Skip to main content

[خ]

خابور

1-   نهر خابور في الشمال الشرقي من سوريا من روافد الفرات. كانت مدينة جوزان على نهر خابور.

2 ملوك 17: 6

2- قناة نهر متفرع من الفرات في بابل (جنوب العراق). وعند نهر خابور هذا رأى النبي حزقيال، إذ كان مسبياً في بابل مع اليهود، بعضاً من رؤى الله العظيمة التي شاهدها.

حزقيال 1؛ 3؛ 10؛ 43: 3

الخبز

راجع الطعام.

الختان

الختان عملية جراحية طفيفة تُقطع فيها الغلفة (أو القلفة) وهي الجزء الجلدي الذي يغطي رأس العضو التناسلي عند الذكر. شاعت هذه الممارسة عند كثير من الشعوب، وكان بنو إسرائيل يختنون كل طفل ذكر في اليوم الثامن من عمره.

لما وعد الله إبراهيم بأن يجعله أباً لأمة كبيرة، أمر بختن جميع الذكور المتحدرين منه. وكانت هذه هي العلامة الجسدية على انتماء الشعب إلى الله.

وعلى مر الزمن أضيفت على هذه العلامة أهمية تتعدى الحقيقة، حتى كان على الأنبياء أن يذكروا الشعب، مراراً وتكراراً، أن العلامة الخارجية ليست شيئاً بحد ذاتها، بل يجب أن تقترن بمحبة الناس وطاعة الله.

على مثل هذه الفكرة يشدد العهد الجديد أيضاً. فالختان الحقيقي، أو العضوية في شعب الله، هو بالحقيقة متعلق بماهية الإيمان وكيفية التصرف. وعليه، فالأمم (غير اليهود) الذين يصيرون مسيحيين ينبغي ألا يُختنوا ختاناً جسدياً. ويذكر الكتاب أن المؤمنين بالمسيح هم مختونو القلب، إذ صارت لهم علاقة صحيحة بالله وهم وارثوا مواعيد الله كما كان مؤمنو العهد القديم.

تكوين 17؛ لوقا 2: 21؛ إرميا 9: 25 و26؛ رومية 2: 25- 29؛ غلاطية 5: 2- 6؛ فيلبي 3: 2- 5؛ كولوسي 2: 11- 15

الخردل

شبّه المسيح ملكوت السماوات ببزرة خردل تنمو حتى تصير شجرةً كبيرة. والأرجح أنه كان يقصد الخردل الأسود الذي كانت تُستعمل بزوره لصنع الزيت أو صنع منكّهاتٍ للطعام. يبلغ ارتفاع النبتة عادةً نحو 120 سم، ويُمكن أن تنمو حتى يبلغ ارتفاعها 460 سمً.

متى 13: 31 و32

الخروج

يُقصد بهذا التعبير خروج بني إسرائيل من مصر، حيث كانوا عبيداً. وفي سفر الخروج وصفٌ لتحريرهم على يد موسى وصيرورتهم أمة ذات رجاء بالمستقبل.

يركز السفر على يد موسى النبي والبطل القومي، إذ دعاه الله لإخراج الشعب من أرض مصر.

وينقسم سفر الخروج إلى ثلاثة أقسام:

الأصحاحات 1- 19: تحرير العبرانيين من العبودية في مصر واقتياد موسى لهم عبر الصحراء إلى جبل سيناء.

الأصحاحات 20- 24: إبرام الله مع الشعب عهداً في سيناء وإعطاؤهم شرائع يسلكون بموجبها، سواءٌ وهم في الصحراء أو بعد دخولهم الأرض. وخلاصة هذه الشرائع هي الوصايا العشرُ في الأصحاح 20. ولشرائع الله علاقة بجميع نواحي الحياة: كيف يتصرف الشعب أحدهم مع الآخر، كيف يتعايشون ويتعاملون، وكيف يتصرفون تجاه الله نفسه.

الأصحاحات 25- 40: تعليمات الله لبني إسرائيل بخصوص بنائهم وتأثيثهم لخيمة الاجتماع المخصصة لعبادته؛ شرائع للكهنة ولعبادة الله.

حادثة الخروج:

كان الخروج من مصر هو الحادثة الرئيسة في تاريخ شعب العهد القديم، وعلى الأجيال الآتية كلها أن نتذكرها. فقد رسمت احتفالات سنوية لتخليد ذكراها. كان على الآباء أن يتحققوا من فهم أولادهم لمعانيها. أما زمن الخروج فربما كان في أوائل القرن الثالث عشر ق م، حوالي الوقت الذي كان فيه رعمسيس الثاني فرعوناً لمصر.

