الدرس العاشر اثناسيوس
( من عام ۲۸۹ - ۳۷۳ ب ٠ م )
الأقباط في مصر من أعرق الشعوب الشرقية . وتقول التقاليد انهم اخذوا المسيحية عن الرسول مرقس الإنجيلي . وقد برز بينهم علماء عديدون امثال اوريجانوس واثناسيوس وكيرلس الذين كلَّلوا بالمجد والفخار هامة الكنيسة في القرون الاولى من تاريخ المسيحية . وولد أثناسيوس هذا بالإسكندرية من أبوين عريقين في الحسب والنسب ومات والده وتركه صغيراً فعنيت أمه بتربيته. ومنذ صغره أخذ يعاشر شباب النصارى فتأثر بآدابهم وفضائلهم مما جعله أن يترك العبادة الوثنية من  تلقاء نفسه ويصبح مسيحياً . وبعد أن تعمد تلقى علومه في مدرسة الاسكندرية الشهيرة ، وكثيراً ما كان يزور النساك في البرية ويأخذ عنهم آداب الرهبنة.
ولقب اثناسيوس بحامي الايمان لانه كتب الكتب ضد الوثنيين من اليونان والرومان ودافع عن العقيدة المسيحية النقية . وفي القرن الثالث بعد الميلاد عين بطريرك الإسكندرية اثناسيوس شماساً عنده ، ومن ثم رقاه الى سكرتير لرئيس الاساقفة الذي كان يخضع له أكثر من مائة أسقف . وفي النهاية اشغل أثناسيوس منصب رئيس الأساقفة في الإسكندرية لمدة ٤٧ سنة.
عاش أثناسيوس في عصور الاضطهاد ، وقد شاهد الكثيرين من المسيحيين وهم يساقون الى الموت . وكان هؤلاء الشهداء ثابتين على إيمانهم ، وكنت تراهم في ساعاتهم الأخيرة يرددون المدائح لفاديهم ، ويستقبلون الموت و الابتسامة على شفاههم . وكانت أقدم حادثة أثارت اشجان الكنيسة منذ ختام العصر الرسولي قيام مجمع نيقية المسكوني عام ٣٢٥ ب . م وقد عقد هذا المجمع لتفنيد بدعة الأريوسيين. وكان هذا أول مجمع مسكوني للكنيسة المسيحية وحضره عند ذاك ۳۱۸ من آباء الكنيسة وأساقفتها ، وكان بينهم أثناسيوس الذي دافع عن العقيدة المسيحية دفاعاً مجيداً مما حمل المجمع أن يتفق على شعب بدعة اريوس ـ تلك البدعة التي نفت كون المسيح الهًا . ومن ذلك الوقت اتخذ القانون النيقاوي دستوراً للكنيسة .
وفي الكنيسة المسيحية اليوم ثلاثة قوانين إيمان تنطوي كلها على عقائد واحدة، اقدمها أوجزها قانون الرسل والثاني هو قانون الإيمان النيقاوي وهو الذي اقرَّه مجمع الاساقفة في نيقية. والثالث وهو قانون إيمان القديس أثناسيوس ويقال انه كتب في القرن السادس بعد الميلاد ليرتل في الكنيسة بعد تلاوة المزامير .
وعكف أثناسيوس على تأليف الكتب الدفاع عن العقيدة المسيحية فوضع أول مؤلف له ضد الوثنيين. ثم انبرى لتفنيد بدعة أريوس مثبتاً لاهوت المسيح وازليته من نصوص الكتاب المقدس. وأصدر ايضاً عدداً من المباحث والتفاسير التي اهتزت لها أركان العالم الوثني . وكانت رسائله الرعائية تدل على عمق شعوره ورقة عواطفه، وسمو اخلاقه الدينية ، وعلى عزمه على ترقية الحياة الروحية . واشتهر أثناسيوس بشجاعته في الدفاع عن الحق المسيحي وبصفاء عقله ، ونقاوة أفكاره وبقوته المدهشة في البيان والتعبير عن آرائه .
ولا ينفصل اسم أثناسيوس مطلقاً عن إيمان الكنيسة الجامعة بخصوص الثالوث الأقدس . وقد قال المؤرخ الانكليزي جبّون عنه " أن أخلاقه كانت ملوكية وانه كان لحياته اهمية حقيقية وانه مطبوع على الزعامة الروحية والقيادة الرعوية "
وانتهت حياة هذا البطل العظيم عام ٣٧٣ بعد أن عاش مدة سبعين سنة قضى معظمها في العمل على تقدم الديانة المسيحية والدفاع عن الإيمان المسيحي مما جعله يلقب عن جدارة واستحقاق بجامي الايمان . فبعد جهاد عنيف في محاولة تثبيت المؤمنين على الإيمان القويم انتقل الى راحته الكبرى بعد أن خدم المسيحية الجامعة اجلّ خدمة .
اسئلة
(۱) تكلم عن منشأ أثناسيوس وحياته الأولى .
 (۲) بماذا لقب اثناسيوس ؟ وما هي الوظيفة التي كان يشغلها في الإسكندرية ؟
(۳) ماذا كانت الغاية من اجتماع مجمع نيقية ؟
(٤) راجع قانوني إيمان الرسل و النيقاوي المدرجين على صفحة ١٥٦ من كتاب العبادة الجمهورية للكنائس الانجيلية .
(ه) بماذا أفاد أثناسيوس الكنيسة المسيحية ؟ وكيف حارب بدعة أريوس ؟
- عدد الزيارات: 25