مجروح لأجل معاصينا

إن النبوة التي تحققت في آلام المسيح تحدث عنها إشعياء النبي قبل المسيح بحوالي ٧٥٠ سنة. "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا." (إشعياء 53: 5)
إن الآية "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا، تأديب سلامنا عليه، وبحبره شفينا" تأتي ضمن ما يُعرف بـ "نشيد العبد المتألم" في سفر إشعياء، وهو من أهم النبوءات المسيانية في العهد القديم.
يصف النص شخصًا:
- "لا صورة له ولا جمال فننظر إليه، ولا منظر فنشتهيه" (إشعياء 53: 2)
- "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن" (إشعياء 53: 3)
- "وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا" (إشعياء 53: 5)
- "ظُلم أما هو فتذلل ولم يفتح فاه، كشاة تساق إلى الذبح" (إشعياء 53: 7)
- "جُعل مع الأشرار قبره" (إشعياء 53: 9)
المعنى الأساسي للآية هو:
1. مجروح لأجل معاصينا: تشير إلى أن آلام المسيح وجراحاته كانت بسبب خطايانا وليست بسبب خطاياه هو. كما ورد في بيانات النبي داود: "جماعة الأشرار اكتنفتني. ثقبوا يدي ورجلي" (مزمور 22: 16).
2. مسحوق لأجل آثامنا: السحق يشير إلى شدة المعاناة التي تحملها المسيح، حيث تحمل غضب الله على الخطية.
3. تأديب سلامنا عليه: العقاب الذي يجلب لنا السلام مع الله وقع عليه هو.
4. بحبره شفينا: الجراح التي تحملها المسيح تجلب الشفاء الروحي للبشرية.
تحقيق النبوءة في المسيح
نحن نؤمن أن هذه النبوءة تحققت بالكامل في حياة وموت يسوع المسيح:
- حمل خطايا العالم على الصليب (1 بطرس 2: 24)
- صار لعنةً لأجلنا (غلاطية 3: 13)
- قدم نفسه ذبيحة واحدة عن الخطايا (عبرانيين 10: 12)
- صالحنا مع الله بموته (رومية 5: 10)
هذه الآية تلخص جوهر الإنجيل: المسيح البار تحمل العقاب نيابة عن الخطاة، لكي ننال نحن البر والخلاص.