Skip to main content

زيارتي لسوريا...

انه من الطبيعي أن كلنا يشتاق، بل يحن الى وطنه ومسقط رأسه وهذا ماحدى بي. بعد عشرين عام ونيف قضيتها في الغرب قررت أن أزور بلدي العزيز سوريا

 

وتم ذلك في عام/ 2010 / حيث ذهبت وزوجتي هند برفقتي ،  ومن غير العادة أنه كان من طالع الحسن عند دخولنا الى سوريا ، لم نأخذ سوى خمس دقائق على الكمبيوتر ودخلنا توا الى دمشق .

كان شغفنا الأول أن نزور قبور ابائنا، وهذا ماكان.... 

ذهبت زوجتي التي ارادت أن تكرم والديها مع العائله بأن نحفر قبرا جديدا ونضع فيه عظام والديها الأعزاء مع لوحة مكتوب عليها الأسماء والتاريخ . اما أنا فقمت صباحا باكرا ولحسن الطالع اني رأيت عليها بناء قبرين فوق الأرض وعلى كل قبر لوحة مكتوبة بأية من الكتاب المقدس مع الأسماء والتاريخ.                             

جلوسي بين قبري والدي:

عند وصولي المكان انحنيت على كل قبر، وبكيت وبكيت حتى ُأعييت من شدة مشاعري ... وأخذت حجرا وجلست بين القبرين وقد شعرت في غيببوبة فكرية  عاطفية ، روحية ، ومر أمامي فلمان:

الأول: عن تاريخ حياة والدتي تتبعتها منذ ان كنت ولداً وشاباً بالغاً.

وخلاصة هذا الفيلم أني رأيت فيها المرأة الشرقية المسيحية المحافظة جداً على

أنسانيتها كمثل عال لنا ، كما رأيت فيها الأم الحنون العظيمة في بساطتها التي قدمت كل ماتستطيع من عطاء لبناء بيتها وعائلتها رغم بساطة الحياة وعدم اقتنائها اي من

 وسائل المساعدة  مثل غسالة الثياب او الصحون ، او ميكرو، أو وسائل انارة ودفء !!! كانت كل شيء. 

اما عن الفيلم الثاني: فكان عن مشاهد من حياة والدي والتي كانت عديدة الجوانب عرفته منذ الصغر الأب المتفاني في سبيل خيرنا جميعاً  ، فيما يبذله من جهد جسدي وروحي رغم عدم وجود أدوات الزراعة المتطورة ، والعربات والشاحنات

وكل ضروريات الحياة ، كان كل شيء ... رأيت فيه المصلح الأجتماعي والواعظ الروحي، والمربي الكبيرالسابق لجيله ، ولاسيما حينما تبرع لأول مرة في تاريخ

البلدة بتقديم أرض لبناء مدرسة وكنيسة للأهالي والتي أصبحت أماً لمدارس أخرى في حوران وكنائس الاتحاد في سوريا ، أي ذات رؤيا بعيدة جداً لما فيه نحن اليوم نتيجةً لصلاته وجهوده ، وقد دعي (لوثر عصره وارميا الباكي )

وبعد تخرجنا من المدرسة أرسلنا الى لبنان لمتابعة تعليمنا ، وعدنا أنا وأخي نقتفي أثاره بخدمة الله في الشرق والغرب...

هذا وقد أرغمتني اخيراً حدة حرارة الشمس أن أنهض من غيبوبتي شاكرأً ومودعاً والديّ العزيزين قائلاً الى اللقاء في السماء.

  • عدد الزيارات: 3258