Skip to main content

يسوع الزعيم المفدى

"فوضع يده اليمنى علي قائلا لا تخف ، أنا هو الاول والآخر" رؤيا ۱ : ۷ سأحدثكم اليوم عن زعيم لكن ليس كالزعماء ، ورئيس ليس كباقي الرؤساء ، وأمير ليس كغيره من الأمراء ، وملك ليس كباقي الملوك ، وكاهن يختلف عن الكهنة.

هو فريد وليس له شبيه لا في السماء ولا على الأرض فبينما يخطف الزعماء الآخرون أرواح العباد في سبيل فرض إرادتهم وتثبيت زعامتهم ، اذا هو يحيي الرميم ويضيء الفتيلة المدخنة ويدعم القصبة المرضوضة.

و بينما يحيك الرؤساء الدسائس لهلاكه ، نراه يفتديهم بحياته . وبينما يكتسي الأمراء باجمل الالبسة ، و يمتطون الجياد المطهمة ، يسير بركابهم الفرسان والنبلاء ، نراه - نرى يسوع - يلبس ثياباً نسجتها أيدي النساء الفقيرات ، ويركب اتاناً ويسير برفقته مشاة الشعب وفقرائه.

و بينما يجلس الملوك على عروش أقاموها على جثث قتلاهم ، نرى يسوع مسمراً على صليب ليفدي اولئك الملوك ورعاياهم.

 وبينما يسلب الكهنة الشعب ذبائح يقدمونها عن خطايا الشعب و خطاياهم ، نراه يقدم ذاته فدية كافية وافية عن الشعب وكهنتهم فهل سمعتم بزعيم مثله يحيي قتلى الزعماء ، او رئيس يفدي بحياته الرؤساء ، أو امير يركب الان بدل الاصايل ، أو ملك يأخذ الصليب عرشاً منه يخلص اولئك الملوك وقتلاهم . منذ عشرين سنة تقريباً حدث بينما كانت الانتخابات النيابية حامية الوطيس ، ان مرشحين تقابلا على جسر ، أحدهم دخل بسيارته من ناحية والثاني من الناحية الأخرى . وبما أن الجسر لم يكن يتسع للسيارتين المتقابلتين ، ولم يشأ أحد الزعيمين الرجوع والافساح لزميله ، حدثت مشادة بينها ، كانت نتيجتها سقوط عدد من القتلى والجرحى ، من ضمنهم الزعيمان ايضاً ، فتأملوا ! ولا أخالكم نسيتم ما حدث مؤخراً في لبنان اذ قتل أحد الزعماء بقرب القصر الجمهوري ، كما يحدث ايضاً في كل أنحاء العالم بسبب الزعامة الزائفة هذا الاسكندر ، في سبيل زعامته ، قام بتدويخ العالم المعروف آنذاك مبتدئاً من مكدونية فحارب دولة اليونان وانتصر عليها ثم حول وجهه شطر امبراطورية مادي و فارس فسحق جيوشها الجرارة واستولى على كل بلادها مبتدئاً من آسيا الصغرى الى سوريا فمصر فبلاد ما بين النهرين واخيراً بلاد فارس ذاتها فالهند حتى نهر الكانج . وها ان مدينتي الاسكندرونة والاسكندرية لا زالتا تحملان اسمه وتشهدان بتفوقه العسكري وزعامته النادرة لكن على ماذا قامت زعامة الاسكندر هـذه ؟ اليس على جثث الوف من القتلى والجرحى وخراب الوف البيوت ؟ و ماذا حل بالاسكندر اخيراً وماذا تم بزعامته وانتصاراته ؟

أين مكدونية اليوم و أین عظمتها وسؤددها ؟

لقد مات الاسكندر وهو في أوج عظمته ، فزالت زعامته وهوى مجده مثل لمح البصر ، ولم يبق سوى ما ذكره التاريخ عنه.

أما يسوع - يسوع الزعيم الحقيقي للعالم بأسره - فما زال، بعد تسعة عشر قرناً، معبود مئات الملايين من البشر وموضوع احترام باقي سكان العالم.

