آيات يجب أن ننتبه إليها
"ثم إذا كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً" (يوحنا 19: 31).
"ولما كان المساء إذ كان الاستعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة ... ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع" (مرقس 15: 42-43).
"وإذا رجل اسمه يوسف هذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع وأنزله ولفّه بكتان ووضعه في قبر منحوت.. وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح" (لوقا 23: 53- 54).
"وفي الغد الذي بعد الاستعداد اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس قائلين: يا سيد قد تذكرنا أن هذا المضلّ قال وهو حي إني بعد ثلاثة أيام أقوم فمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث" (متى 27: 62- 64).
في هذه الآيات الأربعة نجد كلمة استعداد مكررة أربعة مرات فنسأل الاستعداد لماذا ؟ فنجد الجواب: استعداداً لعيد الفصح. وهذا ما نقرأ عنه في الإصحاح الثامن عشر وابتداء من العدد الثامن والعشرون من انجيل يوحنا إذ يقول: "ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان صبح، ولم يدخلوا هم إلى دار الولاية لكي لا يتنجّسوا فيأكلون الفصح."
قبل الاستعداد وبعد الاستعداد. كيف ؟
قبل الاستعداد (أي ما قبل السبت)
"ولما كان المساء إذ كان استعداد أي ما قبل السبت جاء يوسف الذي من الرامة.. ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع" (مرقس 15: 42) "وإذا رجل اسمه يوسف.. تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع.. وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح " (لوقا 23: 50- 54). ثم إذ كان استعداد فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت لأن يوم ذلك السبت كان عظيماً سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا" (يوحنا 19: 31).
بعد الاستعداد (أي بعد السبت)
"وفي الغد الذي بعد الاستعداد (أي بعد الاستعداد لعيد الفصح) اجتمع رؤساء الكهنة والفريسيون إلى بيلاطس يطلبون منه أن يأمر بضبط القبر إلى اليوم الثالث لئلا يأتي تلاميذه ليلاً ويسرقوه " (متى 27: 62- 64).
فإذا كان يوسف الرامي قد وضع جسد يسوع في القبر قبل استعداد اليهود ليوم عيد الفصح الذي هو "سبت عطلة" إذ كان يوم الاستعداد والسبت يلوح " فيوسف إذاً قد وضع جسد يسوع في القبر قبل السبت وهذا شرط أساسي "لكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت". لكن اليهود ذهبوا إلى بيلاطس ليطلبوا منه أن يضبط القبر بعد الاستعداد أي بعد السبت. فهل من المعقول أن يكون اليهود قد ذهبوا إلى بيلاطس يوم الأحد ؟ لا أظن. لأن المسيح كان قد قام يوم الأحد. فالتفسير المنطقي لهذا التسلسل هو أن يوم الأربعاء كان يوم استعداد اليهود ليوم الخميس الذي كان وقتئذٍ يوم الفصح الذي هو أيضاً سبت. وبذلك يكون اليهود قد ذهبوا إلى بيلاطس يوم الجمعة وطلبوا منه أن يضبط القبر أي بعد سبت عيد الفصح الذي جاء في تلك السنة يوم الخميس.
برهان آخر يدعم هذا التفسير:
شراء الحنوط قبل السبت
"وتبعته نساء كنّ قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده فرجعن وأعددن حنوطاً وأطياباً وفي السبت استرحن حسب الوصية" (لوقا 23: 55- 56).
"فأخذ يوسف الجسد ولفّه بكتان نقيّ ووضعه في قبره الجديد.. وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر" (متى 27: 59- 61).
"فاشترى (يوسف الرامي) كتاناً فأنزله وكفّنه بالكتان ووضعه في قبر كان منحوتاً في صخرة ودحرج حجراً على باب القبر. وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضع" (مرقس 15: 46- 47).
شراء الحنوط بعد السبت
يكتب لنا مرقس في إنجيله ما يلي: "بعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ولوسي حنوطاً ليذهبن ويدهنّه" (مرقس 16: 1).
سؤال لا بدّ منه: هل كان شراء الحنوط قبل السبت أم بعد السبت؟
نقرأ في إنجيل مرقس بأن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة كن قد اشترين الحنوط بعد السبت "بعدما مضى السبت اشترت..." (مرقس 16: 1).
ولكن في إنجيل لوقا نقرأ بأن النسوة مع مريم المجدلية كنّ قد اشترين الحنوط بعد السبت بقوله: "أعددن حنوطاً وفي السبت استرحن." فكيف يمكن للنسوة أن يشترين الحنوط في إنجيل (مرقس 16: 1) بعد السبت وفي إنجيل (لوقا 23: 56) قبل السبت ؟
الحل الوحيد لهذا السؤال هو:
لقد ذكرنا سابقاً بأنه يوجد سبعة سبوت، يمكن أن تأتي في أي يوم من أيام الأسبوع لأن كل منها له تاريخه الخاص به، فمثلاً عيد الفصح يأتي في اليوم الرابع عشر من الشهر الأول (لاويين 23: 5)، وعيد الكفارة يأتي في اليوم العاشر من الشهر السابع (لاويين 23: 26). وبما أن لكل عيد تاريخه الخاص به فيوم العيد يمكن أن يأتي في أي يوم من أيام الأسبوع وليس بالضرورة في يوم السبت الأسبوعي.
ففي الأسبوع الذي صلب فيه المسيح صادف عيد الفصح يوم الخميس، وبذلك يكون المسيح قد صلب مساء الأربعاء بين العشائين، في نفس الوقت الذي ذبح فيه خروف الفصح ليتم الرمز في المرموز إليه: "لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذبح لأجلنا" (1 كورنثوس 5: 7).
وبناءً على ما تقدم نستنتج بأنه كان يوجد سبتان في نفس الأسبوع (سبت عيد الفصح والسبت الأسبوعي )، وبذلك يكون السبت الذكور في (مرقس 16: 1)، والذي بعده اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسي حنوطاً، ليس هو السبت الأسبوعي بل كان سبت عيد الفصح الذي جاء يوم الخميس. أما السبت المذكور في لوقا فهو السبت الأسبوعي الذي قبله أعددن النسوة الحنوط والأطياب وبذلك يتضح أن النسوة قد اشترين الحنوط يوم الجمعة الذي صادف بعد سبت الفصح وقبل السبت الأسبوعي.
- عدد الزيارات: 7021