Skip to main content

۸ السبيل الى ايمان الخلاص ، ودلائل هذا الايمان

أولا - السبيل إلى إيمان الخلاص

ذكرنا فيما سلف ، أن الإيمان الحقيقي هو السبيل الوحيد الى الخلاص ، وأن هذا الإيمان قد يتم فى لحظة وقد يستغرق وقتًا طويلًا ، لكن على أي حال يجب أن تتوافر الشروط الآتية فى كل من يريد أن يكون مؤمنا حقيقيا .

۱ - الرغبة الصادقة في الحصول على الخلاص : وهذه الرغبة ،تتطلب من المرء أن يكون كارها للخطية وشاعرا بشناعتها وخطورتها وموقنًا باستحقاقه للقصاص الأبدي بسببها . لذلك ليس كل من يقول بفمه " ارحمني اللهم أنا الخاطئ " يتمتع بالخلاص ، لأن العبرة ليست بالكلام بل بالحالة التى تكون عليها النفس . فالمرأة الخاطئة لم تخلص الا بعد أن أحست بثقل خطاياها والتجأت إلى المسيح بكل قلبها 

(لوقا ۷ : ٥ ). وزكا لم يخلص إلا بعد أن أحس بحاجته الماسة إلى المسيح أكثر من المال (لوقا ۱۹ : ۱ - ۱۷) . واللص لم يدخل الفردوس إلا بعد أن أدرك في نفسه أنه لا يستحق سوى الهلاك ، وأنه لا خلاص له إلا بالمسيح ربًا وفاديًا (لوقا ۲۳ : ٤٢) . والذين آمنوا من اليهود في العصر الرسولي لم يتيسر لهم ذلك إلا بعد أن نخسوا في قلوبهم ، وشعروا شعورًا عميقًا بشناعة جريمتهم التي اقترفوها ضد المسيح ، وآمنوا بعد ذلك من كل قلوبهم بشخصه (اعمال ۲ : ۳۷) .

كما أن الشعور بشناعة الخطية يجب أن يكون مقرونا بالتوبة عنها (أو على الأقل بالرغبة الصادقة فى هذه التوبة) ، وإلا فلا فائدة من هذا الشعور على الاطلاق . ولا يراد بالتوبة الندم على ارتكاب الخطية فحسب، بل والتحول عنها والرجوع الى الله أيضا (۱) . فقد قال الوحي إن الله يأمر الجميع في كل مكان أن يتوبوا وأن يرجعوا إليه عاملين أعمالا تليق بالتوبة 

(أعمال ۱۷ : ۳۰ ، ۲٦ : ۲۰) . وإذا تعذر على إنسان أمر التوبة ، فليعلم أن الله على استعداد لمساعدته على بلوغها إذا كان راغبا في التحول عن الخطية من كل قلبه ، فمكتوب أنه تعالى " يعطي التوبة " (أعمال ٥ : ۳۱ ، ۱۱ : ۱۸) . ولذلك قال أحدهم لله ، " توبني فأتوب " (ارميا ۳۱ : ۸) ، فأعطاه التوبة.

٢ - الاتجاه إلى المسيح وتخصيصه للنفس : إن الندم على ارتكاب الخطية والاقلاع عنها أو بعضها أمران هامان ، لكنهما لا يخلصان من دينونة الخطية أو سلطانها على النفس ، لأن الذى يخلص من هذين معا هو المسيح دون سواه، كما ذكرنا في الفصل الأول . لذلك على المرء ألا يقف عند الندم على الخطية والإقلاع عنها أو بعضها (ان استطاع الى ذلك سبيلا) ، بل أن يتجه الى المسيح ويتخذه مخلصا خاصا له ، فيفيد منه مثلما أفاد بطرس وبولس ، أو على الأقل (ان جازت المقارنة) مثلما أفادت المرأة الخاطئة والعشار واللص الذى صلب بسبب جرائمه الكثيرة ، لأن خلاص المسيح ليس لفئة خاصة من الناس بل لكل الناس دون استثناء. فقد قال الوحي عن المسيح أنه " ذاق بنعمة الله الموت لأجل كل واحد منا " (عبرانيين ۲ : ۹) ، وأنه كفارة لخطايانا . ليس لخطايانا فقط بل و (لخطايا) كل العالم أيضا" (١ يوحنا ۲ : ۲) .

