۱۰ المشكلات الجسدية والدنيوية التي تعترض الخلاص ، وموقفنا ازاءها
۱- كثرة الخطايا السالفة : إن الذين لا يأتون الى المسيح ظنًّا منهم أنه لا يقبلهم لكثرة الخطايا التي عملوها فيما سلف من حياتهم يجب أن يضعوا في نفوسهم أن المسيح لم يأت للابرار بل للخطاة ، لأن الأصحاء لا يحتاجون الى طبيب بل المرضى (متى ۹ : ۱۲) . ولذلك كان المسيح في أيام تجسده يقضى معظم أوقاته بين الخطاة والعشارين ، فقد قيل عنه مرة إنه " دخل ليبيت عند رجل خاطئ " (لوقا ۱۹ : ۷) ، وقيل عنه مرة أخرى " وكان جميع العشارين والخطاة يدنون منه ليسمعوه " (لوقا ۱۵ : ۱) ، وقيل عنه مرة غيرها أنه ، محب للعشارين والخطاة " (متى ۱۱ : ۱۹). فضلا عن ذلك فإن الوحى يعلن لنا أنه " حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا " (رومية ٥ : ٢٠) ، ومن ثم ليس هناك ما يدعو لليأس والفشل مهما كانت الخطايا السالفة فاضحة وكثيرة ، بل كلما ازدادت الحالة سوءا ، يجب أن تزداد الثقة في خلاص الله كثيرا . فالمرأة التي قضت حياتها في الدنس خلصها المسيح ( لوقا ۷ : ٥٠) ، واللص الذي صرف حياته في الإجرام خلصه المسيح (لوقا ۲۳ : ٤٣) ، و شاول الذي كان يضطهد المسيحيين أشر اضطهاد خلصه المسيح (١ تيموثاوس ۱ : ١٥) . لذلك فإن الوحي ينادى الخطاة قائلا لهم " هلم نتحاجج يقول الرب . إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج (النازل من السماء) . ان كانت حمراء كالدودی (۱) تصير كالصوف " (إشعياء ۱ : ۱۸) . والحق أن الخلاص أقرب الى أشر الخطاة مما يظنون ، فالمرأة الخاطئة (مثلا) أتت الى المسيح وهى لا تستطيع أن تواجهه لعـارها وكثرة خطاياها ، ولكنها كانت في نظره أفضل من الفريسي المتدين الذي
كان يضيفه وقتئذ ، كما كانت أقرب منه الى الخلاص كثيرًا (لوقا ٥٠:٧) ولذلك فمثل معظم الخطاة ، مثل جماعة من المسافرين في الصحراء يكون الماء على بعد خطوات قليلة منهم ، ومع ذلك يموتون عطشًا لعدم معرفتهم بمكان وجوده . ومن ثم على الجميع أن يعرفوا أن ينبوع الخلاص يتدفق من عرش النعمة الى حيث يوجدون ، ولكل منهم أن يتناول منه بنفسه ويرتوي (فهو له ، كما هو لغيره من الناس) ، فيصبح للتو ملكًا له لأننا لا ننال الخلاص على أساس الشعور باستحقاقنا ، بل على أساس كفارة المسيح وحدها.
۲ - الخوف من السقوط فى الخطية بعد الإيمان : وهناك بعض الناس لا يأتون الى المسيح خشية أن يسقطوا فى الخطية بعد الإيمان هؤلاء الناس يجب أن يضعوا فى نفوسهم أن النصرة على الخطية ليست من عملهم ، بل من عمل الله فيهم . ولذلك عندما يسلمون حياتهم له ويحفظون قلوبهم فى حالة الشركة معه ، يحفظهم في جو القداسة والطهارة ، وإن هاجمتهم الخطية يومًا ، فإنهم يستطيعون بنعمته أن ينتصروا عليها انتصارًا عظيمًا ، فقد قال الرسول " يعظم انتصارنا بالذي أحبنا " (رومية ۸ : ۳۷ ) .
