Skip to main content

دخول يسوع إلى أورشليم

" ولما دخل أورشليم ارتجت المدينة كلها قائلة من هذا" متى ٢١ :١٠

عجباً من هو هذا الذي ارتجت له المدينة بأسرها….من هذا ؟

من هو هذا الراكب على انان يعلو قليلا عن القوم الذي

يحيط به ... من هذا ؟

من هو هذا الذي تسبحه الجماهير من أمامه ومن ورائه….من هذا ؟

لمن ينادي الشعب أوصنا لابن داود ، مبارك الآتي باسم الرب ، أوصنا فى الاعالى…..من هذا ؟

من هو هذا الذي فرش الناس ثيابهم تحته وعلى الطريق امامه… من هذا ؟

من هو هذا الذي زينوا طريق بأغصان الزيتون وسعف النخل ... من هذا ؟

هو الكائن والذي كان والذي يأتي، يسوع المسيح ، الشاهد الامين ، البكر من الاموات ، ورئيس ملوك الارض ، الذي أحبنا وغسلنا من خطايانا بدمه ، وجعلنا ملوكاً وكهنة لله أبيه، له المجد والسلطان الى ابد الابدين ، آمين.

 هو الذي سيأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه ، وستنوح عليه جميع قبائل الارض .

هو الألف والياء ، البداية والنهاية ، القادر على كل شيء الذي به كل شيء كان ، وبغيره لم يكن شيء مما كان ، فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس ، والنور يضيء في الظلمة ، والظلمة لم تدركه.

هو يسوع ، أصل وذرية داود ، كوكب الصبح المنير . والذي تنتظره جميع قبائل الأرض ، والروح والعروس يقولان فيه ، تعال ، ومن يسمع فليقل تعالى ، ومن يعطش فليأت ، ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً.

لكن .. أليس هو الذي كانوا يطلبون نفسه ، فما بي أراهم يهللون ويسبحون له الآن ؟

ألأنه أقام لعازر من القبر ، فآمنوا به ؟ ام لانه احيا الشاب ابن ارملة نايين ، فحول المناحة الى عرس ، والحزن الى فرح ؟ أمن أجل هذا أحبه الشعب فنادوا به ملكاً ؟

أم لانه اشبع جياعهم ، وطرد شياطينهم وشفى أمراضهم ؟ من عادات الملوك أن يمتطوا الخيول الأصيلة والسيارات الفخمة ، يحيط بهم، من أمامهم ومن ورائهم ، الحرس الملوكى بثيابهم المزركشة واسلحتهم اللامعة ، وهم راكبون على أفراس مطهمة أو دراجات نارية .

فكيف رضي يسوع ، وهو ملك الملوك ورب الارباب ، ان يتنازل ويركب جحشاً يحيط به صيادو السمك وفقراء الشعب ، وهم يحملون سعف النخل بدلاً من السيوف وغصون الزيتون عوضاً عن الخناجر.

مرة قبل هذه جاؤوا يملكونه ، فرفض واختفى عنهم.

فلماذا رضي هذا الإكرام الآن ؟ لقد رضي يسوع بهذا الإكرام البسيط ، لأنه كان لا بد أن يتم ما هو مكتوب عنه "هوذا ملكك يأتيك وديعاً راكباً على أتان وجحش ابن اتان"  فلننادي مع المنادين ، أوصنا لابن داود ، مبارك الآتي باسم الرب !

او هاتوا سعف النخل وأغصان الزيتون فنزين له العالم بأسره.

هاتوا الثياب نفرشها تحته أو نطرحها في طريقه ها هو في وسطكم ، يسوع يرمقكم ويشير اليكم . انه يستعطي لباساً للعريان وطعاماً للجوعان انظروا .. أنه يسير متخفياً في الأزقة ، متسولاً في لباس الفقراء ، مستعطياً فى مظهر المرضى والمعوزين .

فبدلاً من ان نعيد اليوم ، فنأكل ونشرب وغيرنا جائع ، وبدلاً من أن تلبس ثياب العيد وغيرنا يرتجف من البرد ، تعالوا نفتسم طعامنا مع الجياع ، وثيابنا مع العراة ، فنكون كأننا أطعمنا وألبسنا يسوع وعوضاً عن حرق الشموع والبخور المجرد ارضاء رغبة من رغباتنا ، تعالوا نضيء بأثمان تلك الشموع القلوب المنكسرة والنفوس اليائسة فيرضى علينا ربنا .

لكن …. كيف نعرف ان هذا جائع ، وذاك عريان إذا لم نزرهما ونتفقد احوالهما

وهناك في مساكن البؤس والمرض والضيق ، نبكي مع الباكي ، ونصلي لأجل المريض ، ونعزي الحزين، فتنمو المحبة بيننا ، ويقطن السلام والوئام بين ظهرانينا.

 ومتى تمكنت المحبة بيننا ، وزال الجفاء من وسطنا ، تمجد اسم الله خالقنا ويسوع مخلصنا وربنا.

  • عدد الزيارات: 15