Skip to main content

إذاً، الحق أن الكتاب المقدس كلمة الله وزائف كل ما يعارض هذا الحق الكتابي

البناء من الأساس إلى القمة، والنقاط الاثنتي عشرة تظهر أن المسيحية هي على الشكل التالي:

وفي استعراض نقاطنا الاثنتي عشرة ظهر أن المسيحية هي حق:

(1)    الحقيقة حول الواقع قابلة للمعرفة.

(2)    لا يمكن أن يكون كلا النقيضين صادقين.

(3)    الله الواحد موجود.

(4)    المعجزات ممكنة.

(5)    يمكن أن تأتي المعجزات لتأكيد رسالة من الله.

(6)    العهد الجديد نص موثوق تاريخياً.

(7)    أعلن يسوع المسيح في العهد الجديد أنه الله.

(8)    إعلان يسوع أنه الله تأكد بمجموعة فريدة من المعجزات.

(9)    وبهذا، فيسوع هو الله الظاهر بالجسد.

(10)                        كل ما أكّده يسوع (الذي هو الله) أنه الحق، فهو حق.

(11)                        يسوع أكّد أن الكتاب المقدس كلمة الله.

(12)                        إذاً، الحق أن الكتاب المقدس كلمة الله، ومزيف وكل ما يعارض هذا الحق الكتابي

إن المسألة الثانية عشر هي الأخيرة، والفصل الختامي من الكتاب لأنها تحتوي على الخاتمة وتتويج الكتاب. ولكن ماذا يعني أن نقول إن الكتاب المقدس كلمة الله، وأن ما عداه مزيف؟ فهل هذا يعني أنه لا يوجد حق خارج الكتاب المقدس؟ وحتى الكتاب المقدس يقول بأنه يوجد. فالكتاب يتحدث عن الوحي الخاص (متى 5: 17 ـ 18؛ يوحنا 10: 35) والوحي العام «المكتوب في القلوب» (رومية 2: 12 ـ 15)، و«اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ» (المزمور 19: 1). وقد قال بولس في رومية: «إِذْ مَعْرِفَةُ اللهِ ظَاهِرَةٌ فِيهِمْ، لأَنَّ اللهَ أَظْهَرَهَا لَهُمْ، لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ، حَتَّى إِنَّهُمْ بِلاَ عُذْرٍ» (رومية 1: 19 ـ 20). وبهذا، ثمة حقائق كثيرة يمكن أن نتعلمها من الوحي العام المتوفر للبشر خارج الكتاب المقدس. فجميع الحق هو حق الله، بغض النظر أين هو موجود ـ سواء في الكتاب المقدس أو الوحي العام.

بما أن البشر الذين يؤمنون بأديان أخرى، لديهم افتراضات متعارضة مع الكتاب المقدس، لكن ذلك لا يجعلهم جاهلين بـ «الوحي العام». وبهذا لا يجب أن يكون مدعاةً للدهشة أن بعض من حقائق الله موجودة في أديان أخرى. وبالفعل، يقتبس الكتاب حقائق موجودة في مصادر أخرى في مناسبات عدة (أعمال 17: 28؛ 1 كورثنوس 15: 33؛ تيطس 1: 12).

الحقائق الأخلاقية في الأديان الأخرى

يوجد حقائق أخلاقية في الأديان الأخرى؛ وهذا بسبب أن القانون الطبيعي «المكتوب في» قلوب جميع البشر. وقد أعطى سي. إس لويس دفاعاً قوياً في كتابه: «إلغاء الإنسان» الذي ختمه في نتيجة: «إن هذا الشيء الذي أُطلق عليه راحة في التاوية، والذي يمكن أنْ نسمّيه القانون الطبيعي... ليس من بين سلسلة المنظومة الأخلاقية الممكنة. بل هو المصدر الوحيد لجميع أحكام القيمة. فإن رُفض، فقد تم رفض جميع القيم... والجهد لدحضه وإقامة منظومة جديدة من القيم مكانه هو أمر يتسم بالتناقض مع ذاته».[208] وبالفعل، فإن لويس يضع في كتابه ملحقاً ممتازاً، حيث يقتطف من ثقافات عظيمة غير مسيحية مبادئ عالمية للأخلاق التي تشابه لحد كبير ما جاء في الوصايا العشر. فمثلاً، كان لدى كونفوشيوس ما يسمى الوصية الذهبية السلبية، التي تقول: «لا تفعل للآخرين ما تريد لهم أن لا يفعلوه معك». وهذه الوصية تنادي ولا تتعارض مع ما قال به يسوع: «فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا بِهِمْ» (متى 7: 12). وثمة مبادئ أخلاقية كثيرة في أديان أخرى مثل تكريم الأبوين، وعدم الكذب، وعدم السرقة، وعدم القتل.