 في شيء واحد أشبه الاسكندر بيسوع وذلك بالمدة التي عاشها على الأرض.

 أما بالأخلاق ، فشتان بين يسوع وذي القرنين ، فبدل اللطف والمحبة ، الخشونة والكراهية ، وعوضاً عن إحياء الموتى ، قتل الأحياء وبدل التواضع الكبرياء.

ان زعامة يسوع مركزة على عمل الخير ، أما زعامة البشر فعلى محبة الذات

ان يسوع يهيمن على القلوب ، أما البشر فعلى الاجساد . ان يسوع قد اشترى أحباءه بدمه ، أما الزعماء الآخرون فيشترون أتباعهم بالتعلقات والوعود الكاذبة أو بالمال الذي ابتزوه من الناس.

وهذا نابليون - امبراطور فرنسا الشهير - فقد قامت شهرته من حذقه بتحريك جنوده كما يحرك لاعب الشطرنج الحجارة التي يلعب بها ، وقد استخدم مهارته الخطابية لتحميس الجيش ودفعه إلى الموت ، لأجل زعامته المؤقتة.

لقد حطم نابليون إيطاليا والنمسا وألمانيا وروسيا ومصر والبرتغال واخيراً حليفته اسبانيا ايضاً ، ولكنه سقط اخيراً ،

وهاكم ما قاله في أخريات حياته" لقد غلبت أيها الناصري".

 قد ربى نابليون الحقد والكراهية بين الشعوب ، أما يسوع فقد أوجد المحبة والتسامح بين الناس.

 لقد سبب نابوليون المجازر التي جرى منها الدم انهاراً ، أما يسوع  فقد مزج من دمه بلسماً يشفي به موتى الخطايا والذنوب الذين منهم نابوليون ايضاً.

 إن رؤساء الكهنة كانوا يقدمون الذبائح من الأغنام والثيران التي أخذوها من الشعب عن أنفسهم وعن الشعب الذي أخذوها منه.

أما يسوع فقد قدم ذاته فداء عن اعدائه واحبائه دون تمييز. أن الكهنة كانوا يضعون على الشعب احمالاً واثقالاً لم يحركوها بأصابعهم . أما يسوع فقد تحمل الاهانة والعار ( خطايا كل البشر ) على كاهله لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية هذا هو زعيمي المفدى  ايها الناس ، الذي منه قد تعلمت جميع الفضائل.

فهو الذي علمني محبة الوطن وهو الذي دربني على التواضع والامانة ومحبة الغريب، وهو الذي طبع على قلبي احتقار المادة وكره الخيانة ، فلا ابيع ضميري بمال.

وهو القائل لا تقاوموا الشر ، و من ضربك على خدك الايمن فحول له الآخر ايضاً ، وهو القائل ايضاً احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى الذين يسيئون اليكم و يضطهدونكم. ان يسوع يحب الناس بدون استثناء فسواء لديه المسلم والدرزي والوثني والمسيحي وهو يحمل الجميع على قلبه ويود خلاص الجميع.

 ان يسوع لا يستعمل الشدة لتخليص الخطاة بل اللطف والمحبة وطول الاناة ، وهو يرفع الساقطين مهما كان نوع سقوطهم وسبب شرهم . ان يسوع لا يفرق بين الناس فكل من يأتي إليه لا يخزى ولا يخيب.

هذا هو زعيمي المفدى ، زعيم الكبير والصغير ، الغني والفقير ، وهو مخلص الجميع يوجد زعماء آمنوا بيسوع و اتبعوا خطواته مثل كاغاوا الياباني الذي اتخذه رباً ومخلصاً.

ويوجد زعماء أخذوا عنه تعاليمه مثل غاندي الذي مات شهيداً في سبيل بلاده .

فهلا أخذتم يسوع زعيماً ورباً وهلا اقتديتم به وعملتم إرادته؟

  • عدد الزيارات: 14