Skip to main content

ماذا يقول الكتاب

لقد تم مناقشة الدعاوي الرئيسية التي تستخدم كمبررات للمسيحيين لكي يعيشوا في غنى هذا العالم حيث يعم الفقر المدقع. ويتضح لنا أمام هذا التناقض الساخر ضعف الدعاوي المقدمة امام الاجزاء العديدة في الكتاب المقدس والتي تحذرنا من مخاطر الغنى "الرجل الأمين كثير البركات، والمستعجل الى الغنى لا يبرأ...ذو العين الشريرة يعجل الى الغنى، ولا يعلم أن الفقر يأتيه " (امثال20:28-22).

إن السعي وراء الثروات المادية لهو هدف لا يليق بأولئك الذين خلقهم الله على صورته ومثاله . "لا يقدر أحد أن يخدم سيدين ، لأنه إما ان يبغض الواحد ويحب الآخر، أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر، لا تقدرون ان تخدموا الله والمال"(متى24:6).

فالله والمال يبرزان هنا كسيدين تتعارض مصالحهما بشكل كبير يستحيل معه خدمتهما معاً. فهو بمثابة الضربة المميتة أمام رغبتنا في ان نعيش لاجل عالمين. أن نكون اغنياء الان ولاحقاً، ان نتمتع بالثروة على الأرض ونُكافيء عنها في السماء. لقد اوضح الرب يسوع بأنه لا يمكننا الحصول عليهما معاً.

فقال يسوع لتلاميذه: "الحق الحق اقول لكم أنه يعسُر أن يدخل غني الى ملكوت السموات! واقول لكم ايضا أن مرور جمل من ثقب ابرة أيسر من ان يدخل غني الى ملكوت الله!" فلما سمع تلاميذه بُهتوا جدا قائلين:" إذا من يستطيع ان يخلص؟" فنظر اليهم يسوع وقال لهم " هذا عند الناس غير مستطاع، ولكن عند الله كل شيء مستطاع" (متى 23:19-26).

اتساءل إن كنا نأخذ كلمات الرب يسوع على محمل الجد. فالرب يسوع لم يقل أنه من الصعب على الغني أن يدخل ملكوت الله. بل قال أن ذلك مستحيل بشريا.

فسّر البعض ثقب الابرة بأنه الباب الأصغر في بوابة المدينة التي يجب على الجمل أن ينحني ليدخل من خلاله. ولكن الابرة المشار اليها هنا هي ابرة الخياطة والتي لا يمكن لأي جمل ان يمر من خلال عينها. بمعجزة الهية فقط يُمكن الغني من دخول الملكوت. فلماذا نجتهد في الدفاع عن هذا الفكر بينما هو حاجز أمام غنانا الأبدي "ولكن ويل لكم أيها الأغنياء لإنكم قد نلتم عزاءكم" (لوقا24:6). لقد أعلن ابن الله القدوس الرب يسوع، أن الويل هو للأغنياء. ولا يمكننا إلا ان نأخذ كلمة "الأغنياء" بمعناها الحرفي، فهي تعني الأغنياء. فلماذا نسعى أن نبارك اولئك الذين لم يباركهم الله؟. "بيعوا ما لكم وأعطوا صدقة. إعملوا لكم اكياسا لا تفني وكنز لا ينفد في السموات، حيث لا يقرب سارق ولا يُبلي سوس، لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك" (لوقا33:12-34). لقد قيلت هذه الكلمات للتلاميذ (انظر العدد22). ونحن نحاول تجنبها بإدعائنا أنها لم تقصدنا نحن! وكيف لا تقصدنا، ونحن عندما نقاوم هذه الآيات نعطل البركات.