أما المؤمنون الذين يرتابون في خلاصهم ، إذا وجدوا في نفوسهم بعد الايمان ميلا الى خطية ما ، فعليهم أن يعلموا باديء ذي بدء انه لا سكن في أجسادهم أو أجساد افضل القديسين شيء صالح ( رومية ٧: ۱۸ ) ، لأنه طالما نعيش فى الجسد فالطبيعة العتيقة تقبع داخلنا ، ولذلك نتعرض لظهور الميل الى الخطية في نفوسنا ، حتى ان بلغنا في حياة الإيمان أرقى الدرجات ، ومن ثم يجب ألا نضع اصبعنا على نبضنا الروحي من وقت الى آخر ، لكي نرى هل أصبحت حياتنا الروحية أفضل أم أرداً ، بل يجب أن ننظر إلى المسيح وحده فى كل حين ، لأنه هو برنا وقداستنا أمام الله (١ كورنثوس ۱ : ۳۰) : فضلا عن ذلك فإن النظر إليه في كل حين ، من شأنه أن يحول أفكارنا عن كل ميل إلى الخطية ، ويجعلنا نتغير من مجد الى مجد كما من الرب الروح ( ۲ كورنثوس ۳ : ۱۸ ) . و إذا تعرضنا على الرغم من اتجاهنا إلى المسيح ، لظهور أي مثل للخطية فى نفوسنا ، فعلينا ألا نفسح له المجال لكي يتشعب فينا، بل أن ننصرف في الحال عنه ، ونعود الى علاقتنا مع المسيح فنصبح في مأمن من الخطية وعواقبها الوخيمة.
۳- السعي المتواصل وراء الثروة : إن السعي للحصول على شيء من المال ، أمر لازم طالما نحن نعيش فى هذا العالم ، لكن اذا طغى هذا السعي على النفس ، يصبح خطرًا عظيمًا عليها ، إذ أنه لا يترك فرصة امامها لكي تفكر في ابديتها، كما يسلبها كل رغبة فى الحصول على خلاص الله . ولذلك قال الوحي إن الذين يريدون أن يكونوا أغنياء ، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومضرة ، تغرق الناس في العطب والهلاك ، " لأن محبة المال أصل لكل الشرور ، الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة " (١ تيموثاوس ٦ : ٨ - ١٠). حقا ان بعض الذين يسعون وراء الثروة سعيا متواصلا لا يقترفون شرًا من الشرور الفادحة ، لكن هذا ليس دليلا على أنهم أطهار أو أبرار ، ان فضلا عن أنهم خطاة بطبيعتهم وأعمالهم مثل باقى الناس ، وأن أعمالهم الصالحة لا تستطيع التكفير عن خطية واحدة من خطاياهم (كما ذكرنا في الفصل الأول) ، فإنهم يتجاهلون الله فى حياتهم . ولذلك فإنهم يشبهون الغني الذى عندما زادت ثروته زيادة لم يكن يتوقعها ، لم يشكر الله على نعمته وإحسانه ، أو يكف عن السعى وراء المال ، حتى يتسع له المجال للعبادة والصلاة وتوزيع شيء من نتاج أرضه المتكاثر على المساكين والفقراء ، بل أخذ يهنىء نفسه ويغبطها إذ قال لها : " يا نفسي لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة استريحي وكلي واشربي وافرحي " (لوقا ۲ : ۱۹) - فهذا الرجل لم يقترف شرا من الشرور الفادحة في نظر الناس ، ومع ذلك كانت آخرته الظلمة الخارجية والعذاب الأبدي .
لذلك على هؤلاء الناس أن يذكروا قول المسيح " ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ، أو ماذا يعطي الانسان فداء عن نفسه " (متى ١٦ : ٢٦) ، وقول الحكيم " باطل الأباطيل الكل باطل وقبض الريح " . وقوله بعد ذلك " فلنسمع ختام الأمر كله . اتق الله واحفظ وصاياه ، لأن هذا هو الإنسان كله (۱) . لأن الله يحضر كل عمل إلى الدينونة... إن كان خيرًا أو شرًا " (جامعة ۱۲: ۱۳و ١٤) .
