النور في تكوين 1
بقيت كلمات قليلة عن النور دون أن نسترسل في هذا الموضوع. ولعلنا نجد فائدة عندما نتكلم عما تقدمه لنا الطبيعة حيث يعطينا الكتاب المقدس المفتاح الوحيد والحقيقي. إذا رجعنا إلى الإصحاح الأول من سفر التكوين نجد أن النور كان من قبل وجود الشمس وهذا يختلط علي تفكير العقلاء كيف يفسرون هذا اللغز. لكن إذا كانت أمور الطبيعة ترمز إلى الأمور الروحية فلا بد أن يكون النور سابقاً على الشمس. لأنه ما هي الشمس؟ أليست هي كتلة ترابية مظلمة ألبسها الله مجد النور- خلع عليه صورته؟ هذا هو ما فعله الله في يسوع المسيح. لقد ألبس الناسوت (إنسانية ربنا يسوع المسيح) مجد اللاهوت. وهذه هي الشمس بين رموز الكتاب. وأن تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها- ما هو إلا تعبير رمزي عن المسيح- عمانوئيل. فالناسوت إذ قد تسربل بمجد اللاهوت لم يعد مظلماً بعد.
وهكذا فإن "الأنوار" في صدرة القضاء هي "الكمالات"- هي كمالات الله نفسه. وتلك الأحجار الكريمة المتعددة الألوان هي الاستعراض المتعددة الجوانب للفضائل الإلهية. هذه الأحجار الكريمة هي بلورات نور (أنوار متبلورة)- كمالات ثابتة الكمال أي غير متغيرة الكمال وليست مجرد استعراض, ثم تمضي مهما كانت فائقة. وفي قوس قزح علامة عهد الله مع الأرض المجددة الخارجة من تحت الدينونة نجد الشبيه الأصيل في الصفات, لكنه مجرد استعراض لصفات الله. الاستعراض المتنوع لكل المجد الإلهي- كل الطيف بألوانه حازماً عاصف الدينونة الإلهية في الصليب, كما عبر عن ذلك الرب يسوع في قوله "الآن تمجد ابن الإنسان وتمجد الله فيه" (يو13: 31) وإذا كان الله استعلن مرة علي هذا النحو فهو هو كذلك على طول الخط, لا يتغير ولا يحول. وتلك الأحجار الكريمة لا ولن تفقد بريقها ولا تغير نورها. هكذا الله دائماً هو "أبو الأنوار" "وليس فيه تغيير ولا ظل دوران".
- عدد الزيارات: 2870