إنه من الملائم لنا ما دمنا نعيش في عهد النعمة أن نبيع مقتنياتنا الثمينة مثل: "مجوهراتنا، الرسومات الاصلية، أثاثنا الثمين، فضتنا اللامعة. ووضع الحصيلة لخلاص النفوس في ارجاء المعمورة. أين هي قلوبنا؟ هل هي في خزينتنا البنكية أم في السماء؟ "لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك ايضا" "فلما سمع يسوع ذلك قال له يعوزك أيضا شيء بع كل مالك ووزع على الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني، فلما سمع ذلك حزن لأنه كان غنيا جدا" .(لوقا22:18-23).

يقال لنا عادة أن الشاب الغني هو حالة خاصة وأن وصية الرب بأن نبيع كل ما لنا لا تقصد الجميع. ولكننا إن أمعنا النظر سنجد أن هذه الوصية لا تختلف فعليا عن الوصية المزكورة في انجيل لوقا33:12-34.

"وأما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة. لأننا لم ندخل العالم بشيء ، وواضح اننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء . فإن كان لنا قوت وكسوة، فلنكتفِ بهما. وأما الذين يريدون أن يكونوا اغنياء، فيسقطوا في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرة، تُغرّق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال اصل لكل الشرور، الذي اذا ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان، وطعنوا انفسهم بأوجاع كثيرة" (1تيموثاوس6:6-11).

حدّد الرسول بولس أولئك الذين يشتهون المال أنهم يطعنون أنفسهم بأوجاع كثيرة. فما هي الاوجاع التي اشار إليها الرسول؟

الأول: هو ما ثبت أنه يرافق الغنى، "وَفرْ الغنى لا يريحه حتى لا ينام" (جامعة12:5). فبدلا من أن يجلب الغنى الامان كما هو مفروض، إلا أن الواقع هو العكس – خوف دائم من السرقة، التضخم أو هبوط حاد في سوق البورصة.

والثاني: هو الأسى عند رؤية ابن احدهم مفسدا روحيا " من وفرة الأمور المادية. قلة من أبناء المؤمنين الأغنياء يسيرون في طريق الرب. ثم المرارة التي نشعر بها عندما تخذلنا الثروة في وقت الحاجة الماسة لها. الرجل الغني لا يمكنه معرفة كم من الاصدقاء لديه. ويبدو هذا مناقضا لقول الكتاب "ايضا من قريبه يُبْغض الفقير، ومحبو الغني كثيرون" (امثال20:14) ولكن هل هؤلاء اصدقاء حقيقيون- أم يدعون ذلك لأسبابهم الأنانية؟ والثروة حتما لا تشبع القلب ولكنها تولّد جوعا مستمرا للمزيد منها (جامعة8:2، 8:4، 10:5).

وأخيرا: فالغنى له انعكاس سلبي على الشخصية، مثل الغرور (امثال11:28)، والقسوة (امثال23:18؛ يعقوب5:2-7)، فمثلاً، يذكرنا هنري ماثيو: بأن الكلمة العبرية للغنى تعني "للثقل"، فالثروة عبء- عبء عند جنيها وعبء في الحفاظ عليها- وفيها عبئ الوقوع في تجربة- وعبء الحزن والأسى.

"أوصٍ الاغنياء في الدهر الحاضر أن لا يستكبروا، ولا يلقوا رجائهم على غير يقينية الغنى، بل على الله الحي الذي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع. وأن يصنعوا صلاحا، وأن يكونوا أغنياء في أعمال صالحة، وأن يكونوا أسخياء في العطاء، كرماء في التوزيع، مُدخرين لأنفسهم اساسا حسنا للمستقبل، لكي يمسكوا بالحياة الأبدية". (1تيموثاوس17:6-19).

الاعداد الماضي ذكرها "توصي الأغنياء..." ومع هذه كم من خدام الرب ينفذون هذه المأمورية، كم منا تحدّى الأغنياء بهذه الوصايا؟ لعل معظمنا لم يسمع عظة عن الأعداد الكتابية الماضية، ومع هذا فلم نكن في اي وقت من الاوقات الماضية احوج لهذه الوصية من الآن.