الحقائق اللاهوتية في الأديان الأخرى

وكذلك، ثمة بعض الحقائق اللاهوتية في الأديان الأخرى. وكما جاء في رسالة رومية: «لأَنَّ أُمُورَهُ غَيْرَ الْمَنْظُورَةِ تُرىَ مُنْذُ خَلْقِ الْعَالَمِ مُدْرَكَةً بِالْمَصْنُوعَاتِ، قُدْرَتَهُ السَّرْمَدِيَّةَ وَلاَهُوتَهُ» (رومية 1: 20. التشديد مُضاف). وهذا دليل فعلي أنه حتى في الأديان الوثنية نجد مفهوم «الإله الأعلى» أو «إله السماء» الذي هو واحد.[209] وبالفعل، فإن أحد النصوص التي لدينا من ألواح إيبلا من سوريا تتحدث عن الله الواحد الذي خلق العالم من العدم. إذ نقرأ: «يا رب السماء والأرض، الأرض لم تكن، وأنت خلقتها، ونور الصباح لم يكن [بعد] أنت صنعته».[210] وباختصار، ليس بالإمكان نفي وجود حقائق في أديان أخرى، بغض النظر عن كم التعاليم الخاطئة الموجودة في هذه الأديان.

ماذا لا يعني هذا

تقول مسألتنا الثانية عشرة: «إذاً، الحق أن الكتاب المقدس كلمة الله، ومزيف وكل ما يعارض هذا الحق الكتابي». وهذا يعني، أن أي ما يخالف الحق الكتابي هو باطل. وكل ما يؤكده الكتاب المقدس على أنه حق، فهو حق. ولكن ليس جميع العلوم في الكتاب المقدس. بما أن، ما يعارض الحق هو زيف، ينتج من ذلك أن أي شيء خارج الكتاب المقدس يعلم ما هو متعارض مع تعليم الكتاب المقدس فهو بالضرورة مزيف.

الكلمة الختامية

لقد سرنا شوطاً طويلاً. والآن لننظر إلى نتيجة الأمر برمته. لقد رأينا أن الإعلانات الأساسية عن المسيحية هي حق. كما وجدنا في الفصول الحادي عشر التالي:

•         لله الواحد موجود

 

•         معجزات الله ممكنة

 

•         يسوع المسيح هو الله

 

•         مات يسوع وقام من الموت

 

•         الكتاب المقدس كلمة الله

إذاً، فلدى المسيحية الحقائق الأكثر أهمية مما لدى الأديان الأخرى، وهذا هو صلب تعاليم العقيدة المسيحية. وهذا يتضمن التعاليم الأخرى في الكتاب المقدس، الذي هو كلمة الله (المسألة 12)، والتي تشكل المسيحية الأساسية. ومن هنا يمكننا أن نستنتج أن المسيحية (في تعاليمها الأساسية) هي حق، وباطلٌ كل ما يعارضها من تعاليم. وباختصار، فالمسيحية هي ديانة حق، وأي ديانة أخرى متعارضة مع تعاليمها الرئيسية هي ديانة باطلة بحد ذاتها، بغض النظر عن الحقائق الأخرى التي تشتمل عليها.

باختصار، ثمة أسباب كثيرة للإيمان أن المسيحية هي حق، وأن الأديان التي على النقيض منها هي أديان لا تحتوي على الحق. وبهذا، من المنطقي قبول المسيح على أنه رباً ومخلصاً. لأن الدليل يظهر أن يسوع مات على الصليب لأجل خطايانا (1 كورنثوس 15: 1 ـ 6)، وأنه قام من بين الأموات ثانيةً. وكل ما عليك فعله هو «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ» (أعمال 16: 31). فإن آمنت به، نشجعك أن تكلم الله حول إيمانك.

المسيحية ليست فقط مجموعة من العقائد، بل هي علاقة مع الله الحي!  

ملحق: الحجة من الموجود

فيما يلي مخطط الحجة على وجود الله من الوجود:[211]

1)    الكائن هو شيء موجود.

2)    الكائن هو موجود. الشيء الذي يتطابق مع ذاته.

3)    إن الكائن ليس عدم وجود.

4)    إما وجود أو عدم وجود. فلا يمكن لشيء أنْ يكون موجوداً وغيرَ موجود بنفس الوقت.

5)    إن عدم الوجود لا يمكن أن يسبب موجوداً. فالعدم لا يمكن أن يسبب شيئاً.

