Skip to main content

أسماء المسيح في الكتاب المقدس

دروس بالمراسلة يكتبها القس منيس عبد النور

نور العالم

" أنا هو نور العالم "، (يوحنا ٨ : ١٢)

قال الحكيم : " النور حلو للعينين . .. ومنذ القديم فكر الناس في أن الله نور ، حتى عبدوا الشمس لأنها مصدر النور !

ويقول المرنم : " الرب نوری و خلاصی " (مزمور ۲۷ : ۱). فان هناك معركة دائمة بين النور والظلمة . . الظلمة رمز الشر ، والنور رمز الخير .. ولا بد أن يطرد الخير الشر ، كما يطرد النور الظلام ، فنشكر الله لأنه نوَّرنا وخلَّصنا .

وقال المسيح عن نفسه : " أنا هو نور العالم " قال هذا في أورشليم وقت عيد المظال الذي يسكن فيه اليهود في خيام من أغصان الشجر ليذكروا سفرهم في البرية من مصر إلى كنعان ….

وقال القول عند الخزانة، حيث يضع الناس الفضة هدية للهيكل .

وقد اعتاد اليهود أن يقيموا حفلة خاصة فى نهاية اليوم الأول من عيد المظال .. وكانوا يضيئون أربعة شمعدانات ضخمة بعد حلول الظلام ، فكان النور بطرد الظلام من الهيكل ومن شوارع وحارات أورشليم ..

وعند هذا الاحتفال العظيم أعلن المسيح أنه هو نور العالم ! ومن هذا نرى ثلاثة معاني :

ا - تذكار عمود النار الذي كان يضيء الليل عند سفر الشعب إلى كنعان ، وهم في البرية .

وعيد المظال كما رأينا تذكار سكن الشعب في البرية .

والنور يذكرهم بنور الله الذي أضاء طريقهم ، وأرشدهم في السفر، وحماهم من الوحوش بالليل (راجع سفر الخروج ۱۳ : ۲۱)


٢ - تذكار السحابة المنيرة التي غطت مكان العبادة . ويقول الكتاب : "وفي المساء كان على المسكن كمنظر نار إلى الصباح" (العدد ٦ : ١٥) . .

 وتذكار السحاب الذي ملأ الهيكل عندما صلى سليمان فيه ، ويقول الكتاب عنه :  "لأن مجد الرب ملأ البيت" (۱ ملوك ۸ : ۱۱) . . وكان نور الشمعدانات الأربعة فى عيد المظال تذكيراً لليهود بأن الرب يسكن في وسطهم .

۳ - انتظار مجيء المسيا الذي تنبأ عنه النبي إشعياء وقال : " الشعب السالك في الظلمة أبصر نوراً عظيماً . الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" (۲:۹)

وها قد جاء المسيا الذي انتظروه .

وكأن المسيح يقول إنه النور الذى يضيء للعالم كله ، والناس يسيرون في برية الحياة المظلمة .

وهو النور الذي يضيء على كل من يقبله ، كما أضاء بحضوره على الشعب . وهو النور الذى انتظره الآباء فى العهد القديم ، حتى جاء في ملء الزمان ! والآن تعالوا نرى المعاني التي نتعلمها من قول المسيح: «أنا هو نور العالم"... 

۱ - النور يكشف

الذي يسير في الظلام لا يرى عيوب الطريق ….

 والذي يبقى في الظلام لا يقدر أن يرى عيوب وجهه أو عيوب ثيابه .. ويقول المسيح إن الذى يعمل الخطأ لا يحب النور ، إذ يقول : " النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة . لأن كل من يعمل السيئات يبغض النور ، ولا يأتى إلى النور لئلا توبخ أعماله . وأما من يفعل الحق فيقبل إلى النور لكى تظهر أعماله أنها بالله معمولة" ( يوحنا ٣ : ١٩ - ٢١ ) . . ولا يستطيع أحد أن يكشف نفسه وعيوبها إلا في نور المسيح. في نور المسيح شعر بطرس بخطيته ، فصرخ : " لأني رجل خاطئ .. وفى نور المسيح يمكن أن ترى عيوبك أيها القارىء .. وتعرف نفسك . إن كنت تظن أنك صالح ، فأنت محتاج إلى نور المسيح الذي يكشف لك عيوبك حتى تصلى : " اللهم ارحمنى انا الخاطئ". . .


