ذبيحة آتية ومخلص آتٍ
يتطلع العهد القديم مستقبلاً إلى ذبيحة آتية, تكون نيابة بديلية في طبيعتها, وتقدم علاجاً كاملاً نهائياً للخطية, وذلك بشخص يضع حياته للموت. ويتطلع العهد القديم مستقبلاً إلى ذلك الشخص الآتي:
1- وأنبأ الأنبياء عن ذلك الشخص أنه نبي (تثنية18: 15) مثل موسى
أعظم أنبياء العهد القديم (العدد12: 6-8) من نسل إبراهيم, وتعلن له إعلانات الله الفائقة. ويذكر سفر التثنية34: 10 بأسف أن هذا الوعد لم يتم إلى ذلك الحين.
2- ينظر إلى هذا الشخص الآتي أنه أيضاً ملك. وبالنظر إلى مواعيد الله في (2صموئيل7) صار هذا الملك الموعود به رجاء الملك الداودي. ويذكر إشعياء أن هذا الملك سيولد من نسل بشري, ولكن اسمه سيكون عمانوئيل "الله معنا" وهو "إله قدير" (إشعياء7: 14و 9: 6). ويسير هذان الأمران, التسلسل البشري والطبيعة الإلهية, معاً جنباً إلى جنب, مع استحالتهما ظاهرياً.
3- كذلك ينظر إلى هذا الآتي أنه كاهن. واسمه "الغصن" (إشعياء4: 2وإرميا23: 5, 33: 15 وزكريا3: 8, 6: 12) يشير إلى المسيح "المسيا" في وظيفته الملكية والكهنوتية. ونراه يتمم عمل التطهير الذي رمز إليه الكهنوت, ولكن بإضافة جديدة ذات أهمية بالغة, لأن الغصن هو "الرب برنا"أي أن الله نفسه هو مجهز البر لشعبه.
هذا الشخص الآتي, البشري والإلهي, وهذه الذبيحة الآتية النيابية النهائية يلتقيان معاً في شخص واحد في إشعياء53. لقد رآه الناس شخصاً يتميز عن غيره فقطفي آلامه (عدد3, 4) لكن النبي أضاف إلى ذلك أن إنسانيته كانت كاملة (عدد9). لكن يقوم ضد هذه الإنسانية الكاملة التساؤل الرهيب "من صدّق خبرنا؟" فمن كان يظن أن ذراع الرب نفسه يتداخل شخصياً في عمل الفداء؟ (إشعياء51: 9, 10). هذا الشخص البشري الإلهي يتجلّى في موته النيابي (خصوصاً في الأعداد4-6, 8, 10, 12) ويقوم حياً ظافراً بعد آلامه (10-12) لأنه "بمعرفته يبرر كثيرين" (عدد11 مع 54: 17).
- عدد الزيارات: 2583