الدرس الخامس عشر المرسلون و الإرساليات المسيحية
كان تلاميذ المسيح في طليعة الرسل الذين عملوا على نشر بشارة الانجيل وتأسيس الكنائس المسيحية الاولى . واختار المسيح من بين جمهرة أتباعه وروّضهم ليكونوا و أنصاره اثني عشر تلميذاً ألف منهم نخبة مختارة و درّبهم رسلًا من بعده . وقد نال هؤلاء قوة من العلاء عندما حل الروح القدس عليهم يوم الخمسين ، ونراهم ينطلقون في رحاب الأرض حاملين بشارة الإنجيل الى العالم الوثني . ولا عجب فقد اختار المسيح الاثنى عشر تلميذاً ليؤلفوا جماعة المرسلين الأوائل وقد دربهم المسيح على حياة التكريس والتلمذة الحقة ، وزودهم بهذه الوصية قائلا : " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم " ونجد في سفر الأعمال صورة حية عن انتشار الكنيسة وعملية امتدادها .
ولا سبيل الى النكران بان قوة جبارة خرجت يوم الخمسين من تلك العلية لتقلب العالم المعروف عندئذ وتهز أركان الإمبراطورية الرومانية العظيمة . وأما المؤمنون بتلك القوة العلوية الهابطة من السماء فحسبهم أن يروا تلك الجماعة الصغرى تنمو وتتكاثر لا بالغزو والفتح ولا بالقوة والبطش بل بروح الله لامتداد البشارة إلى جميع الناس الغارقين في الظلمة .
وسرعان ما غدت انطاكية مركزاً لانطلاق الرسل من أجل التبشير فمنها انطلق بولس وبرنابا حاملين البشارة الى بلدان آسيا الصغرى وأوروبا وتأسست في انطاكية كنيسة قوية اعتنت بالتبشير. ويمكن اعتبار الرسول بولس المرسل النموذجي لأنه هو الذي عمل على تأسيس الكنيسة وتوطيد دعائمها وانتشارها . ولم يمر زمن طويل حتى قامت كنائس متعددة بفضل تلك الاقلية المكرسة من المرسلين. وكما صرح مؤرخ الكنيسة الشهير يوسسيبيوس : " لم يبق عابد في تلك المدن يسجد لديانا او ابلو " وانتقلت ايضاً عدوى المسيحية من المدن الى القرى مما جعلها تنتشر على نطاق واسع وتتغلغل في جميع الأوساط والبيئات .
وتم انتشار المسيحية بالطرق التالية :
اولاً : عن طريق المرسلين الذين كانوا خلفاء للرسل والذين جعلوا شغلهم الشاغل في الحياة التجول بين المدن والقرى للكرازة بكلمة الله والبشارة بالنجيل المسيح.
ثانيًا : عن طريق التأثير المسيحي، فالمسيحية دين تبشير وعدواها تنتقل بتأثير الأفراد ، وبقوة إيمانهم ، وشديد تمسكهم بسيدهم وغيرتهم الفائقة لنشر مبادئ دينهم.
ثالثاً : عن طريق الشهداء الذين استعدوا لأن يموتوا في سبيل إيمانهم وهؤلاء الشهداء كانوا معلمين بالأفعال لا بالكلام فقط . ودماءهم على مدى الأجيال كانت بذاراً للكنيسة .
واستمر انتشار المسيحية على مدى السنين عن طريق المرسليات لأن المسيحية هي ديانة تبشير ونمو وامتداد . وكانت الأديرة مراكز تبشيرية هامة، ومنها انطلق بعض الأفراد لنشر الرسالة المسيحية بين القبائل الجرمانية و الشعوب الوثنية . وقد عملت مدارس الأديرة على نشر التعاليم المسيحية .
واحتفظت الاديرة بالتراث المسيحي المجيد وسط تقلبات الأيام وصروف الزمان.
وفي القرون الحديثة لم يعد التبشير عملاً افرادياً بل نظمت الارساليات المتنوعة للتبشير بالانجيل ونشر تعاليم المسيح ، فتشكلت ارساليات عديدة في اوروبا واميركا وانطلق المرسلون الى شتى اقطار العالم . ولقد كان فضل المرسلين على العالم كثيراً إذ هم الذين عملوا على رفع مستوى الحياة البشرية وإشاعة المبادئ المسيحية وروح الإخاء بين الناس.
 وكان المرسلون هم الذين أسسوا المدارس ، وبذروا بذور المعرفة ، وهم الذين بنوا المستشفيات واعتنوا بالمرضى ، وأنشأوا المياتم والملاجئ.. فللإرساليات فضل كبير على رفع مستوى التعليم ، والصحة العامة والخدمة الاجتماعية. ومن صفوفهم ظهر بعض المرسلين البارزين والاشخاص اللامعين الذين تركوا اثاراً لا تمحى على مدى الأيام .
اسئلة
(۱) اذكر اسماء تلاميذ المسيح الاثني عشر ؟ وبين كيف انهم
شكلوا طليعة المرسلين
(۲) ما هي بعض الطرق التي تم فيها انتشار المسيحية ؟
(۳) اذكر أسماء بعض الإرساليات التي تعرفها مع ذكر أبرز أعمالها ،
(٤) ماذا كان فضل الإرساليات على العالم ؟
(ه) اذكر خمسة أسماء لمرسلين مشهورين عملوا في بلادنا .
- عدد الزيارات: 24