٤ - الخوف من التعرض لتضحيات مالية أو غيرها من التضحيات : إن الله لا يريد أن يأتى الخطاة اليه ، لكى يأخذ منهم شيئا من المال ، لأن غنى الله لا يحصى ولا يحد (افسس ۸:۳) ، بل يريد أن يأتوا اليه ، لكى يخلصهم من خطاياهم ويعطيهم حياة أبدية . لذلك عليهم ألا يشغلوا نفوسهم الآن فى التفكير فيما يجب أن يضحوا به من مال أو غير المال ، بل عليهم فقط أن يقبلوا المسيح ربًا وفاديًا . وعندما يقبلونه ويتمتعون بخلاصه ، يحصلون منه على حياة جديدة تسمو بهم فوق العالم كثيرا ، كما تجعلهم ينظرون الى جميع الأشياء بالنظرة التي ينظر بها الله . ولذلك نرى زكا الذى كان يتفانى فى جمع المال وتكديسه ، عندما حصل على الحياة الجديدة، تغيرت نظرته من جهة المال تغييرا كليا فخاطب المسيح قائلا " ها أنا يا رب أعطي نصف أموالي للمساكين . وإن كنت قد وشيت بأحد أرد له أربعة أضعاف " (لوقا ۹ : ۸) ، مع أن الشريعة الموسوية التي كان يخضع لها ، لم تكن تطالبه بأن يدفع سوى عشر ايراده لله (تثنية ۱۲ : ۱۷) ، وأن يرد ما اغتصبه مضافا إليه خمس نیمته فحسب (١) . ولكن الحياة الروحية الجديدة التي دبت في زكا، جعلته يقوم من تلقاء ذاته بأعمال توازي أضعاف ما يطلبه الناموس.
أنه يتوافق به مع الله في إسعاد الآخرين . كما يرى أنه مهما أعطاهم من مال ، لا يكون هذا المال شيئا مذكورا بجانب نعمة الخلاص التى أحسن بها عليه ، هذه النعمة التي عندما اختبرها الرسول قال بملء فيه " لكن ما كان لي ربحا ، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارة ، بل إني أحسب كل شيء أيضًا خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ، الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكى أربح المسيح وأوجد فيه " (فيلبي ۳ : ۷ - ۱۱)
أما من جهة جواز التعرض لبعض الآلام والضيقات في العالم الحاضر بسبب الإيمان الحقيقي ، فيجب ألا يكون مانعًا أمام الراغب في الخلاص . لأن المسيح قال لنا " طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلى كاذبين . افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات " (متى ٥ : ١١). كما قال رسوله " قد وهب لكم من أجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط ، بل أن تتألموا من أجله أيضا ، (فيلبي ١ : ۲۹) ، ومع كل فإن " خفة ضيقتنا الوقتية تنشئ لنا اكثر فأكثر ثقل مجد أبدي " (۲ كورنثوس ٤ : ١٧) .
ه - الانصراف الكلي نحو مطالب الحياة الجسدية : إن الاجتهاد في سبيل هذه المطالب واجب فرضه الله على الإنسان ، فقد قال لآدم " بعرق وجهك تأكل خبزا " (تكوين ۳ : ۱۹) ، كما قال على لسان رسوله " إن كان أحد لا يريد أن يشتغل ، فلا يأكل أيضا " (۲ تسالونيكي ۳ : ۱۰) . ولكن الانصراف الكلي نحو المطالب المذكورة ، يكون حائلا بين الإنسان وبين الاتجاه إلى الله والتمتع بخلاصه . ولذلك وجه المسيح أنظار تلاميذه الى ضرورة عدم الاهتمام الكلي بهذه المطالب . فقال لهم " فلا تهتموا قائلين : ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس فان هذه تطلبها الأمم ، لأن أباكم السماوى يعلم أنكم تحتاجون الى هذه كلها . لكن اطلبوا أولا ملكوت الله وبره ، وهذه كلها تزاد لكم . فلا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه " (متى ٦ : ٢٥ - ٣٤) ، ولذلك يجب ألا تشغلنا مطالب الحياة الجسدية عن الله بأى حال من الأحوال.
