Skip to main content

في نبوات أشعياء وإتمامها والتعليق عليها - بنوة المسيح ولاهوته وملكوته الأبدي

الصفحة 5 من 16: بنوة المسيح ولاهوته وملكوته الأبدي

بنوة المسيح ولاهوته وملكوته الأبدي

النبوة: “لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد. غيرة رب الجنود تصنع هذا” (أشعياء 9: 6و7)

الإتمام: "فصعد يوسف … ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى … فولدت ابنها البكر وقمطته واضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل” (لوقا 2: 4-7) "فوعد به بأنبيائه في الكتب المقدسة عن ابنه، الذي … تعيّن ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات. يسوع المسيح ربنا” (رومية1: 2- 4) "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يوحنا 1: 1) "من قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن” (يوحنا 8: 58) "أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم … ولكن الآن ليست مملكتي من هنا … إني ملك. لهذا قد ولدت أنا ولهذا قد أتيت إلى العالم” (يوحنا 18: 36 -37) "أما هم المجتمعون فسألوه قائلين يا رب هل في هذا الوقت ترد الملك إلى إسرائيل” (أعمال 1: 6)

التعليق: لقد تمت هذه النبوة بصراحة تامة فولد المسيح من عذراء بدون أب بشري إتماماً لقول النبوة: "لأنه يولد لنا ولد"[1] لأنه جاء من السماء مولوداً تحت الناموس (غلاطية 4: 4 و5) ولأنه من نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15) مع العلم أن ولادة المسيح من مريم كانت ولادة الناسوت؛ وأما المسيح بأزليته ولاهوته فقد كان موجوداً قبل كل موجود في الوجود (يوحنا 1: 1و8: 58). وهذا يظهر لنا من الأفكار الآتية:

1- اتضاع المسيح: "والكلمة صار جسداً وحلّ بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب” (يوحنا 1: 14) "أخلى نفسه …وأطاع حتى الموت موت الصليب" ليملأنا من نعمته ويقدسنا بقداسته. فهو أزلي ولكنه ولد في عالمنا إتماماً للنبوة فأعطى لنا هبة مجانية ليكون لنا هو الكل في الكل.

2- مجد المسيح : أنه أعطيّ لنا ولكنه هو ابن الله بلاهوته وابن الإنسان بناسوته لأنه إله تام وإنسان تام وابن الإنسانية الكاملة التي لم يثبت كمالها آدم لخلو الفادي من فساد الزرع البشري ولقداسة طبيعته بتجسده وولادته من عذراء وهو القدوس القادر على كل شيء ولذلك رفّعه الله بيمينه بعد كمال الكفارة وأعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو له كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض (فيليبي2: 5-11). ولذا جاء في النبوة أنه يدعى: “عجيباً مشيراً إلهاً قديراً أباً أبدياً رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام لا نهاية" فعلينا أن نعبد صاحب هذه الأسماء لما يأتي:

3- لاهوت المسيح: إن لاهوت المسيح هو بيت القصيد في هذا الكتاب. ولذا فنحن نوضح موضوع لاهوته أكثر من غيره كلما وصلنا إليه، إحقاقاً للحق وإزهاقاً للباطل.

عجيباً

يدعى اسمه عجيباً كما في النبوة وكما دعا نفسه لمنوح وزوجته (قضاة 13: 18) ولأنه أرانا كمال اتحاد الناسوت باللاهوت في شخصه المبارك ولأنه عجيب في محبته، عجيب في تجسده، عجيب في حمله وولادته من عذراء، عجيب في حياته الأقدسية، عجيب في معجزاته التي عملها بسلطانه الإلهي المطلق، عجيب في موته، الذي أظهر لنا به كمال القداسة الإلهية، عجيب في قيامته التي أظهر بها كمال قدرته الربانية على الموت والحياة، عجيب في ظهوراته التي أثبتت لاهوته بعد القيامة، عجيب في صعوده الذي أكد لنا أزليته وأنه عاد إلى مجده الذي كان له قبل كون العالم.

مشيراً

ويدعى اسمه مشيراً كما في النبوة ولأنه إله دائم حق عالم بمشورة أبيه المحتوية على كل حكمة، تلك المشورة المحتومة المصحوبة بعلمه الأزلي (أعمال 2: 23). فهو الذي أشار على المرأة السامرية بأن تطلب منه ماء الحياة لكي لا تعطش أيضاً (يوحنا4: 10-14)، وهو الذي أشار بفم النبي على بني العهد القديم أن يشتروا خمر محبته ولبن قداسته مجاناً بالإيمان والاتكال (أشعياء 55: 1)، وهو القائل لملاك كنيسة اللاودكيين: “أشير عليك أن تشتري مني ذهباً مصفى بالنار لكي تستغني. وثياباً بيضاً لكي تلبس الخ” (رؤيا 3: 18)

إلها ًقديراً

ويدعى اسمه "إلهاً قديراً" لأنه هو الذي قدِر على أن يخلّص إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم (عبرانيين 7: 25). وقد حقق لنا أنه إله قدير بقوله: “بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً” (يوحنا 15: 5). وقد أعلن بولس الرسول أن المسيح إله قدير بقوله: “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني” (فيليبي 4: 13)، وبقوله: “وأنا أشكر المسيح يسوع ربنا الذي قواني” (1تيموثاوس 1: 12)، وبقوله على لسان يوحنا الحبيب: “أنا هو الألف والياء... القادر على كل شيء” (رؤيا 1: 8).

أباً أبدياً

ويدعى اسمه "أباً أبدياً" فضلاً عن كونه أبا الأبدية، لأنه هو الحي إلى الأبد، ولأنه رب الحياة الأبدية ومعطيها ومنشئها، ولأنه أبو نظام العوالم كلها عموماً وأبو نظام الوحي المبارك خصوصاً، ولأن العالم العتيد مخضع له هو لا للملائكة (عبرانين 1: 5)، ولأنه هو أبو الفداء ومجريه بذاته، وأبو حكمة الفداء، وأبو الخليقة من البداية إلى النهاية، وأبو المؤمنين، ورئيس إيمان المؤمنين، ولأنه هو المعطي السلطان لكل الذين قبلوه أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنين باسمه (يوحنا 1: 12). فهو أبو الكائنات كلها أزلاً وأبداً.

رئيس السلام

ويدعى اسمه "رئيس السلام" لأن ملكوته ملكوت السلام ولأنه هو سلامنا … لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً … فجاء وبشركم بسلام … لأن به لنا كلينا قدوماً في روح واحد إلى الآب (أفسس 2: 14-18). فهو الذي صالحنا مع الآب، وهو الذي يوجد السلام في ضمائرنا لأنه رئيس السلام وأبو السلام ورب السلام وإله السلام. ولا يمكن لأحد أن ينال السلام الحقيقي إلا إذا آمن أن المسيح هو رئيس السلام.

مملكة المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 71131