لما طلب موسى أول مرة من فرعون أن يحرر العبيد العبرانيين، لم يكن جوابه مشجعاً. ولم يلِن فرعون من جراء المعجزات التي أجراها موسى ولا بفضل أي كلامٍ قاله هارون أخوه. فما كان منه إلا أن شدد قبضته على عماله غير القانعين. ولكن الله تدخل عندئذٍ. ففي غضون ثمانية أشهر أو تسعة نزلت بالبلد عشر كوارث (ضربات). كانت بعض هذه الضربات مألوفةً في تاريخ مصر، إنما ليس كلها، ولم يسبق أن حدثت واحدةٌ منها إثر الأخرى خلال مدة قصيرة.

الصربات:

بتوجيهٍ من الله، كان موسى ينذر فرعون بكل ضربة آتية، وإذا بها تحدث في الوقت المحدد. وبعض الضربات توقفت بصلاة موسى. ومرةً بعد مرة نجا منها العبرانيون المقيمون في منطقة الدلتا. فلما نفقت مواشي المصريين بالوبأ، لم يفقد العبرانيون شيئاً من مواشيهم. ولما أهلك البرد الغِلال والقطعان على السواء، لم يتأثر العبيد العبرانيون بشيء، وكذلك أيضاً لما حل الظلام ثلاثة أيام متواصلة.

وفي تلك الضربات أيضاً رأى المصريون هزيمة آلهتهم. فلما تولى العمل إله العبرانيين، ما كان من إله النيل مثلاً إلا أن جلب الخراب، مع أنه كان يتوقع منه أن يُخصِب الأرض. حتى إن رع- إله الشمس الجبار- غُلِب على أمره بالظلمة المعجزية. ولم يستطع سحرة الملك أن يفعلوا شيئاً حيال ذلك . وقد حدثت تسع ضربات ثم انحسرت: تلوث نهر النيل، ثم جاءت الضفادع والبعوض والذبّان، وماتت البهائم، وأصيب الناس بالدمامل، ثم نزل البرد وأعقبه الجراد، ثم حل الظلام الدامس.

ولكن الضربة العاشرة هي التي أتت العبرانيين الحرية، وكانت ضربة مختلفة عن سوابقها. فقد أعلن موسى أنه "نحو نصف الليل.. يموت كل بكر في أرض مصر". أما أبكار العبرانيين فينجون إذا عمل الشعب بما أوصاهم به موسى. فقد كان عليهم أن يضعوا على قوائم أبوابهم علامةً من دم حملٍ يذبحونه. وكان عليهم أن يشووا الحمل (وفقاً للوصية أيضاً) ويأكلوه تلك الليلة مع أعشاب مرة وخبزٍ بلا خمير. وعليهم أن يحزموا أمتعتهم ويلبسوا ثيابهم استعداداً للرحيل. وحدث كل شيءٍ كما قال الله.

بعد ذلك أخذ بنو إسرائيل يحتفلون كل سنة بذكرى هذه الحادثة في ما سُمي بعيد الفصح (أي "العبور")، لأنه في أعقاب ذلك (بعد "عبور" الموت عن أُسرهم) أطلقهم فرعون.

وبالفعل، ففي نصف الليل مات كلُّ بكرٍ للمصريين. وقبل الصباح أمر الملك بإطلاق العبرانيين إلى خارج بلاده. وهكذا بدأ العبرانيون الرحيل، وهم مُحملون هدايا من ذهب وفضة ومن كل ما طلبوه من جيرانهم. إلا أن معاناتهم لم تنته حالاً. فإذ بدأ ارتحال الشعب جميعاً نحو الشرق، ومعهم أمتعتهم ومواشيهم، جمع فرعون مركباته وهبَّ لإرجاعهم. ورأى العبيد الهاربين مخيمين عند البحر، في مكان يُعرف باسم "بحر القصب". وربما كان جزءًا من بحيرة المنزلة قرب القنطرة الحديثة على قناة السويس. وهكذا علق العبرانيون بين البحر الذي سد أمامهم سبيل النجاة والعدو المسلح اللاحق بهم بسرعة.

ومرة أخرى تدخَّل الله، ففتح أمامهم ممراً عبر البحر. ولما حاول المصريون تعقبهم، ارتدت المياه وأغرقتهم، بعدما كان العبرانيون قد وصلوا إلى الشط الآخر سالمين.

