Skip to main content

الدرس السابع والعشرون أسعد الشدياق

( من عام ۱۷۹٨ - ۱۸۲۹ ب . م )
يعتبر أسعد الشدياق من رواد التحرير الفكري والديني في لبنان وأول شهيد انجيلي يذهب ضحية التعصب الديني في مستهل القرن الماضي. وقد ولد في قرية الحدث احدى ضواحي مدينة بيروت عام ١٧٩٨ . وعاش في جو مشبع بالتقاليد والطقوس الدينية المتبعة ، فكان يجاري في صغره أهل زمانه في معتقداتهم ويشارك أهل ذلك العصر في حياتهم الدينية ومسالكهم التقليدية .
وتعلم اسعد العربية والسريانية ، ودرس لمدة ثلاث سنوات في مدرسة "عين ورقة" واظهر ذكاءًا وميلًا للشعر . وذهب عام ۱۸۱۸ الى احد الاديرة ليعلم الرهبان وهناك بدأ يعظ في الكنيسة . وعام ١٨٢٥ سار إلى دير القمر ليعلم المرسل الأمريكي المستر كين اللغة السريانية . وبعد سفر المستر كين شرع يعلم المرسل اسحق بيرد اللغة العربية . وكان أسعد يستاء ممن يحرمون على الشعب مطالعة الكتاب المقدس ويقيدون حرية تفكيرهم .
ورأى المرسلون الأميركيون هذا الشاب أداة صالحة لخدمة الله فاحتضنوه. وأنشأ اسعد بمساعدة هؤلاء المرسلين مدرسة لتعليم الصرف العربي. وكان يتعمق بدراسة الكتاب المقدس مما جعل تفكيره يتخذ منحى جديداً . واستدعاه البطريرك الماروني الى مقره وجرى بينهما محاورات عديدة الا ان اسعد ظل ثابت الإيمان وميالاً للفكرة المصلحة من الدين . وتعرَّض لمضايقة رجال الدين الذين أصروا بان يرجع عن معتقده الانجيلي الا انه ظل ثابتاً لا يبالي ما يدفع من ثمن في سبيل عقيدته و اجتمع ذات يوم جمهور من اقارب اسعد وقد عزموا على اخذه قسراً الى البطريرك ليؤدبه. وهدده احد اقاربه انه اذا لم يذهب معهم اعدموه الحياة واخيراً تغلب عليه أقاربه بأن اقتادوه الى دير مار جرجس في علما حيث سلموه للبطريرك. وحاول البطريرك أن يستميله بكل أساليب الرقة ولكن اسعد ظل يجاهر بإيمانه الانجيلي ، ويحاول في كل مناسبة أن يبشر بالإنجيل حتى ظنوه مصاباً بمس من الجنون فتهددوه واضطهدوه لكنه لم يلن . ثم حجزوا عليه داخل الدير . وكثيراً ما حاول الفرار من الدير إلا أنهم كانوا دائماً يعيدونه ويزيدون القيود عليه.
واخيراً وضع في سجن وقُيِّد بالسلاسل. وزاره اخوه عام ١٨٢٨ في سجنه المظلم فرثى لحاله وأخذ ينصحه بأن يرجع عن ضلاله ويعود إلى أحضان کنیسته ، الا ان اسعد ظل يعظه من داخل السجن ويبين له زوال الدنيا ، وماهية الدين الحقيقي. وبقي اسعد مدة سنة محجوزاً يقاسي فيها عذاب السجن والاهانات الى ان خارت قواه وضعف جسمه وثقلت همته فاستسلم للراحة الكبرى عام ١٨٢٩.
لقد احتمل اسعد العذاب من معذبيه اكثر من سنتين ولم تستطع شدة أن تزعزعه عن إيمانه وكان غير خائف ممن يقتلون الجسد لان النفس لن يقدروا على قتلها. وكان عمر هذا الشهيد عندما مات ٣١ سنة . ومن أبرز سجاياه ثباته في عقيدته ، وتفضيله الأمور الأبدية على أمور العالم الفانية . وقد امتاز برغبته لمعرفة الحق ، ووداعته المسيحية التي شابهت وداعة سيده الذي احتمل أقسى الآلام من بني الانسان . ويعتبر أسعد الشدياق أول شهيد انجيلي في هذه الديار .
اسئلة
(١) اذكر شيئاً عن حياة أسعد الشدياق الأولى .
(۲) ما هي بعض الأعمال التي قام بها ؟
(۳) لماذا اضطهده رجال الدين ؟ وكيف استشهد ؟
(٤) ما هي أبرز سجايا الشدياق ؟
(ه) سم بعض الشهداء الذين ماتوا في سبيل عقيدتهم .

  • عدد الزيارات: 5