٦- هموم الحياة : إن هموم الحياة كثيرة ، وإذا استسلم المرء لها فإنها تنسيه الله والأبدية ، وحتى إذا سمع كلمة الله يوما فإنه لا يفيد منها. ولذلك حذرنا المسيح من الهموم قائلا إن " هم هذا العالم يخنق الكلمة ، فتصير بلا ثمر " (متی ۱۳ : ۲۲) . وقد عرف رجال الله خطر الهم ، فقال سليمان الحكيم " الغم في قلب الرجل يحنيه " (امثال ۱۵ : ۲۲) . والسبيل الوحيد للتخلص من الهموم والمشاكل هو الاتكال على الله والاعتماد عليه ، ولذلك قال داود النبي " الق على الرب همك فهو يعولك " (مزمور ٥٥ : ۲۲) وقال بولس الرسول للمؤمنين " فأريد أن تكونوا بلا هم " (۱ كورنثوس ۷ : ۳۲) . كما قال لهم " لا تهتموا بشيء ، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله" (والنتيجة) وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع " (فيلبي ٤ : ٦ و ٧) . وإذا كان الأمر كذلك ، فعلى الخطاة الذين يتعرضون لهموم الحياة ، أن يضعوا في نفوسهم أن هذه الهموم لا تنتهى ، وأنهم إذا سلموا أمورهم لله بالإيمان ، فإنه سيتولاها نيابة عنهم ، كما يجب أن يضعوا في نفوسهم أن الحياة الأبدية أفضل من الحياة الدنيوية بما لا يقاس . ولذلك يجب عليهم أن يطرحوا عنهم همومهم و يقبلوا المسيح مخلصا لهم ويتمتعون بكل سلام وهناء ، فى الأرض والسماء على السواء.
۷- التمسك بخطايا خاصة : وهناك بعض الناس يحاولون أن يجمعوا بين الدين والدنيا معًا ، وهذا هو التناقض بعينه . فقد قال الوحي بعبارة صريحة " إن أراد أحد أن يحب العالم ، فقد صارعدوًا لله لأن كل ما فى العالم شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة ، (١ يوحنا ۲ : ١٦). كما قال " لأنه أية خلطة للبر مع الإثم ، وأية شركة للنور مع الظلمة ، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال " (١ كورنثوس ٦ : ١٤).
ولذلك عليهم ألا يعرجوا بين الفرقتين (١ ملوك ۱۸ : ۲۱) ، فإما أن يختاروا المسيح أو يختاروا الخطية ، أو بلغة بيلاطس : إما أن يطلبوا المسيح أو يطلبوا باراباس (متى ۲۷ : ۱۷) ، ولا وسط بين الاثنين . وإذا كان المسيح لا يخلص شخصًا من الخطية رغمًا عنه ، ولا يقبل في حضرته شخصًا مصرًّا على التمسك بها ، ومن الناحية الأخرى اذا كان من العار أن يفضل الانسان حياة الدنس والشر على حياة الطهارة والبر ، يجب على من تقف في سبيل خلاصه خطية ما ، أن يتحول عنها من كل قلبه وأن يسلم نفسه للمسيح قبل أن يقلب صفحة أخرى من هذا الكتاب . أما إذا كان لا يستطيع التحول عن الخطية ، ولكن يرغب من كل قلبه في التحول عنها ، فليأت إلى المسيح بإخلاص ، والمسيح كفيل بتحقيق رغبته هذه بمجرد أن يقبله فى نفسه قبولا حقيقيًا ، لأن الذي جعل الأعرج يطفر والمفلوج يحمل سريره ويمشى ، والميت ينهض من نعشه بوافر الصحة والقوة يستطيع أن ينصره هو أيضا على الخطية نصرًا مبينًا ، كما ذكرنا فيما سلف.