خروج 5- 15

الوصايا عند جبل سيناء:

بعدما زال الخوف من المصريين، توجه العبرانيون نحو سيناء إلى الجنوب الشرقي حيث قرر الله أن يلتقيهم. وبعد سفرٍ دام نحو ثلاثة أشهرٍ ضربوا خيامهم أمام جبل سيناء، وهو أحد الجبال العالية في جنوب شبه جزيرة سيناء. هناك، وفي جو مهيب، أكمل الله ما بدأه لما أنقذ الشعب من مصر. فهو تعالى عقد ميثاقه (عهده) معهم، وأعلن رسمياً أن جمهور العبيد السابقين هم شعبه، أمة إسرائيل.

كان من واجبهم هم أن يُصغوا إليه ويطيعوا شرائعه التي تلخصها الوصايا العشر التي أُُعطيت لموسى مكتوبةً على لوحين من حجر. في هذه الوصايا عرض للمبادئ الأساسية التي يجب أن تسود حياة الشعب. وقد تثبت وعد الشعب بالطاعة في احتفال جليل تحت ظل الجبل. وقدمت ذبائح رُشَّ من دمها على الشعب وعلى المذبح. وهكذا تم ختم العهد. ثم علمهم الله كيف يبنون خيمة خاصة (خيمة الاجتماع) لتكون علامة حضوره معهم طوال ما تبقى من رحلتهم.

وبعدما قضوا نحو سنة في سيناء، تحولوا شمالاً فاجتازوا برية فاران حتى وصلوا إلى قادش برنيع. وهنالك خيموا قرب حدود كنعان الجنوبية.

وقد واجهتهم، طيلة ارتحالهم، عقباتٌ وصعوبات جمة. فبعد رحيلهم من مصر بوقت قصير جداً نفدت مؤن الطعام عندهم، أو كادت، وكان واضحاً أن أرض الصحراء ذات الشجيرات الشائكة لم يكن ممكناً أن تمدهم بشيء. وأكثر من مرة أعوزهم الماء إذ لم تكن أية واحة بالقرب منهم، أو لأن النبع الذي وجدوه كان ملوثاً. وكان الشعب يتألبون على موسى ويلومونه هو وهارون إذ اتهموهما بأنهما كانا يقتادانهم إلى موتٍ محقق. وأيضاً ما أسرع ما أخذوا يحنون إلى أرض العبودية في مصر متحسرين على وفرة الطعام الذي كانوا يأكلونه. إلا أن الله لبى احتياجهم كل مرة. فقد أطعمهم "خبز السماء" (المنّ) يومياً طيلة سني ارتحالهم حتى وصلوا إلى كنعان، كما وفر لهم الماء حتى في الأمكنة غير المناسبة.

خروج 16- 40؛ سفر العدد؛ سفر التثنية

عند حدود كنعان:

كان لتذمر الشعب في قادش برنيع عواقب وخيمة. فقد أُرسل بعض الكشافة إلى كنعان وعادوا حاملين أخباراً عن القوم العظام والأقوياء الساكنين هناك. ولما سمع الإسرائيليون بذلك ذعروا وثاروا. إذ ذاك تعرضت حياة موسى للخطر وأخذ الشعب يطالبون بقائدٍ يعيدهم إلى أرض مصر, ولكن الاضطراب هدأ أخيراً، إنما كان على الشعب أن يطووا في الصحراء ثماني وثلاثين سنة من التجوال بغير هدف، حتى مات جميع الذين كانوا خائفين من دخول كنعان. حينئذٍ فقط لاحت الأرض الموعودة أمام أنظار بني إسرائيل.

شق الشعب طريقهم عبر برية صين، دائرين حول أرض أدوم. وبعدما هزموا ملوكاً آخرين لم يسمحوا لهم بالمرور، خيموا أخيراً مقابل أريحا على أهبة عبور نهر الأردن إلى أرض كنعان. وقُبيل موت موسى، عين هذا الأخير مساعده يشوع قائداً جديداً للشعب. "ولم يقم بعد نبيٌ في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه، في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر بفرعون وبجميع عبيده وكل أرضه، (تثنية 34: 10 و11). وعمل الشعب لموسى مناحة عظيمة.

سفر التثنية

الخزف أو الفخّار

عند مقارنة أواني الفخار التي وجدت في فلسطين بما كان لدى الشعوب المجاورة، يتبين لنا أن فخاريات بني إسرائيل كانت بدائية وتعوزها الدقة الفنية. فالفرق كبير جداً بين أواني الخزف الملونة التي كان يصنعها الكنعانيون والفلسطيون والفخاريات التي صنعها العبرانيون بعد استقرارهم في كنعان. وربما كان السبب أن العبرانيين اهتموا بالنفع أكثر من الفن. فالأشكال جيدة ومصنوعة بعناية.