واننا ننبِّر على الاتجاه الى المسيح وتخصيصه للنفس السببين : (الأول) إن بعض الناس يركضون وراء الوعاظ ليسمعوا منهم أقوال الله (۱) . ولكنهم لا يتقدمون بقلوبهم الى الله نفسه ، مع أنه أقرب اليهم من الوعاظ وغير الوعاظ ، وأنه وحده هو الذى يستطيع أن يخلصهم ويعطيهم حياة أبدية (الثاني) ان البعض الآخر من الناس ينظرون الى محبة الله كأنها عامة وليست خاصة بهم  لأننا إذا سألنا واحدا منهم هل يحب الله العالم ؟ ، فإنه يجيبنا على الفور " نعم " . وإن قلنا له بعد ذلك " أنت واحد من العالم ، فهل الله يحبك انت شخصيا " ، فإنه يتوقف عن الإجابة ، وهاتان العلتان (أي الركض وراء الوعاظ فحسب واعتبار محبة الله محبة عامة وليست خاصة) هما اللتان تحولان بين معظم الناس وبين التمتع بخلاص الله . لكن لو اتجه كل انسان الى الله وأمن أنه يحبه بصفة شخصية كما يقول الوحي ، لا نفتح المجال أمامه للتمتع بالخلاص من قصاص الخطية وسلطانها . وحقا لقد صدق لوثر في قوله " أن الشيطان يستطيع أن يقول : إن المسيح مخلص ، ولكن المؤمن الحقيقى وحده هو الذى يستطيع أن يقول : " المسيح مخلصي".

ولإيضاح أهمية هذه الخطوة نقول : إذا أرسل ثري " شيكًا " إلى فقير (مثلا) ، فإن الفقير لا يحصل على قيمته الا اذا صدق أولا أن هذا الشيك له شخصيًا، لكن إذا قال في نفسه انه لا يستحق هذا الشيك أو أن هذا الشيك ليس له شخصيًا ، فإنه لن ينتفع منه بشيء على الإطلاق . وهكذا الحال من جهة من يشعر بثقل خطاياه ، فإنه إذا لم يؤمن أن الخلاص مقدم له شخصيًا ، مثل غيره من الناس ، فلن يفيد منه أيضا.

۳- قبول المسيح فى النفس : أما وقد توافر لدى طالب الخلاص أن الله يحبه بصفة شخصية ، وأن المسيح مات نيابة عنه مكفرا عن كل خطاياه مثل غيره من الناس ، فعليه ألا يكتفى بالاعتزاز بهذه الحقيقة والتحدث عنها ، بل أن يتجاوب مع المسيح ويقبله مخلصا لنفسه وحياة لها ، فيصبح الخلاص للتو ملكا له . ومن ثم يحق له أن يفرح ما شاء له لفرح ، وأن يطمئن ما شاء له الاطمئنان ، فقد أصبح من هذه اللحظة أحدًا من أولاد الله المحبوبين الذين لهم السلام الكامل معه والذين لا يمكن أن يأتوا الى دينونة ، بل قد انتقلوا من الموت الى الحياة.

ولايضاح أهمية هذه الخطوة إلى حد ما، نقول : إذا ذهب مريض (مثلا) إلى أفضل الأطباء ، وحصل منه على أنجع دواء . لكن عوضًا عن أن يتناول هذا الدواء ، أخذ يتطلع إليه ويعجب به ويمتدح الطبيب الذي أعطاه له ، فإنه لا يمكن أن يشفى من مرضه ؟ . وهكذا الحال مع الذين يضعون أمامهم حقيقة موت المسيح كفارة عنهم ، ويكتفون بالاعجاب بالمسيح والترنّم له والاشادة بفضله ، فانهم لا يفيدون من خلاصه على الإطلاق ، لأن الافادة تتوقف أولًا وأخيرًا على قبول شخصه في النفس كما ذكرنا.

ثانيًا - دلائل إيمان الخلاص

طبعا ليس كل من يقول أنه مؤمن حقيقي ، هو كذلك . لأنه كما يخدع الإنسان غيره، فقد يخدع نفسه أيضا . لذلك لم يتركنا الوحى في ريب أو شك من جهة هذا الموضوع : بل سجل لنا دلائل الإيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء ، وأهم هذه الدلائل ما يأتي :

١- المحبة لله والتعبد له : هذه هى أولى العلامات التي تدل على الإيمان حقيقي ، فقد قال يوحنا الرسول " نحن نحبه (أي نحب الله) لأنه هو أحبنا أولا " (١ يوحنا ٤ : ۱۹) . وقال بولس الرسول ، لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا " (رومية ٥ : ٥) ، وقال أيضا " لأن محبة المسيح تحصرنا " (٢) (كورنثوس ٥ : ١٤) وهذه المحبة تقود المؤمن الحقيقي للايمان الى الله من وقت الى آخر ، لكي يسكب قلبه أمامه تعبدا وسجودا ، ويصوغ له بتأثير الروح القدس في نفسه حمدا وشكرا كثيرا . وان كان أميا لا يستطيع التعبير عن آرائه في كثير من المسائل العامة ، لكن عندما يضع قلبه تحث تأثير الروح القدس ، تنبعث منه معان سامية يعجز عن صياغة مثلها كاتب ماهر.

