رواية ميلادية من ثلاثة مشاهد
المشهد الأول
هذا هو اليوم السعيد فلتفرح الشعوب
فيه أتي الفادي المجيد ليَغْفِرَ الذُّنوب
هذا هُوَ اليَومُ العظيم وبهجة الأزمان
نلنا به الوعد القديم بِرَحْمَةِ الرَّحْمَن
هذا هو اليوم الذي وافت به الأملاك
وَبَشْرَتْ بِالمُنْقِذ في ذروة الأفلاك
هذا هو اليوم المنير بالكوكب المشرق
فيه أَنتْ رُسُلُ القَدير من آخر المشرق
هَذَا هُوَ اليوم السَّنِي بِمَوْلِدِ الرب
فَسَبِّحُوا المولى الغني تسبيحة الحب
الملك هيرودس على عرشه وهو يمسك عصا قصيرة مذهبة
يحيط به الحرس الملوكي بلباسهم الخاص.
المجوس - يظهر من بعيد ثلاثة رجال وهم يسألون « أين هو المولود ملك اليهود ، فإننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له » (متى ۲ : ۲)
(هنا تظهر علامات الاضطراب على وجـه هيرودس ومن حوله )
هيرودس - « الي بهؤلاء الناس . اسرعوا بهم الى هنا » جندي - يسرع الى جهة الرجال وينادي قائلاً « انتم ايها الرجال الغرباء ! إن مولاي الملك يأمركم بالمثول بين يديه -الطريق من هنا أسرعوا » المجوس يتقدمون ثم يحيون تحية استانبولية ويقولون السلام لسيدي الملك "
الملك وعليكم السلام ؟ من اين انتم وماذا تطلبون ؟ "
المجوسي الأول - يتقدم قليلا ويجيب « نحن يا سيدي من بلاد المشرق ، فبينما كنا نراقب الفلك في احدى الليالي رأينا سيارين عظيمين يقتربان الواحد من الآخر في برج الحوت الذي هو برج العبرانيين ، ثم رأينا نجماً جديداً اضاء بنور عظيم فعلمنا ان ذلك إشارة لولادة ملك عظيم على الارض وان هذا الملك ليس ارضياً بل سماوي لأن السماء اعلنت عنه "
المجوسي الثاني-" وقد رافقنا هذا النجم متقدماً ايانا كل الطريق إلى هذه البلاد"
المجوسي الثالث - " ولو لم نعرج على أورشليم لكان النجم قد اوصلنا الى المكان المقصود"
هيرودس يخاطب نفسه - " ما هذا الأمر العجيب ، اننى لا أفهم هذه الأمور " ثم يلتفت إلى قائد الجند ويخاطبه قائلا " أيها القائد ، أرسل بطلب رئيس كهنة اليهود وليحضر معه بعض الكهنة ايضاً"
ثم يلتفت الى المجوس ويأمرهم بالجلوس قائلاً « فليجلس الضيوف ههنا"
الكهنة يدخلون بثيابهم البيضاء واحزمتهم الحمراء وعممهم الحريرية الملساء ويحيون الملك قائلين "السلام لسيدي الملك"
هيرودس " سلام لكم تفضلوا بالجلوس هنا " يشير إلى مقعد وثير.
رئيس الكهنة بعد برهة وجيزة - " ماذا يأمر سيدي الملك هيرودس - ان هؤلاء الرجال يقولون بانهم قد فهموا من النجوم أن ملكاً سيولد لليهود وان نجماً لامعاً قد قادهم الى اليهودية ، فماذا تعرف عن ذلك أيها الرئيس؟"
رئيس الكهنة - " إن كتابنا ينبئنا بأن مساً سيأتي ويخلص شعبه ، فبلعام ابن بعور الذي عاصر موسى كان عالماً عظيماً بالافلاك هذا تنبأ
قائلًا " أراه وليس الآن ، أبصره وليس قریباً يبرز كوكب من يعقوب ويقوم قضيب في اسرائيل -سفر العدد ١٧:٢٤-
أحد الكهنة - وجدنا يعقوب تنبأ لابنه يهوذا وهم بعد في قائلاً :" لا يزول قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتي سيلون المسيح وله يكون خضوع شعوب (تكوين ١٠:٤٩ ) كاهن آخر - " أكبر ظني أن تكون قد تمت هذه النبوة، فها قد زال الملك من اسرائيل والرومان الأجانب يحكمون بلادنا اليوم"
الكاهن الثالث - " فإذا كان نجم قد ظهر لهؤلاء العلماء وقادهم إلى بلادنا ليدلهم على ملك مولود لليهود فلا يكون ذلك الملك سوى مسيا المنتظر"
رئيس الكهنة - « أن هذا لعلى اتفاق عجيب مع نبوة بلعام ابن يعور الذي قال بانه سيبرز كوكب من يعقوب، وما تنبأ به جدنا يعقوب أن شيلون المسيح سيأتي عندما يزول الملك من يهوذا "
هيرودس - " كان يجب ان اعرف الكتب ولكن ما الحيلة الآن وكيف نعرف أين هو هذا الكوكب الذي يدعى مسيا "
كاهن - " ان الكتب تقول بأنه سيولد في بيت لحم لأنه هكذا مكتوب بالنبي "أما أنت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل"
هيرودس " اشكرك يا حضرة الرئيس مع رفيقيك الكريمين وليكافئكم اله اسرائيل والآن مع السلامة"
الكهنة - " ليباركك الهنا " يخرجون.