وفي أيام الملك داود تحسنت الصناعات. فصُنِعت أشكال جديدة وأُدخل عليها بعض التزيين. واستمر التحسن حتى أصبح صنع الفخار في زمن الملوك صناعةً صغرى أقيمت لها "مصانع" صغيرة وعمل بها عددٌ كبير من الناس، فتزايد الإنتاج وشاعت بعض الأشكال القياسية و "العلامات التجارية". وعلى كثرة الإنتاج، كانت الصناعة مُتقنة.

ويبدو أن قسماً كبيراً من الخزف الجيد كان يُستورد استيراداً في أزمنة العهد الجديد.

الفخاريون:

يُرجح أن عدة فخاريين، خصوصاً في أيام الملوك المتأخرين، كانوا يعملون معاً، ويدرِّبون تلاميذ على المهنة (غالباً ما كانوا أولادهم). وتوجد دلائل على أن بعض الفخاريين اهتموا دائماً بتزويد العابدين في الهيكل بأوانٍ صالحة للاستعمال في طبخ الذبائح المقربة في الهيكل.

ويبدو أنه وجِد أيضاً شبه نقابة من الخزافين الذين أقاموا "مع الملك لشغله" (1 أخبار الأيام 4: 23). وربما كانوا يصنعون جراراً كبيرة لخزن المحاصيل الناتجة من حقول الملك. فقد وجدت جرار تَسَعُ الواحدة نحو 45 ليتراً مختومٌ على قبضاتها: "خاصة الملك"، وتحت هذا الختم اسم واحدة من المدن الأربع التالية: حبرون، زيف، سوكوه، مِمْشَث. وربما كانت في تلك المواضع كرومٌ للملك، أو مراكز يأتي إليها الناس ببعض محاصيلهم كضريبة.

"بيت الفخّاري":

كان إنتاج الفخار بجميع مراحله يتم على الأرجح في مكان واحد. فكان لا بد من وجود مورد مائي (جدول أو صهريج)، ودواليب (عجلات) لتشكيل الطين، وأفرانٍ لشيه. وكانت دار بيت الفخاري (أو مصنع الفخار) تُستعمل ساحةً لتحضير الطين، وبالطبع أيضاً أصبحت الموضع الذي تكوم فيه الأواني المكسورة والشظايا المرفوضة.

يُذكر في إرميا 19: 2 "باب الفخار" قرب وادي هِنُّوم. فربما كان هنالك بيت فخاري. وفي نحميا 3: 11 و 12: 38 نقرأ عن "برج التنانير" أي برج الأفران. فربما يشير هذا إلى أفران شَيِّ الفخار.

تحضير الطين:

كان الفخار يُصنع من ترابٍ أحمر محلي.  ولم يكن الفخاري يعدل نوعية الطين إلا بمزجه أحياناً بمسحوق الكلس الموفور. وبذلك تصير الأواني المصنوعة أصمد للحرارة (وهذا ينفع في القدور المعدة للطبخ)، ولكنه كان يقتضي إيقاد الفرن إيقاداً خفيفاً لئلا يتحلل الكلس ويتصدع الإناء.

وكان الطين الخام يُعرض للشمس والمطر والصقيع لكي يتفسخ وتُزال شوائبه. ثم يُضاف إليه الماء ويُداس بالأرجل ليصبح لزجاً (اطلب إشعياء 41: 25). وذلك يتطلب مهارة خاصة، إذ ينبغي أن يُكال الماء كيلاً ويروى به الطين شيئاً فشيئاً، وتزال فقاقيع الهواء منه.

تصنيع الطين:

بعد إعداد الطين، يستطيع الفخاري أن يصنعه بواحدةٍ من ثلاث طرق:

1- يُمكن سكب الطين في قالب. هكذا كانت تُصنع الألواح الكنعانية، ومثلها أيضاً معظم المصابيح التي استُعملت في أيام العهد الجديد. ويشير أيوب 38: 14 إلى ختم الطين بخاتم معين.

2- يُمكن تشكيل الطين باليد. ويبدو أن الأشياء الوحيدة التي كانت تصنع هكذا عند العبرانيين هي اللعب وتنانير الخبز وأوانٍ أخرى قليلة.

3- يُمكن تشكيل الطين بواسطة الدولاب (العجلة). وقد كان هذا هو الأسلوب المستعمل عادةً.