حتى نعلّم هذه الوصايا علينا أن نحياها اولا، فإن كنا نحياها بالعيان لا بالإيمان، فلا نقدر أن نوصي الآخرين بأن لا يكنزوا لهم كنوزا على الأرض، لأن حياتنا تسدّ أفواهنا.

يبحث الله عن رجال من نوع الانبياء، يقدمون كلمته بدون خوف من النتائج. رجال مثل عاموس الذي صرخ قائلا: "اسمعي هذا القول يا بقرات باشان التي في جبل السامرة، الظالمة المساكين، الساحقة البائسين، القائلة لسادتها، هات لنشربها، قد اقسم السيد الرب بقسمه، هوذا أيام تأتي عليكن، يأخذنكن بخزائم، وذريتكن بشصوص السمك، ومن الشقوق تخرجن كل واحدة على وجهها، وتندفعن الى الحصن، يقول الرب" (عاموس1:4-3). ورجال مثل حجي الذي قال موبخّا: "هل الوقت لكم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة، وهذا البيت خراب؟" (حجي4:1). بالطبع لم يكن للأنبياء شعبية، بل كان وجودهم يسبب حرجا لمعاصريهم. وكانوا فقراء بلا مال، ومرفوضين اجتماعيا. وكانوا يُضطهدون احيانا، وإن لم يسكتهم شيء كانوا يُقتلون. ومع ذلك فد فضلوا كلمة الحق عن أن يعيشوا حياة كاذبة.

تقف المادية والثروة أمام تدفق القوة الروحية في كنيسة اليوم فلن تحدث النهضة الروحية طالما عاش المؤمنون كالملوك. من ذا الذي سيقف مناديا شعب الرب بالعودة الى حياة الايمان والتضحية؟ من ذا الذي سيُري العالم كيف يتمسكوا بالحياة الحقيقية (1تيموثاوس19:6).

كتب س. هـ. ماكنتوش "الحياة الحقيقية الوحيدة التي نحياها هي التي نحياها في ضوء الأبدية. أن نضع كل ما نملك لمجد الرب وعيوننا على الكنوز الأبدية. هذه هي الحياة الأفضل".

وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَبِاتِّضَاعِهِ، لأَنَّهُ كَزَهْرِ الْعُشْبِ يَزُولُ. لأَنَّ الشَّمْسَ أَشْرَقَتْ بِالْحَرِّ، فَيَبَّسَتِ الْعُشْبَ، فَسَقَطَ زَهْرُهُ وَفَنِيَ جَمَالُ مَنْظَرِهِ. هَكَذَا يَذْبُلُ الْغَنِيُّ أَيْضاً فِي طُرُقِهِ."(يعقوب10:111). لم يقل للغني هنا أن يفتخر بغناه، بل بكل ما يأتي به للتواضع، لأن الغنى يزول مثل العشب. بينما الدروس الروحية التي نتعلمها لها قيمة ابدية. "هَلُمَّ الآنَ أَيُّهَا الأَغْنِيَاءُ، ابْكُوا مُوَلْوِلِينَ عَلَى شَقَاوَتِكُمُ الْقَادِمَةِ. غِنَاكُمْ قَدْ تَهَرَّأَ، وَثِيَابُكُمْ قَدْ أَكَلَهَا الْعُثُّ. ذَهَبُكُمْ وَفِضَّتُكُمْ قَدْ صَدِئَا، وَصَدَأُهُمَا يَكُونُ شَهَادَةً عَلَيْكُمْ، وَيَأْكُلُ لُحُومَكُمْ كَنَارٍ! قَدْ كَنَزْتُمْ فِي الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ. هُوَذَا أُجْرَةُ الْفَعَلَةِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمُ الْمَبْخُوسَةُ مِنْكُمْ تَصْرُخُ، وَصِيَاحُ الْحَصَّادِينَ قَدْ دَخَلَ إِلَى أُذْنَيْ رَبِّ الْجُنُودِ. قَدْ تَرَفَّهْتُمْ عَلَى الأَرْضِ وَتَنَعَّمْتُمْ وَرَبَّيْتُمْ قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي يَوْمِ الذَّبْحِ. حَكَمْتُمْ عَلَى الْبَارِّ. قَتَلْتُمُوهُ. لاَ يُقَاوِمُكُمْ! ".(يعقوب1:5-6).