هيرودس يخاطب المجوس" أسمعتم أيها العلماء ، فإن مسيا يولد في بيت لحم اليهودية ، فاذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي انا ايضاً واسجد له "
المجوس - " نستأذنك بالانصراف يا جلالة الملك "
هيرودس " بحراسة الله " يخرجون وينزل الستار هنا يرنم الجوق الترنيمة التي مطلعها "رن صوت في الاعالي"
رن صوت في الأعالي يا ترى ماذا الخبر
وَلِمَ الأملاك تَشْدُو بِتَرَانِيم الظَّفَرُ
كلهم في المجد غنّى بأَناشيد السرُورُ
قَدْ بَدَا أَمَر عَجِيبٌ رَحمة الله الغَفُور
أَيُّهَا الرُّعَاةُ هُبُوا وَانْظُروا الرب المجيد
إنه قد صارَ طِفْلاً بِاتِّضَاعَ كَالعَبيد
مجدُوهُ هلِلويا مَجدُوهُ في العلى
مجدُوهُ هلِلويا إنه فادي الملا
فَعَلَى الْأَرْضِ سَلامٌ وَسُرورٌ للبَشر
إذ أتى الفادي المنجي والمسيح المنتظر
فَلْيَرُنَّ الصوت دوما مع قياثير الذهب
هَلِلويا قَدْ فَدَانَا وَلَنَا البِرَّ وَهَبْ
ولد الفادي وَضِيعاً وَهُوَ الرَّبُّ المَسِيحُ
فَالسَّما وَالأَرْضُ تبدي لاسْمِهِ السَّامِي المَديح
فَاقْبلُو مَن قَدْ تَسَمَّى مِن إلهنا الكريم
بنبي ومليك ثمَّ كَاهن عظيم
فتَعالُوا يَا خُطَاةَ وَاعْرِفُوا الراعي الأمين
واجعلوا أَسْمَهُ رَجَاءَ وَاعْبُدُوهُ طائعين
مَنْ يَذق أفراح هذا وَيَرَى نُور سناه
سوف يشدو في الأعالي هللويا للإله
المشهد الثاني
الطفل يسوع في مذود وامه بجانبه ويوسف من الناحية الاخرى .
مريم - " تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لانه نظر الى اتضاع امته فهوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني، لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه ، صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم انزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين ، اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين ، عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة ، كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد" (لوقا ٤٦:١-٥٥)
(هذه القطعة وإن كانت مريم قد تلفظت بها قبل الميلاد ، نفرض انها كانت ترددها وهي ترمق الطفل بجنو)
الرعاة - يدخل ثلاثة رجال بثياب الرعاة المعتاد ويقولون وهم يشيرون الى الطفل يسوع "هذا هو الطفل الذي أنبأتنا عنه الملائكة " ثم يسجدون للطفل ويقفون جانباً اثنان من جهة يوسف والآخر من جهة مريم.
الراعي الاول مخاطباً يوسف ومريم " ايها الاعزاء كم نحن خجلون من المعاملة السيئة التي عاملكما بها أهل قريتنا بعدم فتح بيوتهم لا بل قلوبهم لكما"
الراعي الثاني - " من لي بمن يشرح لأهل بيت لحم عن شخصية هذا الطفل ؟"
الراعي الثالث - بينما كنا نحرس حراسات الليل على رعيتنا وإذا ملاك الرب وقف بنا ومجد الرب أضاء حولنا (لوقا ٢: ٨و٩)
الراعي الاول " فشجعنا الملاك وقال " لا تخافوا ، فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب " (لوقا ۲ : ۱۰)
الراعي الثاني - " انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص المسيح الرب "
(لو ۲ : ۱۱)
الراعي الثالث - " وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطاً مضجعاً في مذود
(لوقا ١٢:٢)
الراعي الاول -" وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة"
( لوقا ۲ : ١٣ و١٤)
وبعد ذلك يدخل الجوق ويقف قسم من هنا وقسم من هناك بحيث يبقى مشهد المذود ظاهراً للعيان وبعد أن يرتلون الترنيمة التي مطلعها "هللي يا كائنات" يخرجون كما دخلوا ثم يسدل الستار.
