Skip to main content

في نبوات أشعياء وإتمامها والتعليق عليها - ربوبية المسيح

الصفحة 12 من 16: ربوبية المسيح

ربوبية المسيح

النبوة: "عزوا عزوا شعبي يقول إلهكم. طيبوا قلب أورشليم ونادوها بأن جهادها قد كمل إن إثمها قد عفي عنه أنها قد قبلت من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب. قوموا القفر سبيلاً لإلهنا. كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض ويصير المعوج مستقيماً والعراقيب سهلاً. فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر معاً لأن فم الرب تكلم” (أشعياء 40: 1- 5).

الإتمام: "في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية. فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالاردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر أقوال أشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة. كل واد يمتلىء وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمةً والشعاب طرقاً سهلة. ويبصر كل بشر خلاص الله " (لوقا 3: 2- 6 مع متى 3: 1- 5).

التعليق: في النبوة وإتمامها نرى التصريح بربوبية المسيح وإعلان خلاصه في آن واحد. وعلى هذا فهي نبوة مزدوجة يتضح لنا منها ما يأتي:

1- الإرسالية: الإرسالية من الله ليست لأشعياء وحده بل لكل أنبياء الرب، ولكل خدام المسيح لكي يعلنوا التعزية بأنواعها لشعب الله. ولذلك قام أشعياء هذا فعزى جيله حينما رأى يهوذا وأورشليم على وشك الخراب. وعلى هذا النظام النبوي جاء خدام المسيح الأمناء ورسل العهد الجديد فاستخدمهم الروح القدس كمعزين فأعلنوا الناس بالقول المبارك: "هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يوحنا 1: 29) وبشروا بقوله: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16). إن نفوس البشر الحزينة تعرض عليها وسائل التعزية وتأبى أحياناً أن تتعزى ولذلك قال الله بفم النبي "عزوا عزوا شعبي" وهذا القول مسوق إلى أورشليم رأساً بنوع خاص لأن النبي قال "طيبوا قلب أورشليم" في ظل ملكها وربها.

2- المناداة: نادوها بصوت عال لتتعزى قلوب قديسيها، ولتسقط أحشاء منجسيها، وقولوا لها أن جهادها قد كمل وإثمها قد عفي عنه قولوا لشعب أورشليم أن إثمهم قد انتهى وأن الله صالحهم لنفسه وأن صوت المسيح دائماً يناديهم ويقول لكل منهم: ثق يا بني مغفورة لك خطاياك (مرقس 2: 5). وأبان النبي عظم الغفران الذي يناله المؤمنون فقال: “إنها قبلت من يد الرب ضعفين عن كل خطاياها" فعلمنا أنها نالت غفراناً مضاعفاً وتصالحت مع الله وأعطيت سلطاناً جديداً أن يصير بنوها أولاداً لله.

3- الصراخ النبوي: هو يوحنا المعمدان الذي أدى شهادته ودعوته إلى التوبة. فهذه النبوة تشير إلى نعمة الله المعلنة في الرب يسوع المسيح شفقة منه على الخطاة. ولذا فقد حق علينا أن نتأكد أن النبي أشار بصوت الصارخ إلى يوحنا المعمدان. ووظيفة ذلك الصوت هي إعداد طريق الرب وإتمامها.

أ- طلب الصوت أن يعدوا طريق الرب بالتوبة (متى 3: 2-5). وفعلاً أعد يوحنا للرب شعباً مستعداً (لوقا 1: 17). أعدوا طريق الرب بأن تفسحوا مكاناً للإيمان بربوبية المسيح ولاهوته في قلوبكم وأن تقوّموا سبيله في قفر القلوب حتى يخضع الجميع له لأنه هو أعد لنا طريق الخلاص.

ب- تواضعوا بقلوبكم لأن "كل وطاء يرتفع وكل جبل وأكمة ينخفض"، ولا تقبلوا مجداً من بعضكم بل اقبلوه من الإله الواحد الرب يسوع الذي تطلبونه لتخلصوا به من خطاياكم "ليصير المعوج مستقيماً والعراقيب سهلاً"، ولا تصعبوا الطريق وتملأوها من الشعاب والمعوجات والعراقيل والعثرات، لئلا يصيبكم ما ينتظر الرافضين من العقوبات المهلكات.

ج- حينما يتوب الناس ويؤمنون يعلن الرب يسوع المسيح مجده وربوبيته للتائبين، ويأتي العجائب التي لا يقدر عليها يوحنا المعمدان، ويشفي المرضى ويقيم الموتى، ويبرىء الأجساد والأرواح، ويطرد الشياطين وما ماثل ذلك من العجائب التي لا يقدر على فعلها إلا ملك الملوك ورب الأرباب.

د- إن إعلان مجد الرب يسوع يضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت وعلى جميع الأمم في أرجاء العالم كافة فيبصر كل بشر خلاص الله. ولقد ختم الوعد بقوله "لأن فم الرب تكلم" فأعلن أن الرب الذي تكلم هو الرب الذي ينجز وعده. وقد تم هذا كله في المسيح وبالمسيح.

المسيح الراعي الصالح القدير
الصفحة
  • عدد الزيارات: 71126