يحذر روح الرب هنا من تخزين الثروات (عدد3)، ودفع اجور مبخوسة للفعلة (عدد4). وحياة الرفاهية (عدد5)، والحكم الظالم على الأبرياء (عدد6). لا حاجة لنا هنا لاي مناقشة فيما اذا كانت هذه الآيات تخاطب المسيحيين الحقيقيين ام لا. فما دامت تنطبق علينا فعلينا إطاعتها.

"لأَنَّكَ تَقُولُ: إِنِّي أَنَا غَنِيٌّ وَقَدِ اسْتَغْنَيْتُ، وَلاَ حَاجَةَ لِي إِلَى شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّكَ أَنْتَ الشَّقِيُّ وَالْبَائِسُ وَفَقِيرٌ وَأَعْمَى وَعُرْيَانٌ. أُشِيرُ عَلَيْكَ أَنْ تَشْتَرِيَ مِنِّي ذَهَباً مُصَفًّى بِالنَّارِ لِكَيْ تَسْتَغْنِيَ، وَثِيَاباً بِيضاً لِكَيْ تَلْبَسَ، فَلاَ يَظْهَرُ خِزْيُ عُرْيَتِكَ. وَكَحِّلْ عَيْنَيْكَ بِكُحْلٍ لِكَيْ تُبْصِرَ. إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُوراً وَتُبْ" (رؤيا17:3-19).

كانت هذه رسالة الرب الختامية للكنائس ورسالته القاطعة لكنيسة اللاودكيين. لا تحتاج رسالته الى تفسير فنحن ندرك معناها ونعلم أن لها تطبيقا محددا في حياتنا، وانما تحتاج الى الطاعة.

تحذير من الكسل

هناك دائما خطورة أن يُستخدم هذا الفصل كمبرر للكسل، فقد يقرأه أحد الكارهين لعمله فيقول هذا ما اؤمن به. حسنا ليس هذه الرسالة موجهة للكسالى أو الذين يعتقدون أن على العالم (أو الكنيسة) أن تؤّمن لهم معيشتهم.

لكن عند الله رسالة أخرى لهؤلاء: "إنهض من فراشك وإذهب للعمل".(راجع تسالونيكي6:3-12). هذه الرسالة موجهه الى الجادّين والمنتجين والعاملين باجتهاد. هؤلاء الذين يجتهدون لتسديد الاحتياجات اليومية لعائلاتهم. أؤلئك إن اعطوا الأولوية للرب في حياتهم واهتموا بما هو لله يمكنهم الأعتماد على الله لتسديد احتياجهم في المستقبل.

تحذيرمن الحكم على الأخرين

شيء آخر علينا أن نتجنبه هو الحكم على الآخرين بسبب ممتلكاتهم المادية. علينا أن لا نحكم على الآخرين ولا أن نشكك في اخلاصهم للرب.

إن اعلان مباديء كلمة الله بخصوص الغنى شيء، والدخول الى بيوت المسيحيين الحقيقيين وأخذ انطباع عن ممتلكاتهم ورفع اصبع التوبيخ لهم لهو شيء آخر.

جميعنا مسؤول عن سماع ما يريد الله أن يقوله، وبعد ذلك علينا أن نطبقها في حياتنا. فأحتياجات الأسرة الكبيرة هي اكبر من احتياجات الفرد الواحد.

لا يمكننا أن نملي على الآخرين ما يمكن أن تعنيه كلمة الرب بالنسبة لهم حتى يطيعوها. كوكلاء سيقدم كل منا حسابا عن نفسه وليس عن الآخرين. ليت الرب يحررنا من انتقاد الآخرين والحكم عليهم.

