الخدمة سهام من كنانته
" کسهام بيد جبار هكذا ابناء الشبيبة "
مز ٤:١٢٧
كل واحد من أولاد الله يجب أن يكون إناء نافعاً للرب ، متأهباً لخدمته . لأن الله مستعد أن يستخدم أي شخص عنده الاستعداد لتحمل المسؤولية بغض النظر عن مؤهلاته.
قد تكون الكلفة جسيمة ، لكن ان كانت صلاتك : استخدمني يا رب ومهما تكن الكلفة، فأنا مستعد ان ادفعها بسرور . فلا بد أن الله يستخدمك الى اقصى حدود طاقتك . فهل تود أن تدفع الثمن ؟ واعلم ان الله يستخدم:
۱ - الرجل الموحّد القلب والهدف :
لأن تجزئة القلب وكثرة الانهماكات ، والانشغالات لا يمكن ان تنتج خدمة يرضى الله عنها. فيحتاج رجل الله الى التفرغ والتكريس والتخصص . فتفكيره ، ووقته ، وعمله ، يجب أن يصرفه في خدمة الرب ، و لا يرتبك بنير. بولس رجل الله الناجح لم يكن أمامه " سوى افعل شيئاً واحداً ". كان دائباً على الخدمة ، باذلاً كل امكانياته، حتى أنه كان ينفق ويُنفق من اجل الانجيل : في النهار كان يخدم وفي الليل يسكب الدموع امام الرب من اجل نجاح الخدمة . واذا تكلم إلى تلميذه تيموثاوس حول البشارة قال : " اهتم بهذا كن فيه " بجملتك . فعلى قدر ما تقلل يا رجل الله من ارتباكات الحياة وتجعل الله وعمله الغرض الاسمى في حياتك ، بقدر ما تكون مؤمناً ناجحاً في كل شيء .
٢- الرجل الذي يزبل كل معطل من حياته :
انت تعرف نفسك جيداً وتعلم ما يعطل نموك وخدمتك، والله يعلم ذلك.
فلا تتكلم لأحد من الناس عن هذا الأمر ، بل في مخدعك ، بينك وبين الله عالج امورك معه.
ومهما كان نوع المعطل : خطية عزيزة ، اهتمام الجسد ، عدم طهارة الفكر او القول او العمل . قد يكون إظهار الذات ، كبرياء الروح ، او رياء ، او عدم ایمان. هذه معطلات تحجب البركة، والله يصرح: " لا أعود اكون معكم ان لم تبيدوا الحرام من وسطكم".
٣ - الرجل الذي يضع نفسه تماما تحت تصرف الله :
نحن نثق في الله وقدرته ، وأنه كلما شاء صنع . لكن الفخاري يطلب ان يكون الطين بين يديه سهلًا لينًا ليقوم بعمله .
وأي نفع للجنود المتمردين العصاة. " السالك طريقا كاملاً هو يخدمني " .
(مز : ١٠ : ٦) فهل تخضع الله خضوعاً كليا ؟ و تعزم عزما اكيداً أن تطيعه وحده وتصمّ آذانك عن صوت الذات؟ هل سلمت كل شيء له ؟ و أخضعت لسلطانه كل شيء ؟ هل تقول له دائماً : لتكن لا ارادتي بل ارادتك ؟ هل تذهب وتعمل بما يريده هو لك؟
٤- الرجل الذي يعرف كيف يغلب بالصلاة :
الذين استخدمهم الله بقوة كانوا مقتدرين في الصلاة. قال يعقوب للذي صارعه :
" لا اطلقك ان لم تباركني …." وسمع الله يقول له . " جاهدت مع الله والناس وقدرت ".
يسوع وهو في نشاط الخدمة، نراه ينسحب من بين الجموع لينفرد في مكان منعزل كي يصلي.
يقضي الليل كله في الشركة مع الآب…. في جهاد وانسحاق الروح حتى كان عرقه كقطرات دم .
هذا سبيل كل شخص قد استخدمه الله.
قد تكون ذا مواهب عجيبة ، في فن الوعظ، والقيادة الحكيمة، ورجل الكتاب في التعليم مؤهلا تماماً لخدمة الله . لكن ما لم تتعلم كيف تجاهد وتغلب بالصلاة ، فلا تتوقع بركة الله على خدماتك . انه لا يوجد أقوى من التمسك بالمخدع والاختلاء مع الله ، بالصلاة الغالبة.