وأقدم نوع من دولاب الفخاري كان أُسطوانة دائرية تُدار على محورٍ عمودي. ولكن نحو زمن الخروج درج استعمال نوعٍ آخر كان له أُسطوانة ثانية أكبر تحت الصغرى. وهذا سرع الدوران وربما كان معاونو الفخاري يُبقون الدولاب دائراً. ومع أن دواليب الفخاريين استُعملت في كل مكان على الأرجح (وإن كان الكتاب المقدس لا يذكر إلا دولاباً واحداً مرة واحدة، لما زار إرميا بيت الفخاري- إرميا 18: 3)، فنادراً ما وجدت دواليب فخاريين. ولعلها كانت تُصنع من الطين أو الخشب فلم تبق إلى اليوم. وقد وجدت دواليب من حجر في مجدو ولخيش وحاصور. وليس من دليلٍ على استخدام دواليب تُدار بالرِّجل قبل السنة 200 ق م، مع أنها كانت شائعة الاستعمال في القرن الأول م.

وبعد تشكيل الإناء كان يُترك ليتقسَّى قليلاً، ومن ثم يُمكن أن يوضع الدولاب من جديد ليُعطى شكلاً أحسن. وفي زمن الملوك المتأخرين سُرع الإنتاج  بطرق شتّى. فكانت توضع أحياناً كتلة كبيرة من الطين على الدولاب وتُشكل الأواني من أعلاها، وكلما انتهى إناءٌ يُنزع منها. وكان العمال غير المهرة أحياناً يشكلون الأواني على دواليبهم، مستعملين طيناً رخيصاً يصنعون منه أواني غلظة كان يُرققها خزافون مهرة ويُضيفون عليها شكلها النهائي.

الشَيُّ:

كان الجزء الأدق في عمل الفخاري هو شيَّ أواني الفخار في التنور أو الفرن. فكل نوع من الطين تلزمه معالجة خاصة. ولكن أساليب الشيَّ ليست معروفة لدينا. فقد وُجدت عدة تنانير أو أفران، بعضها على شكل حذوة الحصان (U)، ولكن من الصعب أن نقرر هل كانت تُستعمل للفخار أو للنحاس.

التزيين:

لم يكن العبرانيون يصقلون خزفهم، ولكن كان عندهم ثلاث طرق لتزيينه:

1- "التمليس": كان بعض الطين الجيد الغني بالحديد يرقق بالماء ثم تُدهن به الأجزاء المراد تزيينها.

2- رسم خطٍّ أحمر أو أسود حول أعلى الجرة أو الإبريق تحت العنق أو حول وسطهما.

3- "التلميع": كانت بعض الأواني تُلمع باليد أو على الدولاب. فتُستعمل قطع من حجر أو عظم أو خشب يُحف بها الطين بعد جفافه وقبل شيِّه. والموضع الذي يُحف يصير لمّاعاً بعد الشيّ.

وأحياناً كان "التمليس" و "التلميع" يُستعملان معاً.

وبعض قوارير العطر التي اكتُشِفت كانت سوداء. ولا ندري كيف صُِنعت هكذا. فربما غُطست بالحليب أو زيت الزيتون قبل شيِّها ثم لُمعت قليلاً بعده.

أما اليونان والرومان فقد أتقنوا الصقل.

الأواني التي صنعها الفخاري:

يُمكن أن نقسم الأواني الفخارية إلى فئتين رئيسيتين.

القدور والطاسات:

وهي تتفاوت حجماً بين طاسة الولائم الكبيرة التي لها أربع مسكات والكأس الصغيرة (التي قلما كان لها مسكة). وكانت القدور والطاسات تُستعمل لمزج الخمر وتقديم الطعام ورفع الجمر والطبخ وهلمّ جرّا. وقد كان التنور المنزلي قدراً مقلوباة بلا قعر؛ وتشكيله سهل، إذ كان يتقسى بتعريضه دائماً للنار. وكان يُملط من الخارج بشظايا من الفخار المكسر تخفيفاً للحرارة.

وكانت السُّرج تُصنع بطريقة القدور وتُرفق حافاتها ويُسوى موضع الفتيلة فيما الطين ما يزال طرياً. ومع تغير أشكال السُّرج خلال تاريخ العبرانيين ظل الشكل الأساسي واحداً. والتعديلات التدريجية، في مراحل مختلفة، تُمكن الخبراء من الاستدلال بها على التآريخ.

الجرار والقوارير:

صُنعت جرارٌ للخمر وللماء والزيت. واستُعملت الجرار أيضاً لحفظ الوثائق. كما صُنعت قوارير صغيرة خصيصاً للعطور.

ومن الأواني الأخرى المصنوعة من الفخار:

مطراتٌ للماء تُحمل في السفر؛ أدوات تُستعمل في الصناعات (البوتقة، قوالب الطين، فلكات المغزل، مثقِّلات النول)؛  لُعَب (عرائس وأحصنة وجِمال)؛ أغراضٌ من طين تستعمل في العبادات الكنعانية.

