Skip to main content

سوريا متحف الآثار العالمي

آثار! آثار!!! وحفريات آثار أينما نذهب ولا نهاية لها في سوريا، وكل القرى والامكنة وأعمال التنقيب على قدم وساق.

 

اليوم كما كان بالأمس ، هذه سوريا متحف العالم وقُبلة للسواح والزائرين ، بالرغم من أن متاحف الغرب ملاّنة بآثار سوريا الكبرى أو ( الهلال الخصيب ) فقد رأيت بأم العين أجنحة وطوابق كاملة تشغل مساحة كبيرة في متاحف فرنسا واسبانيا وانكلترا وألمانيا تحت أسم (آثار سوريا ) أو قل ، الشرق الأوسط.

وكما نعلم بأن سوريا لها كتاب مفتوح من حضارات تاريخ العالم في الشرق والغرب ، لقد حمل المنقبون العديد من الأكتشافات الى متاحف الغرب ولاسيما في أيام (الاستعمار) سواء من فلسطين أو سوريا أو لبنان أو الأردن و العراق ، ومن هنا نجد أن اّلاف المنقبين ينفقون الأموال في هذا السبيل وذلك يعود الى فضل المهتمين بروح الأستطلاع والعلم والدين الذين يكتشفون لنا تاريخ اسلافنا القدماء وحضاراتهم واثارهم التي تثبت أيضا صحة وصدق كلمة الله الحية والباقية الى الأبد ومنها مخطوطات عمران في الأردن التي دلت عن سفر أشعيا وغيره .

والان تعال معي الى اللاذقية : التي تعتبر من أقدم وأعظم الأمكنة للتنقيب والأثار القديمة التي تعود بنا الى ألوف الأجيال ، ومن هذه الاكتشافات الشهيرة أوغاريت التي قدمت مئات المخطوطات على الحجارة وبعض الصور والتماثيل التي بعد دراستها وترجمتها تعطي الكثير من المعلومات الغنية التاريخية القديمة جدا وعن الشعوب البابلية والسومرية والكنعانية والفينقية ، وما تتضمنه هذه المعلومات من تاريخ الاديان والعادات والحكم واللغة وغيرها وكأن التاريخ الميت قام وأصبح يتكلم ثم نأتي الى مدينة حلب : التي أكتشفت فيها ثاني أعظم أكتشاف وهي ( أيبلا) التي تقع قرب مدينة حلب للغرب وهي بالمثل كشفت عن الشعوب السامية كالكلدانية والأشورية والحثية وغيرها الكثير .

وثم نعود ثانية الى اللاذقية التي اكتشفت فيها أثار بغاية الأهمية وهي( مملكة ماري)

والتي تعود الى عهد أبراهيم الخليل الذي مر بدمشق واختار وكيله المدعو:

((العازر الدمشقي )) (تكوين-1:15-3 ) وفي دمشق حيث نجد مئات الأثار التي تتحدث عن احداث العهد الجديد المسيحية والرسل أمثال بولس الرسول ، وزد

على ذلك الاف اثار الكنائس في دمشق وكل أنحاء سوريا ناهيك عن المراكز الحية كدير صيدنايا ومعلولا . وفيها راهبات ورهبان ولم يزالوا يتكلمون اللغة الأرامية السريانية الحية حتى الان.

والى أثار تدمر التاريخية التي تعتبرعاصمة وعروس الصحراء في عهد الملكة زنوبيا. وثم نأتي الى بصرى الشام وهي مركز روماني يحوي اكبر مدرج روماني في سوريا.

كما تعتبر بصرى الشام مركز تاريخي ديني ، حيث بني فيها أكبر كاتدرائية وأخذت عنها كاتدرائية (صوفيا) في اسطنبول في القرن الرابع رغم انها اصبحت فيما بعد جامع للمسلمين، التي هي الان مزار عالمي وتعتبر من عجائب الفن العالمي.

قيل أن متى الرسول زارها وأثنان اللذين أرسلهم يسوع للتبشير، وقيل أن احد شمامسة أورشليم خدم بها . وفي بصرى اّمن فيليب العربي الأمبراطور هو وأبنه

وتعمدا على يد اللاهوتي الموهوب ((أوريغون )) وبقيت بصرى عاصمة الغساسنة طويلاً حتى فتوح الأسلام . وهنا نذكر بحسب التاريخ أن الراهب بحيرة كان يعلم بدعة (هرطقة ) اريوس التي( دحضت في المجامع المسكونية والقانون الرسولي )

وهناك أكثرمن رأي أنها أصبحت أماً لعقيدة الأسلام .

ومن المعقول أن بولس الرسول مربها في ذهابه للجزيرة العربية (غلا:17-1)

لانها بوابة التلاقي بين دمشق وتدمر والجزيرة العربية والعراق كما كانت مركزا

تجاريا هاما لتبادل السلع التجارية وكانت بصرى الشام عاصمة مملكة غسان المسيحية لعدة قرون .

ومن قبيلة بني غسان تسلسلت عدة عائلات في سوريا ولبنان والأردن ومنها عائلة شديد وغريب وحداد في حوران وعائلات اخرى ، وذلك يتطلب بحثاً اخر .

ختاماً- هذه حفنة فقط عن أهمية تاريخ سوريا الديني والعالمي ليعرف القارىء أكثر عن أهمية سوريا ، ويشكر الله ويعظمه لاجل اعماله ولايقف عند حدّ مايراه ويسمعه من أيام عاصفتها المريرة اليوم ويصلي لأجلها الى الله رب التاريخ والاحداث والذي خلق الأنسان واحبه ويريد له الخلاص والسلام عن عن طريق الرب يسوع الذي قال أنا هو ( الطريق والحق والحياة )

  • عدد الزيارات: 3422