Skip to main content

في نبوات أشعياء وإتمامها والتعليق عليها - عجائب المسيح في أجساد البشر

الصفحة 11 من 16: عجائب المسيح في أجساد البشر

عجائب المسيح في أجساد البشر

النبوة: "حينئذ تتفتتح عيون العمي وآذان الصم تتفتح. حينئذ يقفز الأعرج كالأيل ويترنم لسان الأخرس... ومفديو الرب يرجعون ويأتون إلى صهيون بترنم وفرح أبدي على رؤوسهم. ابتهاج وفرح يدركانهم ويهرب الحزن والتنهد” (أشعياء 35: 5-10).

الإتمام: "ولما اقترب (يسوع) من أريحا كان أعمى جالساً على الطريق يستعطي... فصرخ... يا يسوع ابن داود ارحمني... فقال له يسوع ابصر. إيمانك قد شفاك. وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجد الله” (لوقا 18: 35-43) "وجاءوا إليه بأصم أعقد وطلبوا إليه أن يضع يده عليه... وللوقت انفتحت أذناه وانحل رباط لسانه وتكلم مستقيماً... جعل الصم يسمعون والخرس يتكلمون” (مرقس 7: 32-37) "... فلما رأى يسوع إيمانهم قال للمفلوج يا بني مغفورة لك خطاياك... ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا. قال للمفلوج لك أقول قم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل السرير وخرج قدام الكل حتى بهت الجميع ومجدوا الله قائلين ما رأينا مثل هذا قط” (مرقس 2: 1-11).

التعليق: هذه النبوة تشير إلى عجائب المسيح التي عملها في أجساد البشر بسلطانه المطلق الدال على لاهوته وعلى أنه رب عناصر الطبيعة وخالق الكل وعلى أنه الآمر الناهي بسلطان سماوي في أجساد البشر وأرواحهم- بخلاف الأنبياء الآخرين الذين كانوا يبكون ويصرخون ويصلون كثيراً حتى يستجيب الله طلباتهم ويظهر المعجزة على أيديهم- لأن الأوامر التي أصدرها المسيح بقوته ضد الأمراض تؤكد لنا أنه هو الله لا سواه. ولنا في النبوة ذاتها ما يأتي:

1- تنبأ النبي عن هذه العجائب، وخصوصاً عن سلطة المسيح على العمى، بقوله: “تنفتح عيون العمي". وقد أعلن لنا الروح القدس في الوحي أن هذا كان من أعمال ربنا يسوع المسيح الذي فتح بكلمة واحدة عيني الأعمى بل العمي المذكورين في (متى 9: 27و12: 22 و20: 30 ويوحنا 9: 6). وهكذا كان عمله في الصم "وآذان الصم تنفتح"، وفي العرج "حينئذ يقفز الأعرج كالأيل"، وفي الخرس "ويترنم لسان الأخرس". وكل ما جاء في النبوة لم ينطبق إلا على أعمال المسيح، ولم يتم إلا في المسيح تماماً (متى 11: 4 و5).

2- إن عجائب المسيح في أرواح البشر أعظم من عجائبه في أجسادهم، ولكن كلا النوعين لا يكون إلا الله. والمسيح هو الله الذي أنار المصابين بالعمى الروحي (أعمال 26: 18)، وهو الذي فك ألسنة الخرس الروحية فهتفوا قائلين: “مبارك الآتي باسم الرب” (متى21: 9)

3- الروح الذي يسكبه المسيح عبر عنه النبي بالمياه والمجاري وأنهار الماء الحي. وتمت هذه النبوة بقول المسيح "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه.لأن الروح القدس لم يكن قد أعطي بعد. لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد” (يوحنا 7: 37- 39). وفضلاً عن تعبير النبي هذا فإنه نظر إلى المستقبل ببصيرة التأكد فرأى الحقيقة ناصعة فأنبأ بها بصيغة الماضي للمبالغة التأكيدية قائلاً "الأكمة والبرج صارا مغاير... إلى أن يُسكب علينا روح من العلاء فتصير البرية بستاناً ويحسب البستان وعراً” (أشعياء 32: 14و15). وأما إشارة النبي إلى الأنهار التي في القفر فقد تمت بحلول الروح القدس على الأمم الذين سمعوا كلمة الله فتحولت قلوبهم القفرية إلى أنهار ماء حي (أعمال 10: 44و45)، وصارت برية الأمم عالماً جديداً راتعاً في ينابيع الخلاص المسيحي. وأما صيرورة السراب أجماً فقد أعلن المسيح إتمامها بقوله "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم” (متى 11: 28). وأما الطريق المقدسة المذكورة في النبوة فقد تمت باتحاد لاهوت المسيح بناسوته: "والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة وحقاً” (يو 1: 14)، لأن المسيح أرانا لاهوته بقوله: “أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي” (يوحنا 14: 6). ولا يمكن أن يكون طريقنا المقدسة إلى السماء إلا رب السماء والأرض فادينا يسوع المسيح رَبّ الْمَجْد. ولهذا السبب قال النبي عن الطريق المقدسة: “لا يكون هناك أسد. وحش مفترس لا يصعد عليها... بل يسلك المفديون فيها". ألا يدل كل هذا على أن المسيح بالحقيقة هو الله؟ إن الذين رجعوا من أبناء كنيسة العهد القديم من بابل إلى أورشليم رجعوا بالبكاء (إرميا 31: 9)، وأما الذين يأتون من بابل الخطية من كافة الأمم إلى صهيون الخلاص السماوية فيضربون بقيثاراتهم وهم يترنمون ترنيمة جديدة ولهم فرح أبدي لا تتخلله الأحزان (رؤيا 14: 3)

ربوبية المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 71132