Skip to main content

شيوخ الكنيسة – القيادة الروحية في الكنيسة

شيوخ الكنيسة – القيادة الروحية في الكنيسةإن الكنيسة العامة هي جسد المسيح وتشمل كل المؤمنين الحقيقيين أولاد الله من كل مكان وزمان. وقد وعد الرب أن قوات الجحيم لن تقوى على تحطيمها أو مسّها، فالرب هو ضمانها وكفيلها. أما الكنيسة المحلية فيمكن أن يكون فيها أيضا أعضاء ليسوا أولاد حقيقيين لله، وهي تحت مسؤولية الانسان، فنجاحها وفشلها، ثباتها أو زوالها، قوتها أو ضعفها تتعلق بالانسان وبأمانة القيادة المحلية للكنيسة.

والقيادة يجب ان تكون روحية ناضجة ممتلئة بكلمة الرب وقوة الروح القدس، والتاريخ يسرد لنا امثلة كثيرة لكنائس محلية زالت وانهارت بسبب عدم امانة الانسان خاصة القيادة المحلية. فكنائس غلاطية حذرها الرسول بولس، لكنها تمسكت بموقفها ورفضت كلام الرب على فم الرسول، فبمجرد رفض تحذير بولس أدّى الى زوال كل هذه الكنائس المحلية، واليوم لا يوجد هناك حتى مسيحيين بالاسم. فكثير من دول الشرق الاوسط تحولت الى اسلامية وانتهت كل الكنائس من هذه المنطقة. والان نرى ان الكنائس مهددة بالانقراض في اوروبا وامريكا الشمالية. آن الاوان ان نقتنع:

1- إن دوام وبقاء الكنيسة المحلية متعلقان باعضائها وبقيادتها.

2- يجب أن تكون قيادة للكنيسة، فلا تثبت الجماعة إن كانت بلا قيادة محلية.

3- يجب أن تكون القيادة ناضجة وليست أطفال، روحية وليست عالمية أو جسدية، حكيمة وليست جاهلة، متمسكة بالرب يسوع وليست انانية ذاتية.

ويؤكد الكتاب المقدس ان للقيادة يجب ان تكون مؤهلات وكفاءات، فليس أيّ مَن أراد يقدر أن يقود كنيسة الله. وهذه المؤهلات هي روحية كتابية وليست اجتماعية عالمية، فمن يفقد المؤهلات الروحية لا يقدر أن يقود كنيسة الله حتى ولو كان غنيا او ذا منصب او من عائلة كبيرة. أي أن المؤهلات العالمية لا تؤهله لقيادة كنيسة الرب، فالرب قد  سبق وحدّد المؤهّلات المطلوبة لقيادة كنيسة الرب ويحذّرنا من التعدّي وان يتجرأ احد ليحاول التدخّل في أمور كنسية اذا أعوزته المؤهلات الروحية التي يحددها الرب.

ونفهم من عدة نصوص كتابية (1 تي 3 / تي 1/ 1 بط 5 / اع 6) ان القيادة مكوّنة من ثلاث وظائف كنسية:

1- راعي او قسيس الكنيسة الذي يمثّل الرب في الكنيسة المحلية فمثلا عندما يتحدّث بولس عن عمل أعضاء المسيح (1 كو 12) يذكر الرأس وهو لا يقصد فقط الرب يسوع بل عضو في الكنيسة المحلية (عدد 21) ويقول لتيموثاوس ان عليه أن يعرف كيف يجب كل عضو ان يتصرّف في الجماعة. في (1 تي 3)، نجد تيموثاوس، الشيوخ او الاسقافة والشمامسة، ويتحدّث سفر الرؤيا ص 2 عن ملاك الكنيسة أي راعي الكنيسة.

2- الشيوخ او الاساقفة او القسس، أي القيادة المؤهلة روحيا لمساعدة راعي الكنيسة
(1 تي 3/ تي 1/ 1 بط 5/ حز 34)

3- الشمامسة أي المسؤولون في الكنيسة عن الأمور الكنسية المادية والزمنية (1 تي 3 / تي 1/ اع 6)

