الدرس السابع القديس باتريك
(من ٣٨٧ - ٤٩٣ ب . م)
عاش في مدينة بولون على الشاطئ الفرنسي في أواخر القرن الرابع بعد الميلاد شاب كان يعمل في مزرعة أبيه وقد قدّر له أن يغدو القديس الحامي لايرلندا والمرسل الذي نقل بشارة الإنجيل الى تلك البلاد بحيث كسر شوكة الوثنية وازال نفوذ الكهنة الوثنيين الذين كانت لهم السيطرة فيها . وشاءت الأقدار أن هاجم الساحل حيث كان باتريك يعمل جماعة من القرصان الذين حملوه مع بعض الشبان الآخرين، وباعوهم في سوق النخاسة إلى أحد رؤساء القبائل الايرلندية . وهناك أخذ باتريك يرعى الخنازير ويعيش في تلك البلاد الجبلية مدة سبع سنوات . وفي غمرة وحدته أخذ يفكر بالله ويرفع الصلاة إليه . وكتب مرة يقول : " صيفاً وشتاء كنت تراني استقبل الفجر بالصلاة " وسمع صوتاً ذات يوم يدعوه للعودة إلى بلاده ، وفعلا فإنه وجد مركباً ينتظره ليقله ويعيده الى موطنه .
وبعد أن التقى بوالديه توجه إلى مدينة تورز للاجتماع بالاسقف مارتن في فرنسا.
وهناك قضى خمس سنوات في الدرس متنقلا من دير الى آخر ، ومهيناً نفسه لخدمة الله . واخيراً وصل الى رتبة اسقف لكنه لم يشأ أن يظل في أبرشيته بل كانت نفسه تتوق بان ينقل بشارة الإنجيل الى ايرلندا . وشجعه على المضي في هذا ما سمعه ذات ليلة من صوت يستدعيه للذهاب إلى تلك البلاد . 
فقد دوّى الصوت قائلا : " تعال وساعدنا وعش بيننا " فذهب إلى أيرلندا وأسس " جزيرة القديسين " التي كانت مركزاً يرسل منها المبشرين والمعلمين الى المناطق الوثنية . وقضى حوالي الثلث قرن وهو يبشر الايرلنديين والقبائل الوثنية التي كانت هناك ، بدين الناصري . وبتأثيره غدت ايرلندا المركز الرئيسي للحركة التبشيرية ، واديرتها مركزاً للتعليم الديني . واهتدى كثيرون من الوثنيين على يده ، وبلغ من تعمد عن طريقه حوالي  ١٢ ألف شخص ، كذلك كان عدد الكنائس التي بناها تقدر بعدد أيام السنة.
ونظم القديس باتريك ترنيمة كان يتغنى بها المسيحيون المهتدون ومن كلماتها : ليأتِ المسيح معي ، وليَسر أمامي وخلفي ، وليكن عن يميني وعن يساري . وليحل المسيح في قلب كل من افكر به وفي كل عين تراني او اذن تسمعني او كلمة اتفوه بها ... وكثيراً ما عالج موضوع الثالوث المقدس وليوضح للايرلنديين هذه الفكرة نجده يتناول ورقة نبات البرسيم ويريهم كيف أن هذه الورقة ذات الثلاثة رؤوس تؤلف ورقة واحدة . وقد غدت تلك النبتة شعار الايرلنديين. وحيكت حول حياته كثير من الحكايات والأساطير إنما ما يعرف عن حياته على ضوء وقائع التاريخ قليل جداً . ومما لا شك فيه أن باتريك كان من المرسلين البارزين ومن الغيورين على نشر رسالة المسيح بين الوثنيين.
وعمَّر القديس باتريك طويلاً مدة تزيد على القرن، واكتسب اصدقاء عديدين وربح نفوساً كثيرة للمسيح. وفي ساعة احتضاره اجتمع اصدقاؤه حوله فباركهم و حدثهم عن نعمة الله ، ومات وهو يرى المسيح ينتظره والملائكة ترحب به على 
أبواب السماء.وعندما أغلق عينيه كان مرتاحاً أنه قام برسالته المسيحية خير قيام. 
اسئلة
(۱) ما هي علاقة القديس باترك بايرلندا وبما لُقِّب ؟
 (۲) ماذا عمل هذا القديس بعد أن سيم اسقفاً ؟
(۳) ماذا تعرف عن جزيرة القديسين ؟
(٤) على ماذا تدل عبارات الترنيمة التي نظمها القديس باتريك ؟
 (ه) لماذا اتخذ الايرلنديون ورقة البرسيم شعاراً لبلادهم وباتريك القديس الحامي لهم؟
- عدد الزيارات: 20