۸- التأجيل : أخيرًا نقول أن التأجيل الذي يلجأ اليه بعض الناس أمر لا يقره العقل على الإطلاق، لأنه إن جاز التأجيل في بعض الشئون البسيطة ، فإنه لا يجوز في الشـؤون الخطيرة . فأى شخص يرى منزله يحترق ، ويؤجل إطفاء النار التي تشتعل فيه ، أو يرى نفسه مشرفًا على كارثة ما ، ويؤجل النظر في أمر نجاته !! فضلا عن ذلك فإن حياتنا على ارض غير مضمونة ، إذ أن آخر الإحصاءات تدل على انه يموت كل يوم ٢٠٠ ألف شخص تقريبا ، كما أننا نعلم بالاختبار أن تأجيل القيام بعمل قد يكون مدعاة لاهماله وتركه . ولنا في الكتاب المقدس مثل واضح عن هذه الحقيقة ، فإن فيلكس الوالي تأثر مرة تأثرًا عظيمًا عندما سمع من بولس الرسول عن التوبة والإيمان ، غير أنه لم يشأ أن يتوب ويؤمن فى الحال ، ومن ثم قال للرسول " أما الآن فاذهب ، ومتى حصلت على وقت أستدعيك " (أعمال ٢٤ : ٢٤ و ۲٥) . ولكن فرصة الخلاص ولت من يد فيلكس وولت الى الأبد ، لأنه لم يفكر في الخلاص بعدها أبدًا . ولذلك يقول الرسول " هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص " (٢ كورنثوس ٦ : ٢) ، كما يقول " اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم . كما في الاسخاط يوم التجربة في القفر …. بل عظوا أنفسكم كل يوم ما دام الوقت يدعى اليوم ، لئلا يقسى أحد منكم بغرور الخطية "(عبرانيين ۳ : ۷ - ۱۳)
كما أن قبول المسيح يجب أن يكون باهتمام ورغبة حارة ، فقد قال الحكيم " كل ما تجده يدك لتفعله ، فافعله بكل قوتك ، لأنه ليس من عمل ولا اختراع ولا معرفة ولا حكمة في الهاوية التي أنت ذاهب إليها " (جامعة ۹ : ۱۰) ، كما قال النبي " ملعون من يعمل عمل الرب برخاء " ولذلك إذا رجعنا الى تاريخ المسيح على الأرض (ارميا ٤٨ : ١٠) . نجد الخطاة والعشارين عندما سمعوا عن الخلاص ، كانوا يختطفونه لأنفسهم اختطافا (متى ۱۱ : ۱۲) ، لأنهم وجدوا أنفسهم أمام فرصة عظيمة لا مثيل لها . فالخلاص اذا ليس أهلا للقبول فقط ، بل انه أيضا أهل لكل قبول ، ولذلك قال الرسول " صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول ، أن المسيح يسوع جاء إلى العالم، ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا "
(١ تيموثاوس ۱ : ١٥) .
_____________________________________________
(۱) الدودي هو الأحمر الغامق المشوب بالزرقة
_____________________________________________
(۱) مما تجدر ملاحظته في هذه الاية أنها لا تقول : لأن هذا هو واجب الإنسان كله، بل تقول" لأن هذا هو الإنسان كله " ، أي أن الذي لا يتقى الله لا يكون إنسانًا ، أو بالأحرى لا يكون إنسانًا عاقلًا .
_____________________________________________
(۱) وطبعا هذا بالاضافة الى ذبيحة الاثم ، التي يكون في وسعه تقديمها كفارة عن خطيته (لاويين ٦ : ٥).
_____________________________________________
- عدد الزيارات: 6