نعود لنؤكد ان للباب للخدمة والقيادة في الكنيسة المحلية مُتاح ومفتوح لكل عضو في الكنيسة المحلية شرط أن تتوفّر فيه المؤهلات الروحية التي يحدّدها الرب، وكل مَن لديه المؤهّلات، يخطئ خطأً شنيعا اذا رفض الاجتهاد في عمل الرب، اما مَن ليس لديه المؤهلات الالهية فيُمنع من أن يكون له أيّ نشاط او فعالية في الكنيسة. والتاريخ غني بالامثلة المؤثّرة لكنائس نجحت ونهضت وكانت سبب بركة عظيمة بسبب القيادة الروحية الناضجة والحكيمة كيوحنا داربي ووليم كيلي وماكنتوش ومودي وسبرجن وتشارلس فيني ووسلي وكثيرين اخرين. وكذلك هنالك أمثلة بلا عدد لكنائس تحطّمت واضمحلّت وجلبت العار على اسم المسيح بسبب أناس غير مؤهلين روحيا تعدّوا وطمحوا لقيادة شعب الرب فقط لأنهم اغنياء او ذوي شهادات جامعية او ذوي منصب اجتماعي او سياسي او من عائلة كبيرة او لان لهم سنين طويلة في الكنيسة، ثم بدأوا بمهاجمة مَن أقامهم الرب واحتقروا المؤهلات الروحية وظنّوا أن المؤهلات العالمية اهم واجمل من الروحية. بهذا احتقروا كلمة الرب وضربوا بعرض الحائط حكمة الرب وافكاره واستهانوا بتحذيرات الرب وتجاهلوا دينونتهم المحتومة، فكانوا سبب في تحطيم الكنيسة المحلية وجلبوا العار على اسم الرب فزحزح الرب المنارة أي الشهادة المحلية.

ولماذا ينجح هؤلاء الاشخاص في تدمير النفوس، يقول بولس في اعمال 20 اولا لانهم يعرفون الكتاب المقدس فهم يستخدمون الكلمة. ثم لانهم يظهرون كملاك من نور فيخدعون غير الثابتين وغير المطيعين للرب. وينجحون ايضا لأنهم يخرجون من داخل الكنيسة يقول بولس منكم انتم، لكنهم لا يشفقون على الرعية. واخيرا ينجحون لانهم يهاجمون رجال الله الحقيقيين الذين لا يخلون من الاخطاء والزلات والهفوات.

فمثلا يتجاهل البعض تحذير الكتاب المقدس الواضح من أناس حديثي الايمان اطفال في المسيح غير ناضجين ما زالوا متزعزعين، اذا قادوا كنيسة الرب سبّبوا الدمار اولا لانفسهم ثم لاخرين. ونتعجّب من قول الكتاب عن القيادة ان لا يكون أحد حديث الايمان لئلا يتصلّف ويسقط في فخ ابليس أي الكبرياء والاعتداد بالذات. أشخاص من هذا النوع يتجرأون على انتقاد رجال الله الناضجين ومهاجمة مَن أقامهم الرب فيجلسون على كرسي القضاء ليحكموا على انبياء الرب مستخدمين كلمة الرب حتى ليصلبوا مسحاء الرب ويرفضوا حجر الزاوية أي الاشخاص الذين تحتاجهم الكنيسة المحلية وبذلك يتممون ارادة ابليس وهم لا يعلمون، غير مشفقين على الرعية متكلمين بامور ملتوية لخداع شعب الله ويجتذبوا التلاميذ وراءهم. لكن الخراف الحقيقية تعرف صوت الرب من خلال مَن أقامهم الرب وتميّز صوت الراعي الصالح الذي يعطي حياة وبنيان وبركة.

وعلى الشيوخ ايضا ان تكون لهم شهادة حسنة من الذين من الداخل والخارج. فالانسان الذي يقود كنيسة الله الحي ينبغي ان يسيطر ويتحكم في شهواته اولا وان يجتهد ليحافظ على شهادة حسنة فلا يسمح لأعداء الانجيل ان يشتموا الايمان بسببهم،  فلا يقدر ان يقود كنيسة الله مَن تتميّز حياته بالفوضى وغير المسؤولية والكذب وعدم الامانة في العمل وعدم الاستقامة في تعامله مع الناس ومحبة المال وغير ذلك من الامور التي تجعل الناس تلومه وتنتقده خاصة ان كان ذلك نهج حياته وليس زلة ما او هفوة تاب عنها وصمّم على تركها. بالاضافة الى ذلك على شيخ الكنيسة ان يعتني بأهل بيته ولا يهمل زوجته واولاده بسبب الديون والانغماس في العمل بل يعمل بهدوء ولا يقضي حياته في العمل وليس لديه وقت لاولاده ولزوجته. واذا اهمل اهل بيته وفشل بالاعتناء بعائلته فكيف يقدر ويتمكن من الاعتناء بعائلة الله ويهتم باعضاء الكنيسة كما يجب.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

  • عدد الزيارات: 9855