صلاة تأتي بالغرض التي أرسلت لأجله ... ينبغي ان نصلي حتى نحصل على الجواب.
ه - الرجل الذي هو تلميذ الكلمة:
كلمة الله حية وفعالة. وهي السلاح . فيجب أن تكون طعامك وشرابك ، وموضوع تأملك اليومي. بل جزءاً من كيانك ، وحينئذ تستطيع ان تستخدمها الاستخدام الذي بحسب فكر الله . لانها لا ترجع إليه فارغة، بل تنجح في كل ما أُرسلت لأجله.
٦- الرجل الذي عنده رسالة حية لعالم هالك :
هل عندك رسالة خاصة للخاطىء؟
اذا كانت رسالتك مجرد رسالة اجتماعية او علمية ، أو سياسية ، فالأفضل ان تترك هذه لرجل الاجتماع، او للمدرس، أو للطبيب ، أو الأديب.
أنه لا توجد سوى رسالة واحدة عظيمة جديرة بأن تتطوع لأدائها وان تضحي لاجلها بأعز ما لديك ، وأن تتحمل في سبيلها الاضطهاد والسخرية والعار ، وان تقاسي لأجلها التعب المضني والعناء المر.
هذه الرسالة الموجزة، لكن مداها أوسع من محيط المحيطات. هي :
المسيح مات لأجل الخطاة ليقرِّبهم الى الله.
يجب أن تحمل رسالة الله للآخرين لأنها رسالة الحياة أو الموت. وستعطي
حساب وكالتك يوماً ما.
يا ليتنا ندرك مسؤوليتنا . علينا أن نقدم المسيح للآخرين، ومعنى ذلك أننا نموت عن ذواتنا . لأن رسالتنا هي رسالة حياة لمن يقبل الكلمة وموت لمن يرفضها.
أسرع الى الخدمة ولا تتوان عن أن تكون مزوداً برسالة من الروح القدس. وبذلك تكشف للناس شناعة خطاياهم اثناء خدمتك مما يقودهم للتوبة وتسليم حياتهم للرب. وتكون رسالتك بناءة لنفوس المؤمنين . لأن الرسالة الممسوحة بقوة الروح القدس لا بد أن تأتي بالنتائج المباركة اذ ان لرسالة الإنجيل البسيطة أثرها الجذاب.
فالى الامام واثقاً من قوة الله
۷ - رجل الإيمان الذي ينتظر النتائج :
إن الصعوبة التي تعترض الكثيرين منا، هي اننا لا ننتظر نتائج خدماتنا.
وكأننا نسير على غير هدى ، او كأننا نضارب الهواء. احياناً كثيرة نحس بالفشل، عندما نرى الأمور تسير في مجراها العادي الهادئ . وننتظر دائماً اموراً عجيبة وغير عادية تجري . مع أننا نثق بأن الرب ساهر على كلمته ليجريها وهو يضمن النتائج .
٨ - الرجل الذي يخرج للعمل مزوداً بقوة الروح القدس :
مجرد التفكير بالشهادة للسيد بدون هذه القوة الروحية ، لم تخطر على بال التلاميذ . وسر نجاح رجال الله الذين استخدمهم بقوة ، هو أنهم لم يخرجوا لخدمة الله قبل الامتلاء بالروح القدس.
 إن خدمة واحدة بالروح القدس أكثر انتاجاً من ألف خدمة تأتي نتيجة لنشاط الجسد.
هذا هو الرجل الذي يكون كسهم منطلق من كنانة الله .
له غرض واحد في الحياة . ولا يسمح لأي معطل يعطل خدمته ويضع نفسه بالكلية تحت تصرف الله. وقد تعلم كيف يغلب بالصلاة ، وأن يكون تلميذ كلمة الله، ويحمل رسالة حية لعالم أثيم هالك ، وينتظر نتائج خدماته ، ويخدم بقوة الروح القدس .
ايها الاحباء ليتنا نجتهد لتكون لنا هذه الصفات ، حتى يستخدمنا الله الى اقصى حد ممكن . وحينئذ تكون الخدمة مجيدة ومثمرة .
- عدد الزيارات: 12