مقدمة
كتاب "الخلاص العظيم: أساسيات التعليم المسيحي" من الكتب الهامة والنافعة لكل أولاد الله. فالكاتب يلمس حقائق إلهية مباركة نتجت عن موت المسيح وقيامته وارتفاعه للمجد. هذه الحقائق وإن كانت جزئية- بين بقية الحقائق الكتابية الأخرى، غير أنها تأتي كأولويات في الاختبار الفردي. وفي الواقع أنه بدون التمتع بهذه الحقائق الخلاصية، فإنه يصعب إدراك غيرها من الحقائق الكتابية.
والكاتب يتناول- في هذا الكتاب- موضوعات الخلاص العظيم (الغفران- التبرير- الفداء- المصالحة- الخلاص- التقديس- الولادة الجديدة- الإحياء- عطية الروح القدس). ويقدمها كخُلاصة كتابية شارحاً معانيها بالشواهد الكتابية وبأسلوب سهل. وقد يتعرض أحياناً لبعض الآراء الطائفية بالتحليل ويجيب عليها في ضوء المكتوب. وبصفة عامة فإن الكاتب يلتزم في شرحه بالنص الكتابي.
ومن الملاحظ أن كثيراً من أولاد الله وأحياناً بعض المبشرين، ربما لا يميزون بين المعاني الصحيحة لبعض هذه الحقائق- التي تناولها المؤلف- فيخلطونها معاً، وقد يعتبرونها أحياناً مترادفات لمعني واحد. فمثلاً من يظن أن الغفران هو التبرير، والكفاءة هي الفداء والولادة الجديدة والخلاص والحياة الأبدية والإحياء بمعنى واحد. والواقع أن هذه الحقائق جميعها وإن كانت من نتائج موت المسيح وقيامته، إلا أن كلا منها يعالج جانباً من النتائج التي تسببت عن دخول الخطية، سواء كانت هذه الجوانب تمس أعواز الإنسان أو تمس مجد الله واسترضاء عدالته ومطاليب قداسته.
ونترك القارئ العزيز لهذه السطور، والتي نصلي أن يستخدمها الرب لتنشيط النفوس وتمتعها بهذه البركات المجيدة. ونشتاق أيضاً أن يزداد المبشرون والخدام وعياً وعمقاً بهذه الإمتيازات، ليكونوا أكثر نفعاً في خدمة النفوس والقطيع المشتت في الطوائف المسيحية.
وإنني أعتقد أن هذا الكتاب يصلح أن يكون مفتاحاً لمعرفة بعض الحقائق الخلاصية، وهو أمر في غاية الأهمية، حتى يُقدم للنفوس إنجيلاً واضحاً يُنادى به في كل مكان، ونحن نشكر الله الذي يُرسل خدامه وعبيده في كل مكان في أرجاء المسكونة، يحملون بشائر الخلاص وكلمة المصالحة، ولا تزال يد الله الممدودة تطلب المصالحة لجميع الناس، لكي يرجعوا إليه بالتوبة والإيمان بربنا يسوع المسيح، قبل فوات زمان النعمة.
والله الذي قاد الكاتب ليقوم بهذا الجهد العظيم، قاد الشيخ الموهوب فارس فهمي، ليُعرِّب هذا الكتاب بأسلوبه المميز الذي يجمع بين الجمال والسلاسة ليُظهر قوة تعبير الكاتب، ويصل الحق إلى كافة أولاد الله.
ثروت فؤاد
مارس 1985
- عدد الزيارات: 4247