Skip to main content

الدرس الأربعون البرت شويتزر

( من عام ١٨٧٥ – ٠٠٠)

أن ألبرت شويتزر هو مثال للإنسان الحديث الذي تغلب على تيارات الحياة المتناقضة ساعة حاول أن يقرن العلم بالخدمة ، والدين بالعمل . ولد ألبرت عام ١٨٧٥ في مقاطعة الألزاس واللورين حيث يتناوب الحكم في البلاد تارة الألمان

وطوراً الفرنسيون . وقد تلقى دروسه في ألمانيا وفرنسا ، لذلك نراه يلم بثقافة البلدين.

وفي دراسته كان موضع احترام أساتذته ومعلميه الذين قدروا مواهبه النادرة وملكاته المتفتحة . ولم يطل به العهد حتى أصبح في طليعة العازفين على الأرغن ومن أشهر مفسري موسيقي باخ. وانصرف عام ١٩٠٥ لدراسة الطب في جامعة باريس . فقد رأى رؤيا جديدة للحياة ولذلك نجده يقرر وهو في سن الثلاثين ان يصبح مرسلا وطبيباً ، فيذهب الى مجاهل أفريقيا ويعمل بين سكان تلك القارة .

وكان قد دفعه الى العمل بافريقيا مشاهدته رسم زنجي مهان منقوشاً على قاعدة تمثال انتصب  في احدى ساحات المدينة التي كان يسكنها ، فأيقظ هذا الرسم فيه الضمير الإنساني وأهاب به لأن يذهب إلى أولئك المعذبين ،ويكون السامري الحنون لهم ، فيُقرن إيمانه المسيحي بالعمل الإنساني والخدمة الصادقة.


هبط شويتزر مع زوجته بلاد الكونغو الفرنسية في مقاطعة لامبرين حيث تكثر الأمراض في تلك المنطقة . وما أسرع ما قصده السكان للعلاج . وكان يجري عملياته في بادئ الأمر في قن للدجاج أو في كوخ حقير . وأثار حملة في أوروبا لمساعدة هؤلاء الافريقيين، فجمع اموالاً من المحسنين وبنى مستشفى في لامبرين يتسع لست مئة سرير ، وكان نصف مرضاه من البرص .

ولنستمع إلى ممرضة تعمل في مستشفى لامبرين مع شويتزر تتحدث عنه فتقول: لقد قضيت ٢٠ سنة في هذا المستشفى وانا اخدم الدكتور شويتزر . وبعد أن ينتهي عمل النهار يجلس الدكتور الى ارغنه ويوقع اعذب الالحان. وفي هدأة الليل كنا نصغي الى تلك المعزوفات وهي تخترق المساكن والادغال. وقد كان لساعات الموسيقى هذه أثر كبير على راحة نفسي لاسيما أثناء ابتعادي عن وطني.

ولقبه الكثيرون بالقديس الحديث وآخرون " بطبيب الادغال " وها هو هذا العالم اللاهوتي ، والموسيقار الشهير ، والطبيب البارع يقضي حياته في المجاهل الافريقية ليطبق مبادئ المسيح عن طريق الخدمة والعمل وإسداء الخير لأبناء الإنسانية المعذبين . وقال اينشتين عنه : " لم اجد انساناً جمع بين اللطف والرغبة للجمال وعمل الخير مثل ألبرت شويتزر . وقد دعاه البعض فرنسيس الأسيزي الثاني . ويُعتبر شويتزر بحق من أعظم رجال القرن العشرين لأنه بالرغم من أنه كان يسيراً عليه أن يشق طريقه الى عالم الشهرة والمجد عن طريق فنه وعمله فإنه آثر أن يحظى على العظمة الحقة عن طريق التضحية والخدمة لقد تراءت السعادة لشويتزر عن طريق العمل الإيجابي والخدمة المثمرة . انه كرس مواهبه وعلومه في سبيل خدمة بنى الإنسان وهو لا يتباهى فيما يعمل بل يعتبر نفسه سعيداً اذا اتيح له ان يسير في خطوات سيده المسيح ويكسر حلقة من حلقات الالم الانساني . انه اراد ان يعلم الناس درساً عملاً فيقول لهم : " إن اولئك الذين لم تمسهم الآلام عليهم أن يساعدوا أولئك المعذبين الذين اقضَّت الآلام مضاجعهم " .

بلغ شويتزر الثمانين من عمره عام ١٩٥٤ وبالرغم من ذلك فهو يعيش في المكان الذي اختاره كمركز لخدمته في أفريقيا الاستوائية. يسأله الكثيرون لماذا درس الطب والجراحة ثم آثر العيش في مجاهل أفريقيا على بلاده فيجيب: " انني اردت ان اكون طبيباً ليتسنى لي أن أعمل بدون ان اتكلم ، ففي عملي كطبيب لا اتكلم فقط عن دين المحبة إنما أستطيع أن أقرن ذلك بالعمل .. فأعالج المرضى وابشرهم بيسوع الطبيب الإلهي الشافي لنفوسهم وأجسادهم".

اسئلة

(۱) ما هي البلاد التي نشأ فيها شويتزر و این قضى معظم حياته ؟

 (۲) في اي النواحي ظهر نبوغ البرت شويترر ؟

(۳) بماذا يلقب شويتزر ؟ وما هي الخدمات التي يقوم بها ؟ 

(٤) ما الذي يدفع عالماً وطبيباً نظير شويتزر ان يذهب الى مجاهل افريقيا ؟

  • عدد الزيارات: 12