وإذا انكسرت الفخاريات، كانت تُصلح أحياناً بالبراشم أو الأسلاك. وأحياناً كانت بعض المذكرات أو الرسائل تُكتب على قطع الفخار المكسر. فقد وُجدت، مثلاً، مجموعة رسائل كُتبت على شظايا فخار ("رسائل لخيش") وجهها قائد حامية صغيرة إلى رئيسه في لخيش خلال آخر هجوم للملك نبوخذنصر على مملكة يهوذا.

الخطيَّة

يستعمل الكتاب المقدس عدة كلمات في وصف الخطية. فهي عصيانٌ لله، كما تبين قصة آدم وحواء. والبشر بالتالي أعداءٌ لله. وغالباً ما توصف الخطية بأنها، إخطاءُ الهدف؛ أو العجز عن بلوغ المقياس الذي يطلبه الله. ويُمكن أن يُعتبر الإنسان مذنباً لأنه يُخفق في القيام بما يطلبه الله ولأنه أيضاً يتعدى وصايا الله عمداً. ولكن جوهر كل خطية هو إنها إثمٌ يُرتكب تُجاه الله. وبسبب ذلك انفصل الناس جميعاً عن الله وهم يواجهون غضبه ودينونته. ومن جراء الخطية دخل الألم والموت إلى العالم.

ليس الكتاب المقدس معنياً بالمعضلة الشائكة المعبر عنها بالسؤال: من أين جاء الشر؟  بل إنه يقبل وجود الشر كحقيقةٍ واقعة. فالشيطان هو مصدر الشر، ولكن البشر- رجالاً ونساءً- لا ينبغي أن يلوموا الشيطان على سقوطهم هم، وإن كان آدم وحواء قد حاولا جاهدين أن يفعلا ذلك. فالبشر مسؤولون ومذنبون بخطاياهم. وقد عالج الله مشكلة الخطية على يد يسوع المسيح، ولسوف يأتي يومٌ لا يعود فيه وجودٌ للخطية والشر أبداً.

راجع أيضاً الموت، السقوط، الغفران، جهنم، الدينونة، الألم.

تكوين 3؛ مزمور 51؛ أشعياء 1: 18- 20؛ 59؛ رومية 1: 18- 2: 11؛ 3: 9- 26؛ 5- 8؛ رؤيا 20 و 21

الخلاص

عمل الإنقاذ الإلهي. فالبشر عاجزون عن النجاة من الفخِّ الذي علقوا به من جراء الخطية، ولا أحد غير الله يستطيع إنقاذهم منه.

وعند استعمال كلمة "الخلاص" في العهد الجديد يُستعمل أحد أزمنة الفعل الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل. فقد أرسل الله المسيح إلى العالم لكي "يخلص شعبهم من خطاياهم". وعالج المسيح مشكلة الخطية بموته وقيامته. وبالإيمان به "نخلص" الآن. هذه عطية مجانية مقدمة إلى الجميع، بصرف النظر عن خلفياتهم الدينية والعرقية والاجتماعية: "كلُّ من يدعو باسم الرب يخلص". والمسيحيُّون الحقيقيون "مخلَّصون" الآن، لأن لهم مغفرة الخطايا والحياة الجديدة. لكنهم لن يختبروا معنى الخلاص الكامل قبل نهاية الدهر الحاضر ورجوع الرب يسوع وفي هذه الأثناء "يُخلصون" أيضاً في الطريق.

أما في العهد القديم فالخلاص ليس مجرد إنقاذٍ روحي. وأهم عملٍ خلاصيٍّ آنذاك هو إنقاذ العبرانيين من عبوديتهم للمصريين. ويعلم العهد الجديد أيضاً أن الخلاص يؤثر في ما يتعدى حياة الإنسان "الروحية". فهو يشمل الإنسان بكامله. وثُلث الإشارات إلى الخلاص في العهد الجديد تقريباً تتناول الإنقاذ من بلايا متنوعة كالسجن والمرض وسُكنى الأرواح الشريرة. فعندما يصير المرء مسيحياً بالحق، يؤثر خلاص المسيح في حياته بكاملها، من الناحية الروحية والنفسية والجسدية. ولكن الخلاص النهائي للإنسان لن يتم إلا عند رجوع المسيح و "فداء الجسد".

راجع أيضاً الكفارة، الحرية، الفداء.

متى 1: 21؛ أفسس 2: 8 و 9؛ رومية 10: 13؛ 13: 11؛ 1 كورنثوس 1: 18؛ فيلبي 2: 12؛ متى 9: 21 و 22؛ لوقا 8: 36

خلدة

نبية عاشت في أيام الملك يوشيا. أرسل يوشيا فاستشارها بعدما وجد حلقيا الكاهن في الهيكل درجاً قديماً لشريعة الله.