۲ - النور يحيي

 قال الإنجيل عن المسيح : " فيه كانت الحياة ، والحياة كانت نور الناس 

(يوحنا ١ : ٤) 

نور الشمس ينمي النبات، وبدون النور لا تزهر الورود ، ولا ينمو الشجر.

ونور الشمس يحفظ الصحة ، فالذي يعيش تحت الأرض يتلف صحته والحكومة تحاول أن تهدم البيوت الضيقة القديمة وتبنى بدلها البيوت الجديدة التي يدخلها النور. 

والنور يطرد الجريمة .. فى الظلام يقتل الناس بعضهم ويسرقون . . أما

فى النور فإنهم لا يخطئون ...

والمسيح يعطى الحياة . . ويعطى النمو .. ويعطى الصلاح

وقد قال الرسول يعقوب : " كل عطية صالحة ، وكل موهبة تامة هى من فوق نازلة من عند أبى الأنوار" . .

و المسيح نور العالم يعطى الحياة .

 إنه يكشف عيوبنا ، ويحيينا !

يقول : " من يتبعنى فلا يمشى فى الظلمة بل يكون له نور الحياة" ...

٣ - النور يرشد

كان النور يسير قدام الشعب فيسيرون .. وكان يقف فيقفون .

وكان عمود السحاب هداية للشعب في البرية .

والمسيح نورنا ودليلنا و مرشدنا !

الذي يتبعه لا يمشى فى الظلمة ولا يعثر . 

وكما يضىء الفنار للسفن حتى لا تصطدم بصخور الشاطئ ، هكذا من يمشى في نور المسيح لا يصطدم بصخور الحياة القاسية ، ولكن يصل إلى شاطئ

الأمان في سلام .

وقد قال المسيح :" إن كان أحد يمشى فى النهار لا يعثر لأنه ينظر نور هذا العالم" (يوحنا ١١ : ٩)

٤ - النّور ينتصر

النور يضيء للظلمة ، والظلمة لم تدركه (يوحنا ١ : ٥) . .

لا تستطيع الظلمة أن تجرى وراء النور حتى تدركه . . لكن النّور يجري وراء الظلام و يبدّده !

 نور النهار يقشع ظلام الليل ، وشمعة صغيرة تبدد ظلام غرفة كبيرة ... ونور المسيح لابد أن ينتصر ويقشع ظلام الخطية ، فإن النصر النهائي ليسوع.

 قد يظهر أن الظلام يهزم النور، وقد يظهر أن الشر يغلب الخير ، أو أن الضلال ينتصر على الحق .. لكن النصرة الأخيرة للحق وحده .

 أيها القارىء العزيز : ثق في يسوع الذي سينتصر ، و تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض .

 وإن كنت مع يسوع فالنصر لك ، لأنه إن كان الله معنا فمن علينا ؟ !

ولا نستطيع أن نختم حديثنا هذا بدون أن نشير إلى حقيقة هامة وهى أن النور ليس معنا في كل حين ، فقد قال المسيح : " النور معكم زماناً قليلا بعد فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" (يوحنا ١٢ : ٣٥) ..

 الفرصة لك الآن لتقبل المسيح وتنال الخلاص ...

النور معك زماناً يسيراً .. الفرصة بين يديك الآن ، لكنها قد تضيع منك غداً .

اليوم يوم خلاص ، والوقت وقت مقبول .

اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم ..

  • عدد الزيارات: 15