أن نحدِثَ فرْقاً
إعداد سمانثا فغالي
كنت في الآونة الأخيرة قد بدأتُ ألاحظُ أن معظم المؤمنين والفعّالين في كنيستنا هم من الشباب، بينما الأكبر سناً يشكلون عائقاً أمام نمو الكنيسة، إذ لا يعجبهم العجب من الشباب ومشاريعهم واقتراحاتهم، ويعتقدزن أنهم الأصل وأن الشباب من دونهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً. هذا الواقع يشعرنا بالإحباط قليلاً لأن الكلمة النافذة في الكنيسة هي عادةً لكبار السن المخضرمين في الإيمان وأصحاب التأثير الكبير، وخاصةً أنهم يقدمون الدعم المادي للكنيسة. ولكن، بالمقابل، أشعر بالتفاؤل بالشباب، لأن الشباب يكونون أكثر نشاطاً وحيوية وقدرة على الحركة، في الكنيسة وفي المجتمع أيضاً. وشيئاً فشيئاً سيأخذ الشبيبة دوراً أكبر في تغيير وتطوير حياة الكنيسة. وتساءلتُ: ماذا يستطيع الشبيبة أن يفعلوا؟ وهل يستطيعون أن يُحدِثوا فرقاً؟
وقرأتُ بعض الأشياء في الكتاب المقدس، وعدة مقالات تتحدث عن هذا الموضوع. ووجدتُ أننا، الشباب، نستطيع، وبمعونة الرب، أن نكون عناصر فعّالةٍ في الكنيسة والمجتمع. ففي العهد القديم نسمع عن داود الفتى الذي هزم جولياث الجبار، ونعرف عن الملك يوشيا الذي أجرى إصلاحات كبيرة في الشعب بينما كان لا يزال صغيراً. وفي العهد الجديد، أرى أن معظم الذين تبعوا يسوع وصاروا تلاميذَه كانوا من جيل الشباب، ويلفت انتباهي، في معجزة إكثار الرب يسوع للخبز والسمك، أن من قدّم طعامَه للتلاميذ كان صبياً صغيراً، وهذا الطعام أو الزّوّادة الصغيرة حوَّلَها يسوع إلى طعام كفى خمسة آلاف شخص وزيادة.
نعم، نستطيع كشباب مؤمن أن نكون أداة في يد الرب فنعمل أموراً عظيمة. وإن تأملنا في أقوال الرب يسوع وأفعاله، نعلم أن أي أمر نقوم به، مهما كان صغيراً، يمكن أن يُحدثَ أثراً فيما حولنا. فماذا نستطيع أن نفعل؟ أولاً يجب أن نعرف حقائق إيماننا، ونتعمق في الحياة الروحية، وأن نطبق ما نتعلمه من الإنجيل في حياتنا العائلية والاجتماعية وظروف عملنا، فنجعل المحبة المسيحية عملياً أساس علاقاتنا في البيت والمجتمع والكنيسة، ونقوم بأعباء وظيفتنا بصدق وإخلاص وتفانٍ، فنعتاش منها ونأكل لقمة العيش في الحلال، ومن جهة أخرى نكون نوراً للعالم ومثالاً عن المسيحي الحقيقي. ويمكننا أيضاً، على الأقل، أن نقوم بمساعدة الأطفال المعوزين، وأن نزور المرضى والمساجين، وأن نهتم بالمنعزلين والمتروكين في أوساطنا، وأن نستخدم إمكانياتنا، مهما كانت متواضعة، في خدمة الكنيسة، سواء في التعليم أو الترنيم أو العزف أو زيارة من يرغب في معرفة الإنجيل أو على الأقل الرحيب بمحبة بالقادمين الجدد إلى الكنيسة وتسهيل مجيء الناس إلى الكنيسة بمرافقتهم وتشجيعهم أو أن نأتي بهم إلى الكنيسة بسيارتنا. وأبسط الأمور أن نساعد في تنظيف الكنيسة وقاعاتها وترتيب الكتب في المكتبة وزرع شجرة أو وردة في حديقتها ورعايتها. وإن عجزنا عن أي شيء من ذلك، فلن نعجز عن الصلاة، على الأقل، من أجل راعي الكنيسة وخدامها والعاملين فيها ومؤمنيها وزوارها، وأن ندعم كل مشروع جيد، مهما كان هذا المشروع، وأن نشجع كل شخص يرغب في الخدمة أياً كان هذا الشخص.
هذه بعض أشياء يمكننا وبكل سهولة أن نعملها. وهناك أشياء أخرى كثيرة مثلها يمكن أن نقوم بها، إن كنا نهتم وننتبه ونسعى جدياً في الأمر. وإله الشباب، ربنا يسوع المسيح، يباركنا ويقوينا وينعم علينا بالنجاح في الخدمة، آمين.
- عدد الزيارات: 4556