Skip to main content

مقدمة سفر أيوب

يحظى الرجل المسمى أيوب بتقدير عظيم سواء في العهد القديم أو الجديد. فإن الله نفسه يقول: إن كان فيها هؤلاء الرجال الثلاثة نوح ودانيال وأيوب فإنهم إنما يخلصون أنفسهم ببرهم يقول السيد الرب (حزقيال 14:14،16،18،20). وفي العهد الجديد يقول: قد سمعتم بصبر أيوب ورأىتم عاقبة الرب، لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف (يعقوب 11:5).

إن "أرض عوص" ليست محددة الموقع بالضبط، ولكن في تكوين 23:10 و 20:22-22 نجد علاقة بين عوص وبين الآراميين. فهي على الأرجح تقع شرق إسرائيل بالقرب من الصحراء العربية، إلى الجنوب الشرقي من الجزء الأسفل من نهر الأردن والبحر الميت، ولكن نحو الجنوب من موآب وأدوم. وهي تقع في منطقة القبائل التيمانية والشوحية والنعماتية وأيضاً البوزية (أيوب 11:2؛ 2:32). وهي أيضاً على مسافة تسمح بشن الغارات من السبأيين والكلدانيين (أيوب 15:1،17).

ولا يهم الموقع بالضبط بالمقارنة مع المفاهيم الروحية الفائقة الأهمية من جهة فهمنا وتقبلنا للظروف في ضوء سيادة الله التي لا تخطئ في كل أمور حياتنا.

يفتتح هذا السفر بقصة قصيرة عن رجل تقي صاحب ثروة عظيمة اسمه أيوب - أعظم كل بني المشرق... رجل كامل ومستقيم يتقي الله ويحيد عن الشر (أيوب 3:1؛ 3:2). وفي الإصحاحين الأولين نقرأ عن شكوى الشيطان ضد أيوب وعن المآسي الرهيبة التي سمح بها الرب لأيوب.

في سفر أيوب نرى أفكار الله والشيطان وأيوب وزوجته وأصدقائه الثلاثة وأليهو. وأثناء قراءتك لكل إصحاح حاول أن تفرق بدقة بين حكمة أيوب، وبين أقوال أصدقائه التي على الرغم من حسن النية فيها إلا أنها غير دقيقة ومضللة. وقد مدح الرب أيوب لكونه قد تكلم بالصدق، ولكنه قال عن أصدقاء أيوب أنهم لم يقولوا الصواب كعبده أيوب (أيوب 7:42).

ويوضَع أيوب على قدم المساواة مع نوح ودانيال من جهة العمق الروحي والصدق والولاء لله. فلا عجب إن كان أصدقاؤه الثلاثة قد استخدموا بمثل هذه القوة لتشويه الحقيقة وتصوير أيوب بأنه خاطئ ومرتبك ومشوش. نعم إن الشيطان يسعى إلى تشويه الحقائق بخصوص المؤمنين، بل إنه استخدم يهوذا والقادة الدينيين لأجل تسليم ابن الله الكامل وصلبه.

إن هذا السفر يكشف بوضوح أن الشيطان هو المسبب لجميع الآلام. وهو يحاول أن يخدع الناس من جهة من هو المسئول عن النكبات وبذلك فهو يسعى إلى تقويض ولائنا ومحبتنا لله.

تكشف أقوال أصدقاء أيوب عن فساد التفكير البشري ما لم يكن منقادا بالكتاب المقدس.

وسوف تلاحظ في قراءة كل يوم ليس فقط تزايد الألم لدى أيوب، بل أيضاً تزايد تمييزه الروحي.

وفي الإصحاحات الختامية (38-42)، يعلن الله حكمته ويزيل كل الشكوك من جهة بر أيوب قبل وأثناء جميع تجاربه (أيوب 1:1،8،22؛ 10:2؛ 7:42-8).

  • عدد الزيارات: 8476