2 ملوك 22: 14 وما بعدها؛ 2 أخبار الأيام 34: 22 وما بعدها

الخلق

يعلم الكتاب المقدس أن الله خلق كل شيء. فهو الخالق من البدء، وعمله يستمر إذ يعتني بخليقته ويتدخل فيها من حين لآخر. وليس في الكتاب المقدس ما يفيد أية نظرية في الخلق هي الأصح. وهذا ليس بمدهش، لأن الكتاب المقدس ليس كتاباً علمياً. بل إن هدفه هو أن يُخبرنا عن الله ومعاملاته مع البشر، رجالاً ونساءً، وفي العالم الذي يعيشون فيه.

يفيدنا تكوين 1 أن الله خلق الكون كاملاً. وقد خلق نباتاتٍ وحيواناتٍ قادرة على التوالد والتكاثر. وجعل الإنسان في مركز دائرة الخليقة كي يعتني بها. ومن تكوين 2 نفهم أن العالم كما خلقه الله كان مكاناً مبهجاً يطيب العيش فيه، ولا سيما لأن الإنسان الأول وزوجته تمتعا بعلاقة مع الله حرة ومفتوحة.

أما الآن فقد زال كمال الخليقة الأصليُّ، لأن الإنسان اختار أن يعصي الله. ولكن الكتاب المقدس ما برح يتكلم عن الله خالقاً، فيذكرنا مرةً تلو الأخرى بعظمته وضآلة الإنسان بالنسبة إليه. ومع ذلك فإنه تعالى يعتني بالبشر ويدبر أمور خليقته كلها. إذاً،

"لِتخشَ الرب كل الأرض، ومنه ليخفف كل سكان المسكونة، لأنه قال فكان، هو أمر فصار".

كذلك يتكلم بولس عن "خليقة جديدة". فبموت المسيح وقيامته أتاح الله للناس أن ينعموا بالغفران وبنصيب الحياة الجديدة التي للخليقة الجديدة. ومنذ الآن يعرف المسيحيون شيئاً من هذه الخليقة الجديدة وسيكونون ذات يومٍ جزءًا منها بالتمام والكمال، وعندما ينقطع وجود الكون الذي أفسدته الخطية ويصير كل شيء جديداً.

تكوين 1- 3؛ أيوب 38- 42: 6؛ مزمور 8؛ 33: 6- 22؛ 104؛ أشعياء 40: 21- 26 و  28؛ متى 6: 25- 33؛ أعمال 14: 15- 18؛ رومية 1: 18- 23؛ 8: 18- 23؛ كولوسي 1: 15- 20؛ عبرانيين 1: 1- 3 و 10؛ رؤيا 21 و 22

خيمة الاجتماع

خيمة كبيرة مخصصة للعبادة، صنعها العبرانيون بموجب تصميم أعطاه الله لموسى على جبل سيناء. فيها عبد بنو إسرائيل الله في أثناء ارتحالهم من مصر إلى كنعان. فكلما حلوا في مكان كان بنو لاوي ينصبون خيمة الاجتماع (راجع عدد 1: 50- 2: 31). وكانت هذه الخيمة تُقام في وسط المحلة، وحولها من الجهات الأربع خيام اللاويين. ووراء هذه كانت خيام الاثني عشر سبطاً، كل ثلاثة إلى جهة.

كانت الخيمة مركز الحياة الدينية عند العبرانيين. وكانت علامةً على حضور الله الدائم. فمع إنهم أخروا أربعين سنة عن دخول الأرض من جراء عصيانهم، فقد ظل الله راغباً في حمايتهم ورفقتهم. من هنا سُميت هذه غالباً "خيمة الاجتماع" (بين الله والإنسان) و "المسكن" (مسكن الله).

الخيمة وأثاثها:

قامت على هيكل من خشب السنط. وكان طولها نحو 14 مً، وعرضها نحو 4 م، وارتفاعها نحو 5 م. وكانت توضع فوق هذا الهيكل أربعة أنواع من الأغطية. الغطاء الأول ستائر من كتان مزينة بتطاريز زرقاء وأرجوانية وقرمزية، تُرى من الداخل. والغطاء الثاني مجموعة شقق من شعر المعزى، كانت أطول قليلاً من الستائر الكتانية، وكانت إحداها تشكل باب الخيمة. وفوق هذه الشقق غطاءٌ صامدٌ للماء مصنوعٌ من جلود الكباش المصبوغة بالأحمر. وفوق الجميع غطاءٌ آخر صامدٌ للماء مصنوع من جلد حيوان آخر هو التخس (ولعله دابة بحرية).

