Skip to main content

صورة عن دينونة الله

(أع 17: 31)

(مر 6: 11)

(مت 12: 41 و42)

في سنة 79 ميلادي انفجر بركان فزوفيوس و دفن تحت حممه مدينة بكاملها هي بومباي . . كل ما في المدينة هلك و حتى الذين حاولوا الهرب لم يستطيعوا النجاة.بعد عدة قرون قام علماء الآثار بالتنقيب عن المدينة القديمة، و قد تبين لهم أن بومباي كانت مرتعا للفجور والشهوة والفساد والانحطاط والخطية على اختلافها.

يقول الكتاب المقدس: أن الله "سيدين المسكونة بالعدل".و هذا يعني أن يوم الدينونة لا بد آت، وكل آت قريب.

فما دمار بومباي بالبركان،

وما إحراق سدوم و عمورة بالنار،

وما دمار سان فرنسيسكو بالزلزال،

و ما هلك العالم القديم بالطوفان،

و ما ترميد هيروشيما و نكزاكي بالقنابل الذرية – ألا صورة مصغرة عن دينونة الله .

تعالوا معي الآن لنشاهد صورة بسيطة عن دينونة الله العظيم.تقول كلمة الله أن يسوع يجلس على عرشه كديان عادل والخطاة تقف أمامه من كل أمة و قبيلة و شعب ولسان.جماهير، جماهير تقف في وادي القضاء أمام الرب الذي قد جاء يوم غضبه العظيم.

ينادي أولا:

1-غير المؤمنين .

يقول الكتاب المقدس "من يؤمن به لا يدان و من لا يؤمن به قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد".و من هم غير مؤمنين هؤلاء؟ أنهم الذين لم يصدقوا فكرة موت المسيح على الصليب ولا اتكلوا على الصلب لخلاص نفوسهم.بعضهم أنكر الموضوع من أساسه والبعض الأخر صدقوه بعقولهم ولكنهم لم يعتمدوه وسيلة لنيلهم الخلاص.بل أن هناك فئة تطالبنا بأن نحذو حذوهم فنتخلى عن الإيمان بالمصلوب.غير أن هؤلاء ينسون أن الصليب هو قلب المسيحية وان المسيحية لا تقدر أن تعيش دون قلب كما أن الإنسان لا يعيش دون قلب.

و غير المؤمنين لا يؤمنون أيضا بقيامة المسيح التي لا تقل أهمية عن الصليب.ولربما يقول هؤلاء: نحن لم نر، ولم نسمع ، ولم نلمس، أوانهم يقولون: لا يصدق أن واحدا يموت عن الجميع، ولا يصدق أن الخلاص هو بالإيمان دون أعمال، ولا يصدق أن يقوم واحد من الأموات

عند هذا يدعو الرب أهل نينوى و يسألهم: كيف آمنتم يا أهل نينوى؟

فيجيبونه: بمناداة يونان.عرفنا أنه رجل الله الذي بقي في بطن الحوت 3 أيام و 3 ليالي ثم خرج حيا، فآمنا كلنا من الكبير إلى الصغير.و هنا ينظر الرب إلى غير المؤمنين و يقول: أما أنتم فلم تؤمنوا بموتي و دفني و قيامتي "أذهبوا عني يا ملاعين . . . "

ثم ينادي الرب :

2-المهملين – الكسالى .

. . "العبد الكسلان خذوه واطرحوه في الظلمة الخارجية". هؤلاء الذين أهملوا المجيء بالتوبة إلى الرب رغم أنه قريب و رغم سهولة شروطه و عدم حاجة الإنسان إلى بذل جهود شخصية، و هؤلاء هم الذين أهملوا الالتجاء إلى المسيح لأسباب تافهة مع أنه ابن الله .

يسألهم الرب: ماذا تقولون أيها الكسالى؟ ولربما يجيبونه: كان الأمر صعبا علينا وساعتذاك يدعو الرب ملكة سبا التي جاءت من أقاصي الأرض لتسمع حكمة سليمان، ويقول لها: ماذا فعلت لدى سماعك بسليمان؟ فتجيب: لقد سمعت عن حكمته من كثيرين، من التجار الوافدين إلى بلادي.و مع أنني ملكة مثله، و مع أن المسافة بعيدة، لكن شيئا لم يمنعني من أن أتعرف بأحكام رجل في الدنيا.ولما جئت إليه وجدت أن النصف لم أخبر به.

و يقول يسوع: أيها الكسالى ههنا أعظم من سليمان، و مع ذلك أهملتهم المجيء إلي أوالإصغاء إلى توسلاتي.فكم من مرة دعوتكم: تعالوا إلي، ولكنكم رفضتم أن تأتوا فأذهبوا عني يا ملاعين . . .

وأخيرا يأتي دور

3-الرافضين لوسائط النعمة .

وما هؤلاء إلا الذين لا تعتمد أيدهم أيدهم إلى الكتاب المقدس ليعرفوا ما فيه من كنوز وإرشادات إلى الخلاص.أنهم الذين لم يبالوا بحضور اجتماع تبشيري تقدم فيه بشارة الحياة.أنهم الذين ربما سمعوا وعاظا كثيرين لكنهم صموا آذانهم فاختطف الشيطان الكلمة منهم بسرعة و كذلك لم يكترث هؤلاء بسماع رسالة على الراديو أو قراءة نشر روحية تساعدهم على الاهتمام بأبديتهم.

هنا ينادي الرب أهل سدوم و يسألهم: لماذا هلكتم يا أهل سدوم؟ لماذا لم تسمعوا إنذارات الكتاب المقدس؟ فيجيبون: لم يكن لدينا كتاب مقدس.لماذا لم تتوبوا بسماعكم الوعظ؟ فيجيبون: لم يكن عندنا وعاظ.لماذا لم تذهبوا إلى الكنيسة؟ فيجيبون: لم يكن لنا كنيسة.لو كانت هذه متوفرة لنا لعرفت مدينتنا نهضة روحية.ثم يسألهم الرب: و ماذا تقولون في أناس لهم كل هذه الامتيازات و يرفضونها؟ فيقولون: أنهم أغبياء مجانين.و عندئذ يلتفت إليهم الديان و يقول: "أذهبوا عني يا ملاعين . . . "

أخي! أن الله ينذرك قبل فوات الفرصة.فقد "وضع للناس أن يموتوا مرة و بعد ذلك الدينونة". فلا تقع في نفس الأخطاء التي وقع فيه سواك بل أقبل إلى يسوع المخلص واقبله في قلبك و حياتك و هكذا تنجو من الدينونة الرهيبة.يسوع وحده، كما قال الرسول بولس هو "الذي ينقذنا من الغضب الآتي".

صـــلاة: نشكرك يا رب لأجل إنذاراتك الكثيرة في الكتاب المقدس و خارج الكتاب المقدس. ساعدنا لكي نعتبر بما حدث لسوانا و هب كلا منا أن يلتجئ إليك قبل فوات الفرصة فننجو من الدينونة الأبدية التي جئت لكي تنقذنا منها.باسم المسيح آمين

  • عدد الزيارات: 6984