الخلاصة

توضح كلمة الرب للمؤمنين الحقيقيين كيف عليهم أن يكونوا مكتفين بما عندهم من مأكل وملبس ومسكن ويكونوا مجتهدين في تسديد احتياجات عائلاتهم، ويقدموا ما يفيض لعمل الرب. ولا يسعوا في تأمين احتياجاتهم المستقبلية بل يثقوا في الرب لتسديدها، فيكون هدفهم الأسمى هو خدمة السيد وكل شيء آخر دونه.

هذه هي الحياة التي يعلمنا إياها الانجيل. ومورست في سفر الأعمال. واعلنت في الرسائل. ومثالنا العظيم هو الرب يسوع نفسه. ولكن يبقى السؤال الأساسي هنا "كيف أطبق ذلك عمليا في حياتي؟ ماذا علي أن افعل؟".

اول شيء: أن نقدم انفسنا لله (2كورنثوس5:8). فعندما نكون له بالكلية، من المؤكد أن ممتلكاتنا ستكون له ايضا.

ومن ثم عندما يضع الرب اصبعه على نواحي مختلفة في حياتنا علينا بإطاعته فورا. من المحتمل أن يخلق فينا الرب شعورا بعدم الأرتياح تجاه تناول الطعام في مطاعم فخمة؟ أو صرف النقود على ادوات رياضية باهظة الثمن. عندما نضع عيوننا على أحدث عروض الأزياء والسيارات الفخمة قد يحول عيوننا عنها حتى نتمكن من امتلاك سيارة اقل ثمنا ونضع الفارق في دعم انتشار رسالة الإنجيل. قد يقيم ثورة على خزانة ملابسنا حتى يكسي الكثيرين بثوب البر. ربما يشير الى مكان عمل اقل استغلالاً لوقتي. قد نفقد محبتنا للبيوت الفخمة وننتقل الى بيوت اكثر تواضعا.

عندما يبدأ الله يكلمنا عن هذه الأمور، سنعرف ذلك. ورفضنا لكلامه سيكون عصيانا واضحا.

والأمر الثالث هو: "كل ما يقوله الله افعله" (يوحنا5:2). قد يسيء الاصدقاء فهمك وقد يوبخك الأقرباء. سيكون هناك ردود فعل. فقط اتبع المسيح ودع الباقي له.

ضع كل ما يزيد عن احتياجاتك اليومية في عمل الرب. صّلِ من اجل الارشاد. اسأله فيرشدك الى حيث تضعها، وسيفعل! ليت الرب يسمح فيرينا في انفسنا وفي جيلنا العودة الى هذا النوع من التكريس. كما صلى جون وسلي مرة: "ليت الرب يمنحني الشيء الذي طالما تقت اليه! فقبل ان انطلق ولا أعود أُرى بعد، أن أرى اناسا مخلصين لك بالكلية، مصلوبين عن العالم والعالم عنهم. اناساً مقدمين ذواتهم نفسا وروحا وجسدا! عندها يا لسعادتي عندما أقول "الأن تطلق عبدك يا رب بسلام".

إكسرني يا ربّ!

قبل سنين مضت، في اجتماع صلاة للمُرسَلين، سمعت شاباً مؤمناً متحمساً وهو يصلي: "يا رب، إكسرني!" وقد هزّني الطلب. فحتى تلك اللحظة من حياتي، لم اكن قد صليت تلك الصلاة. ولم اكن متأكداً من استعدادي لأن أصلّيها حتى في نفس اللحظة. لكن تلك الكلمات، المليئة بالحرارة من قلب ذالك التلميذ الشاب، ايقظتني على الإحتياج الهائل للإنكسار في حياتي. فقد تيقّظ فيّ الإدراك بأن الإنكسار هو جوهر رائع في النطاق الروحي. والآن اصبحت تلك الكلمات صلاة مستمرة لقلب توّاق: "يارب، إكسرني!"

  • عدد الزيارات: 4488