ومن الداخل، كانت الخيمة مقسومة إلى حجرتين، صُغراها هي الأبعد من عند الباب، واسمها "قدس الأقداس" (المكان الأقدس). ولم يكن يُسمح بالدخول إلى قدس الأقداس إلا لرئيس الكهنة وحده مرةً في السنة. والحجرة الكبرى "القُدس" (المكان المقدس) يفصلها عن الصغرى حجابٌ من كتان مطرز. أما مدخلها فكان يُغطيه أيضاً ستارةٌ مطرزة من الكتان.

خروج 25- 27؛ 30: 1- 10، 17- 21

التابوت (صندوق العهد):

صندوقٌ مستطيل قائم الزوايا (نحو 115× 70× 70 سمً). ومِثلَ هيكل الخيمة، كان هذا الصندوق مصنوعاً من خشب السنط (خشب صلب من شجرٍ ينمو في صحراء سيناء). وقد غُشِّي خشب الصندوق بالذهب. وكان يحمل بعصوين تُدخلان في حلقاتٍ عند زواياه الأربع السفلى. وقد وُضِع في الصندوق لوحا الوصايا العشر ووعاء ذهبي فيه مَنّ وعصا هارون التي أفرخغت في ليلةٍ واحدة. أما غطاؤه فكان من الذهب الخالص وعلى كِلا جانبيه تمثالٌ لكروبٍ (ملاكٍ) باسطٍ جناحيه كعلامة على حماية الله للشعب.

وُضِع صندوق العهد في "قدس الأقداس". وكان رمزاً إلى سُكنى الله وحضوره، كما اعتبر بمثابة عرش الله، كقوله: "وأنا أجتمع بك هناك، وأتكلم معك من على الغطاء، من بين الكروبين... بكل ما أوصيك به". وكان التابوت يُحمل أحياناً إلى المعركة رمزاً، للحماية الإلهية. وحقيقة كونه قد وقع مرة بأيدي الفلسطيين تُبين أنه كان خالياً من القوة بحد ذاته.

خروج 25: 10- 22؛ تثنية 10: 1-5؛ عبرانيين 9: 4 و 5؛ يشوع 6: 6- 8؛ 1 صموئيل 4: 3- 11

موقد البخور:

قام في القدس، أمام الحجاب الذي يستر قدس الأقداس، مذبح صغير كان يوقد عليه البخور صباحاً ومساءً. وقد صُنع من خشب السنط المغشى بالذهب. وله قرنٌ عند كل زاوية، وكان يُحمل بعصوين على طريقة صندوق العهد.

خروج 30: 1- 10

المنارة الذهبية:

خُرِطت المنارة الذهبية ذات الشُعَب السبع من قطعة ذهبٍ واحدة، وزنها 30 كلغً أو أكثر، وزُينت بالأزهار والبراعم اللوزية. وكانت هي مصدر النور الوحيد في الخيمة.

خروج 25: 31- 39

مائدة خبز الوجوه:

كانا اثنا عشر رغيفاً، واحدةٌ لكل سبط، توضع كُلَّ سبت كتقدمة على مائدة مغشاة بالذهب وموضوعة في القدس.

25: 23- 30

دار المسكن:

كانت الخيمة ذاتها تُنْصب في جزءٍ غربي من ساحةٍ مساحتها نحو 50× 25 مً. هذه الساحة يطوقها سورٌ من ستائر الكتّان. وكان للدار بابٌ واحد تغطيه ستارة من الكتّان المطرَّز.

خروج 27: 9- 19

المرحضة:

مغسل نحاسيٌّ ضخمٌ، قاعدته أيضاً من نُحاس. كان يستعمله الكهنة لغسل أيديهم وأرجُلهم كلما دخلوا الخيمة وقدموا ذبيحة.

خروج 30: 17- 21

مذبح المُحرَقة:

عليه كانت تُقدم ذبائح من الخراف والثيران والمعزى وسواها (راجع الكهنة؛ اللاويون؛ القرابين والذبائح). هذا المذبح- شأنه شأن قِطعٍ كثيرة من أثاث الخيمة- كان مصنوعاً من الخشب، وقد غُشي بالنحاس. كان مربعاً ضلعه نحو 5,2 م وارتفاعه 5,1 م. وله شبه إفريز يبدو أن الكهنة كانوا يقفون عليه لتقديم الذبائح، وهذا الإفريز يصل إلى نصف المذبح صعوداً. وربما كانوا يملأون قعر المذبح تراباًَ آو يبقونه فارغاً فيستعملونه كمكانٍ للترميد.

خروج 27: 1- 8

  • عدد الزيارات: 4465