وبجانب العبادة والسجود ، فإن المؤمن الحقيقي رجل صلاة (۱) وهو يصلى ليس لإله مجهول ، أو لاله في عالم الفكر ، أو لاله في مكان قصى لا يمكن الاتصال به ، كما هو الحال عند كثير من الناس ، بل يصلي لإله حقيقى يعرفه حق المعرفة، ويمكنه الاتصال به . بالروح اتصالًا فعليًا كما أن الصلاة لديه ليست عادة يقوم بها بطريقة آلية ، أو مجرد فرض يقوم به كما يقوم العبد بواجب نحو سيده ، بل انها مهمة حيوية لا يستطيع أن يستغنى عنها ، فهى كالهواء بالنسبة الى رئتيه ، والطعام بالنسبة إلى جوفه . فضلا عن ذلك فإنه يجد في الصلاة لذة روحية فائقة ، ان فيها يناجي الله ويستمع الى صوته الكريم، ومن ثم فإنه يصرف الأوقات الطويلة فيها . وان استلزم الأمر ، فإنه يضحي عن طيب خاطر ببعض أعماله وأوقات راحته واستجمامه في سبيل إطالة فرص الصلاة وذلك لأجل نفسه ونفوس الآخرين، وقبل كل شيء لأجل مجد الله وإكرامه (۱ تيموتاوس ۲ : ۱ وافسس ٦ : ۱۸) .

٢- التأمل في أقوال الله والتمتع بالإدراك الروحى : والمؤمن الحقيقي يدرس كلمة الله ، ليس مجرد واجب مـن الواجبات ، أو لكي يعرفها ويلم بها كموضوع من الموضوعات ، بل قبل كل شيء لأنه يرى فيها طعاما شهيا لنفسه ، ولذلك يدرسها بشغف وفهم ، ويسعى للهج فيها كثيرا . فهو من هذه الناحية صديق مخلص لكتاب الله ، له معه علاقة حية وصلة قوية ، يفهمه ويعرفه ، ويدأب على الرجوع إليه وتنفيذ أحكامه في كل ظرف من الظروف (مزمور ۱۱۹) .

ولتأثره بالله وتشبعه بكلمته، يكون له إدراك روحى أو ذوق ولذلك فانه ينبذ كل تعليم لا يتفق مع كلمة الله ، كما يميز بسهولة بين الحق والباطل ، حتى أن بدا الباطل في صورة الحق (۱) ، وقد أشار المسيح إلى هذه الحقيقة فقال إن رعيته تتبعه لأنها تعرف صوته . وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لا تعرف صوت الغرباء (يوحنا .۱ : ٤ - ١٤) . فضلا عن ذلك فإن المؤمن الحقيقي في غنى عن أن يتعلم من العلماء أو الفلاسفة شيئا عن الله (۲) ، لأنه يستطيع بالروح القدس أن يتعلم كل شيء عن الله وعن أفكاره ومقاصده ، فقد قال الوحي للمؤمنين " وأما أنتم فالمسحة (أو بالحرى الروح القدس) (۱) التي أخذتموها منه ثابتة فيكم ، ولا حاجة بكم أن يعلمكم أحد بل كما تعلمكم هذه المسحة عينها عن كل شيء " (١ يوحنا ۲ : ۲۷) . كما قال لهم " وأما المؤمن الروحي فيحكم في كل شيء ، وهو لا يحكم فيه من أحد ؟ لأن من عرف فكر الرب فيعلمه ، وأما نحن فلنا فكر المسيح" (١ كورنثوس ۲ :  ١٥- ١٦)

٤ - السلوك بالتدقيق ، والمحبة لجميع الناس ، والمؤمن الحقيقي لتأثره بالله وتشبعه بكلمته ، يكون من دأبه أن ينظر ليس الى ما يرى بل الى ما لا يرى، ومن ثم يحفظ نفسه في حالة التوافق مع الله والتكريس له ، كما يسعى دائما أبدا الى تنفيذ إرادته دون ارادة الجسد ، ولذلك لا يطلب الخطية ولا يسعى وراءها ، وأن سقط فيها مرة لسبب من الأسباب ، لا يمكن أن يظل فيها طويلا ، لأنها تتعارض مع الطبيعة الروحية الجديدة التي نالها من الله . كما أنه لا ينطق بعبارة نابية أو يلجأ الى الهزل والمزاح ، أو يتصرف في شيء بنزق وطياشة ، بل تكون كل أقواله بنعمة وحكمة ، وكل أعماله بتعقل واتزان (افسس ٥ : ٤ ، ١٥ وتيطس ۲ : ۷)