6)    الكائن الذي له سبب مشابه لسببه.

7)    الكائن إما ضروري أو مشروط، ولكن لا يمكن أن يكون الأمرين معاً.

8)    إن الكائن الضروري لا يمكن أن يسبب وجوداً ضرورياً آخر يخرج إلى الوجود.

9)    لا يمكن للوجود المشروط أن يكون سبباً لوجود مشروط آخر.

10)                        الكائن الضروري هو وجود الحقيقة الصرف مع عدم وجود إمكانية.

11)                        إن وجود الواقع الصرف لا يمكن أن يسبب وجوداً آخر مع واقع صرف لكي يوجد.

12)                        إن الكائن الذي سببه وجود الواقع الصرف يجب أن يكون واقعاً وممكناً.

13)                        إن كل وجود سببه وجود الواقع الصرف يجب أن يكون مقارباً ومباعداً لسببه.

14)                        أنا كائن مشروط.

15)                        فقط الكائن الضروري يمكن أن يسبب كائناً مشروطاً للحياة.

16)                        وبالتالي، الكائن الضروري (للواقع الصرف) موجود، الذي كان سبباً لوجودي (ولكل كائن آخر مشروط ممكن).

17)                        إن الكائن الضروري للواقع الصرف (بدون إمكانية) له صفات ضرورية أكيدة:

أ‌.        لا يمكن أن يتغير (ثابت)

ب‌.   لا يمكن أن يكون موقتاً (= خالد)

ت‌.   لا يمكن أن يكون مادياً (روحي)

ث‌.   لا يمكن أن يكون محدوداً (مطلق)

ج‌.     لا يمكن أن يكون منقسماً أو قابلاً للانقسام (بسيطاً)

ح‌.     ليس له مسبب للوجود بما أنه الموجود الضروري

خ‌.     يجب أن يكون الكائن الواحد فقط

د‌.       معرفة الكائن بدون حدود (كلي العلم)

ذ‌.       الكائن كلي القوة (القادر على كل شيء)

ر‌.     يجب أن يكون الكائن الأخلاقي الكامل بشكل مطلق

ز‌.     يجب أن يكون كائناً فرداً

18)                        بالتالي، فالكائن المطلق، لا سبب له، الفرد، الكامل أخلاقياً، كلي المعرفة، كلي القوة هو الذي سبب الكائنات المحدود للوجود وهذا المقصود به الله الواحد. وبالتالي الله الواحد موجود.

إن هذه النقاط الثمانية عشر يمكن أن تختصر بالمخطط التالي:

1)    يوجد شيء ما (مثلاً، أنا موجود).

2)    لا يمكن للعدم أن ينتج شيئاً.

3)    بالتالي، شيء ما موجود بشكل أزلي بالضرورة.

أ‌.        وهذا الكائن موجود بشكل أزلي لأنه لو كان عدماً كلياً، فسيكون دائماً عدماً كلياً لأن العدم لا يمكن أن ينتج شيئاً.

ب‌.   إنه موجود بالضرورة لأنه لا يمكن لكل شيء أن يكون كائناً مشروطاً، ذلك أن جميع الكائنات المشروطة بحاجة إلى سبب لتوجد.

4)    أنا لست كائناً ضرورياً وسرمدياً (بما أني أتغير).

5)    بالتالي، فإن الله (الكائن الضروري) وأنا (الكائن المشروط) موجودان (= التوحيد).

صلاة للإيمان

إنْ وجدت صعوبة في التّعبير عمّا يجول في خاطرك لله، فها هي صلاة بسيطة يمكنك أن تأخذها نموذجاً:

الله الحبيب،

أنا أؤمن أنك خالق كلّ الأشياء. وأنا عارف أنك القدوس الكامل وأنك لا تقبل الخطيئة.

أيها الرب، أنا أعلم أني إنسان خاطئ لم أصل إلى مقاييسك المقدسة وأني استحق تحمّل عواقب الخطيئة.

ولكن أشكر نعمتك في غفران خطاياي من خلال موت وقيامة ابنك، الرب يسوع المسيح لأجل خطاياي.

والآن أتوب إليك عن كل خطاياي وأقبل الإيمان بعطيتك المجانية في الخلاص بدون استحقاق الأعمال الصالحة من جانبي.

أرجوك علمني وأرشدني من خلال كلمتك المقدسة، الكتاب المقدس، وقويني لأعيش حياة الأعمال الصالحة يوميا لأجلك.

وساعدني أن أجد كنيسة صالحة أستطيع أن أنمو فيها بالشركة مع المؤمنين الآخرين.

أشكرك باسم يسوع. آمين!

  • عدد الزيارات: 571