ليعود إليها بين وقت وآخر، ليلتقط لنفسه كلما اشتغل في الكور. كما سمعنا عن اسكافي يصلح الأحذية وأمامه الكتاب المقدس مفتوحاً. ومن وقت إلى آخر يلتقط لقمة لبناء كيانه الروحي. هو حرث للفقراء، لكن حياة أولئك الفقراء وسيرتهم تثبت أنه كان في حرثهم طعام كثير.
الناس يقولون: ليس لدينا وقت لله، وهذا معناه في حقيقة الأمر أنه ليس لديهم قلب لله. فإن النفس المجتهدة تخلق الوقت وتثبت كثيراً أن جزءاً صغيراً من الكتاب، أو بضع دقائق تقضى في الصلاة، تحمل ثمراً غنياً، وذلك عندما يتدرب القلب والضمير. اقرأ صلاة يعبيص (1أخ9:4،10).
24. من يمنع عصاه يمقت ابنه. ومن أحبه يطلب له التأديب.
ينبغي أن ننظم التأديب العائلي على غرار التأديب الإلهي فى عبرانيين12. فليس من المحبة في شيء أن تترك ابنك وشأنه، بل هذا من نقص المحبة. ذلك أنه إذ يُترك لحال سبيله، فإنه لابد أن ينمي في نفسه الميول والنوازع الجامحة التي تنشئ أحزاناً في المستقبل. ويومنا هذا الذي نعيش فيه، هو من هذه الناحية، يوم التساهل. فمن المحقق، والحال كما نرى، أن الجيل الصاعد سوف يجني مرّ الثمار من انعدام الرادع وعدم قبول التأديب، وهو أمر واضح فى أغلب البيوت. ذلك أن التعاطف المريض، الذي يحسبه أصحابه أحكم أو أكثر إحساناً من الله نفسه، قد ابتدع مبدأ مقاومة استخدام العصا، بوصفها أثراً من العصر البربري، على أن الفارق الذي نلمسه في أخلاق الأولاد والبنات، يرجح كفة الكتاب المقدس، كما يرى كل مُنصف. بل إن الحال أردأ في بيوت المسيحيين، حيث يُغفَل الحكم والسلطان، بدعوى أن النعمة تملك. فالنعمة لا يمكن أن تلغي الحكم. هما مبدآن لا يتعارضان ولا يناقض أحدهما الآخر. وفي المعاملات الإلهية، هما يسيران جنباً إلى جنب، وهكذا يجب أن تكون الحال في الأسرة. وازن بين عالي وإبراهيم (1صم13:3،14، تك19:18).
25. الصدّيق يأكل لشبع نفسه. أما بطن الأشرار فيحتاج.
قد تكون حصة الصدّيق من الأمور الزمنية قليلة، ولكن معها استمتاع، وذلك لأن القلب والضمير مستريحان. أما الشرير فمع أنه غارق في لهو وفراغ إلى حين، فإنه لا يجد شبعاً حقيقياً، ولسوف يقوده التهور إلى الفاقة في آخر المطاف. وما أسعد نصيب لعازر الذي كان عند باب الغني، ما أسعده وحضن إبراهيم في انتظاره! بالمباينة مع ذاك الابن الضال السائر بإرادته . (لو16، لو15(.
- عدد الزيارات: 4311