و لتأثره بالله وتشبعه بكلمته يتصف أيضا بالكثير من صفات الله ، وفي مقدمتها المحبة ، ومن ثم فإنه يحب جميع الناس حتى الذين يسيئون إليه (متى ٥ : ٤٣) ، كما يحب من قلب طاهر بشدة كل المؤمنين الحقيقيين (١ بطرس ۱ : ۲۲) مهما اختلفت طوائفهم أو مراكزهم الاجتماعية ، لأنه يعرف أن له واياهم أبًا واحدًا هو الله (١ يوحنا ٥ : ٣) ومخلصا واحدًا هو المسيح (أعمال ٤ : ۱۲) ، كما سكن فيه وفيهم روح واحد ، هو الروح القدس (١ كورنثوس ٣ : ١٦) (٢) . ولذلك قال الرسول " نحن نعلم أننا قد انتقلنا من الموت الى الحياة لاننا نحب الاخوة " 

(١ يوحنا ۳ : ١٤) ، كما قال " من يحب الوالد يحب المولود منه أيضا "

(١ يوحنا ٥ : ١) .

٥ - اعلان نعمة الله ، وعمل الخير لأجل جميع الناس : والمؤمن الحقيقي يشعر بأنه مدين بحياته بأسرها لله ، ولذلك يبذل كل ما لديه من جهد في إعلان نعمة الله للخطاة ، حتى يفيد منها من يريد الفائدة ، كما أنه يمد يده الى كل معوز ومحتاج (۱)، وهو لا يرجو من وراء عمله هذا وذاك جزاء أو ثوابًا ، اذ يرى ان الفخر وكل الفخر في أن يعمل عملا یمجد الله ، الذي أحبه وخلصه من خطاياه.

ولذلك إذا رجعنا الى الكتاب المقدس نجد أن المسيحيين الأوائل عندها تشتتوا بسبب الضيق ، جالوا في كل مكان يبشرون بكلمة الله وإن الذين آمنوا من أهل كورنثوس ممن كانوا (أعمال ٨ : ٤) يستعملون السحر ، احرقوا كتبهم وكان ثمنها خمسين ألفا من الفضة (أعمال ۱۹ : ۱۹) . كما أنه بمجرد الإيمان أعطى زكا نصف أمواله للفقراء (لوقا ۱۹ : ۸) ، وغسل السجان جراحات الرسولين وقدم مائدة لهما في منتصف الليل (أعمال ١٦ : ٣٠ - ٣٤) وأضافت ليدية الرسول ومن معه في بيتها (أعمال ١٦ : ١٤ ، ١٥) ، والذين آمنوا يوم في الخمسين باعوا ممتلكاتهم ووزعوا ثمنها بين الجميع ، كما يكون لكل واحد احتياج (أعمال ۲ : ٤٥) . وهكذا فعل الذين آمنوا في مكدونية معرضين أنفسهم للفاقة في سبيل إسعاد الآخرين (٢ كورنثوس ٨: ١- ٥)

٦- الثقة الكاملة في الحصول على الخلاص : أخيرا نقول إن المؤمن الحقيقى يثق كل الثقة فى كفاية كفارة المسيح ، فيوقن أنها رفعت عن كاهله كل قصاص خطاياه (۱) ، وجعلته مقبولا كل القبول أمام الله ولذلك يستطيع أن يقول " انى متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ، ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله (لنا) التي في المسيح يسوع ربنا (رومية ۸ : ۳۸ ، ۳۹) ، أو " اني عالم بمن آمنت ، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي (أي نفسي المستودعة بين يديه) إلى ذلك اليوم " (٢ تيموثاوس ۱ : ۱۲) . أو " لأننا نعلم انه ان نقض بيت خيمتنا الأرض (أي أجسادنا المادية) ، فلنا فى السماء بناء من الله غير مصنوع بيد أبدى " (۲ كورنثوس ٥ : ۱ ، ۲) ، أو " الآن نحن أولاد الله ، ولم يظهر بعد ماذا سنكون ، ولكن نعلم أنه إذا ظهر (المسيح) نكون مثله ، لأننا سنراه كما هو " (١ يوحنا ۳ : ۱ - ۳) .

والحق أننا مهما جلنا بأفكارنا فى عالم العقائد الدينية والنظريات الأخلاقية والفلسفية، لا يمكن أن تجد فيها ما يبعث إلينا يقينًا مثل اليقين الذي يسديه المسيح إلينا ، ليس بناء على نظريات أو وعود مجردة ، بل بناء على كفارته الكاملة التي قدمها على الصليب نيابة عنا، ولذلك فاننا عن بقين صادق نستطيع من الآن أن نستحضر المستقبل المجيد أمامنا ، وندخل الله بقلوبنا ، ونستريح في أرجائه كل الراحة.

  • عدد الزيارات: 5

شارك