هللِي يَا كَائِنَاتٌ وَاعْزِفِي يَا مُطْرِبات
إذ أتت بشرى السلام من إله الأنام
مَنْ أَتَى مُرنماً حَامِلاً بُشرى السما
ذَا مَلاك بشرا بالسُّرُورِ البَشَر
مَنْ مِنَ النَّاسِ هناك كَانَ يُصْغِي لِلمَلاك ؟
كَانَ حرّاس رعاة يَسْمَعُونَ بانْتِبَاه
مَا تَرَى إِذ قَصَدُوا بَيْتُ لَم وَجَدُوا ؟
شخص رَبِّ مُفتَدِي مُضْجَعاً في المذود
يا ترى هل نَسْتَطِيعَ نَحنُ نأتي للوديع ؟
يقبل الرب الصَّمَدُ كُلِّ إِنْسَانِ وَرَدْ
أَيُّهَا الرَّبُّ القَديرُ هَبْ لَنَا الرُّوحَ المنير
كَي نَرَى الجمع المَدِيد نَالَ ميلاداً جديد
المشهد الثالث
يبقى المشهد الثاني مع زيادة بسيطة وذلك اضاءة نور ساطع رمز الى النجم المجوس يتقدمون ببطء والنجم يسير أمامهم ويقف حيث كان الصبي ويبقى هكذا الى آخر الرواية :
المجوس الاول - "ما هذه الأنغام الجميلة التي سمعناها ?"
المجوس الثاني - "انها انغام ملائكية لا يستحقها البشر"
المجوس الثالث - "انظروا فها أن النجم قد وقف فوق هذا المكان "
المجوس الأول - " هذه آخر رحلتنا ، هنا سنجد ضالتنا المنشودة "
المجوس الثاني - "أرى طفلا مقمطاً موضوعاً في مذود" المجوس الثالث - "هذا هو المولود ملك اليهود"
المجوس الأول - "وقد شاء الله عز وجل ، لحكمة نجهلها ، أن يولد الملك في هذا المكان الحقير ، فلنسجد له ، يتقدم المجوس الثلاثة ويقدمون ما معهم من هدايا ذهباً ولباناً ومراً ، ثم يسجدون أمام الطفل ويرفعون أيديهم ويصلون قائلين " نشكرك اللهم لانك قدتنا إلى هذا المكان واريتنا ابنك المبارك مخلص العالم"
الرعاة ـ يتلو الواحد بعد الآخر عدداً من الترنيمة التي مطلعها في ليلة قد زانها.
- الراعي الاول -
في ليلة قد زَانَها أَنْوارُ مَجْدٍ ساطعة
وَرَصّعَتْ سَماءَها زهرُ النّجومِ اللامَعَة
بدا ملاك في العلى مبشراً أَهْلَ الثرَّى
أن المَسيحَ قَدْ أتى مِن مُجدِ يفدي الورى
- الراعي الثاني -
فَظَهرتٌ جِند السَّما
تشدو بانْعَامِ الحُبور
لله مجد في العُلَى
وَبِالمَلا كُلِّ السّرور
في الأرض قد ساد السّلامُ
لَمَّا أَتَاهَ ربّه
واللطف قد عمّ الأنام
بمَنْ تَسَامى حبه
- الراعي الثالث -
وافى من الشرق المجوس
لرؤية الطفل الكريم
أحْبَوا بمرآه النُّفُوسِ
وَسَبِّحُوا الله العظيم
وقدموا من الكُنُوز
مُرًا لِبَاناً وَذَهَبٌ
لِمَنْ بِهِ كُل الرموز
تمتَ بِفَائقِ العَجَبْ
- الراعي الأول -
يا أيها الطفل العجيب
يا ابن الإله الأزلي
أَنتَ عَزائي والطبيب
في كُلِّ خَطب جَلَلِ
وَأَنتَ فَادِي العَجِيبُ
وَسَيِّدِي وَمُرشِدِي
قلبي لك المثوى الرَّحِيبُ
فَامكث به للأبد
- عدد الزيارات: 16