مقدمة
إنه شيء مبارك أن نجد المسيح صديقاً يحبنا محبة لا تدعنا نمضي بعيداً، "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى".
فمثل تلك المحبة- محبة المسيح الأبدية، التي لا تتخلى عنا أبداً- لا تهدأ حتى تجتذب محبة قلوبنا لتتجاوب مع محبته. ويصل هذا التجاوب إلى قمته فيتحقق بكل ملئه في النهاية عندما نصل إلى البيت الأبدي. وعلى الرغم من هذا، ففي الطريق إلى البيت فإن المحبة التي تقدّر المسيح في مكان رفضه هنا وفي زمان رفضه، هي حلوة جداً لقلبه. ولذلك علينا أن نتعلم كيف كان تقدير الرب لمحبة مريم له، التي قادتها إلى أن تمسح قدميه بالناردين الكثير الثمن.
وإنه لأمر مشجع لنفوسنا جداً ونافع لها، وأن نتعلم طرق النعمة التي يضعها الرب لشعبة لكي يوقظ المحبة، ويحفظ المحبة، ويُعمق المحبة، في قلوبنا. إن طرق النعمة يمكننا أن نتتبعها باختصار في قصص العهد الجديد لاثنين من النسوة التقيات.
- عدد الزيارات: 2889